نداء الإمام السید علی الحسینی الخامنئی إلى حجاج بیت الله الحرام موسم حج1433 نداء الإمام السید علی الحسینی الخامنئی إلى حجاج بیت الله الحرام موسم حج1433 نداء الإمام السید علی الحسینی الخامنئی إلى حجاج بیت الله الحرام موسم حج1433 بعثه مقام معظم رهبری در گپ بعثه مقام معظم رهبری در سروش بعثه مقام معظم رهبری در بله
نداء الإمام السید علی الحسینی الخامنئی إلى حجاج بیت الله الحرام موسم حج1433 نداء الإمام السید علی الحسینی الخامنئی إلى حجاج بیت الله الحرام موسم حج1433 نداء الإمام السید علی الحسینی الخامنئی إلى حجاج بیت الله الحرام موسم حج1433 نداء الإمام السید علی الحسینی الخامنئی إلى حجاج بیت الله الحرام موسم حج1433 نداء الإمام السید علی الحسینی الخامنئی إلى حجاج بیت الله الحرام موسم حج1433

نداء الإمام السید علی الحسینی الخامنئی إلى حجاج بیت الله الحرام موسم حج1433

نداء الإمام السید علی الحسینی الخامنئی إلى حجاج بیت الله الحرام موسم حج1433   بسم الله الرحمن الرحیم «الحمد لله رب العالمین، وصلوات الله وسلامه على الرسول الأعظم الأمین وعلى آله المطهرین المنتجبین وصحبه المیامین.»

نداء الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي إلى حجاج بيت الله الحرام موسم حج1433
 
بسم الله الرحمن الرحيم
«الحمد لله رب العالمين، وصلوات الله وسلامه على الرسول الأعظم الأمين وعلى آله المطهرين المنتجبين وصحبه الميامين.»
 
 
حلّ موسم الحج طافحاً بالرحمة والبركة. وجَعَل الفيض الإلهي ثانية في متناول السعداء الذين حظوا بشرف الحضور في هذا الميعاد المنير. الزمان والمكان هنا يدعوانكم أيها الحجيج فرداً فرداً للرقيّ المعنوي والمادّي. المسلمون رجالاً ونساءً يلبّون هنا بقلوبهم وألسنتهم دعوة ربّ العالمين إلى الصلاح والفلاح. وكلّهم هنا يجدون فرصة ممارسة الأخوّة والمساواة والتقوى. هنا مدرسة التربية والتعليم، ومعرض وحدة الأمة الإسلامية وعظمتها وتنوّعها، وساحة مقارعة الشيطان والطاغوت.
هذا المكان جعله الله الحكيم والقدير مقرًّا يشهد المؤمنون فيه منافعهم، وحين نفتح عين العقل والاعتبار، فإن هذا الوعد السماوي يستوعب أبعاد حياتنا الفردية والاجتماعية كلّها. خصوصية شعائر الحج تتمثل في مزجها بين الدنيا والآخرة، ودمجها بين الفرد والمجتمع.
الكعبة المجلّلة بالبساطة والعظمة، وطواف الأجسام والقلوب حول محور راسخ وأبدي، والسعي المستمر والمنظّم بين مبدأ ومنتهى، والنفير العام إلى عرصات قيامة عرفات والمشعر، وما يضفي ذلك المحشر العظيم من صفاء وطراوة على القلوب، والهجوم العام لمواجهة رموز الشيطان، ثم الحركة الجماعية الموحّدة، من كل مكان، ومن كل لون، وكل شكل في تلك المناسك المليئة بالرموز والأسرار، والطافحة بالمعاني ومؤشرات الهداية.. كل تلك خصائص تنفرد بها هذه الفريضة المفعمة بالمفاهيم والمضامين.
مثل هذه المراسم هي التي تربط القلوب بذكر الله، وتنير خلوة قلب الإنسان بنور التقوى والإيمان، وتنزع الفرد من حصار ذاتيته وتذيبه في الجموع المتنوعة للأمة الإسلامية. وهي أيضًا تلبسه لباس التقوى الذي يحفظ الأرواح من السهام السامة للذنوب، وتثير فيه كذلك روح مهاجمة الشياطين والطواغيت. نعم، في هذا المكان يرى الحاج بأم عينيه نموذجًا من الساحة الواسعة للأمة الإسلامية، ويتفهم مالها من طاقات وإمكانات، ويعقد الأمل عندها على المستقبل، ويشعر بالاستعداد للنهوض بدور فاعل، وكذلك لو ناله توفيق الله وعونه يجدّد البيعة مع النبي العظيم، ويعقد ميثاقًا مستحكمًا مع الإسلام العزيز، ويخلق في داخله عزمًا راسخًا لإصلاح نفسه وأمته وإعلاء كلمة الإسلام الحبيب.
هاتان الفريضتان: أي إصلاح النفس وإصلاح الأمة دائمتان لا يعتريهما تعطيل، والسبيل إليهما لا يصعب على أهل التدبر والتأمل، بإمعانهم النظر في الواجبات الدينية، وبالاستعانة بالتعقّل والبصيرة. 
إصلاح النفس يبدأ من مقارعة الأهواء الشيطانية، والسعي لاجتناب الذنوب. وإصلاح الأمّة يتمّ بمعرفة العدوّ ومخططاته، والجهاد لإبطال مفعول ضرباته ومكائده وأعماله العدوانية، ومن ثمّ بتلاحم القلوب والأيدي والألسن لكل المسلمين والشعوب الإسلامية.
في هذه الفترة الزمنية، واحدة من أهم مسائل العالم الإسلامي ذات الصلة بمصير الأمة الإسلامية هي الحوادث الثورية في شمال أفريقيا والمنطقة التي أدت إلى الإطاحة بعدد من الأنظمة الفاسدة المطيعة لأمريكا والمتواطئة مع الصهيونية ، وزلزلت ما يماثلها من أنظمة أخرى.
ولو فوّت المسلمون هذه الفرصة العظيمة على أنفسهم ولم يستثمروها في إصلاح الأمة الإسلامية فإنهم سينالون الخسران المبين. إن جميع مساعي الاستكبار المعتدي والمتآمر إنّما تبذل اليوم لحرف مسارات هذه الحركات الإسلامية العظيمة.
في هذه الانتفاضات الكبرى، ثار المسلمون رجالاً ونساءًا بوجه استبداد الحكام والسيطرة الأمريكية التي جرّت إلى إهانة الشعوب وإذلالها وإلى التحالف مع النظام الصهيوني المجرم. هؤلاء رأوا في الإسلام وتعاليمه وشعاراته التحررية عامل إنقاذ لهم في هذه المواجهة بين الموت والحياة، وأعلنوا ذلك بصوت معبّر. إنهم وضعوا مسألة الدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم ومقارعة الكيان الغاصب في رأس قائمة مطالبهم، ومدّوا يد الأخوّة إلى الشعوب المسلمة وطالبوا باتحاد الأمة الإسلامية.
إن هذه هي القواعد الأساسية لنهضات الشعوب في البلدان التي رفعت خلال العامين الماضيين راية الحرية والإصلاح، وتواجد الناس خلالها بالجسم والروح في ساحات الثورة، هي من شأنها أن ترسّخ القواعد الأساسية لإصلاح الأمة الإسلامية الكبرى. الثبات على هذه المباديء الأساسية شرط لازم لتحقيق النصر النهائي للنهضات الشعبية في هذه البلدان.
إن العدوّ يستهدف زعزعة هذه القواعد الأصلية بالذات. عملاء أمريكا والناتو والصهيونية الفاسدون يسعون عبر استغلال بعض حالات الغفلة والسطحية إلى دفع حركة الشباب المسلم الهادرة إلى الانحراف، وإثارة صراع بينهم باسم الإسلام، وتبديل الجهاد المعادي للاستعمار والصهيونية إلى عمليات إرهابية عمياء هنا وهناك في مناطق العالم الإسلامي، كي يراق دم المسلم بيد المسلم، وبذلك ينجو أعداء الإسلام من مأزقهم، ويُظهروا الإسلام والمجاهدين بمظهر كريه سيّء.
إن هؤلاء بعد أن يئسوا من حذف الإسلام والشعارات الإسلامية عمدوا إلى إيقاع الفتنة بين المذاهب الإسلامية وإلى مؤامرات التخويف من الشيعة، أو من السنة ليحولوا دون اتحاد الأمة الإسلامية.
هؤلاء بمساعدة عملائهم في المنطقة يخلقون الأزمات في سوريا كي يصرفوا أذهان الشعوب عن القضايا الهامة لبلدانهم وعن الأخطار المحدقة بهم، ويوجهوا الأنظار نحو الحوادث الدموية التي أوجدوها عمدًا بأنفسهم.
الحرب الداخلية في سوريا ومذابح الشباب المسلم بيد بعضهم جريمة بدأت على يد أمريكا والصهيونية ومن يتبعهما من حكومات، ولا يزالون ينفخون في نيرانها.
تُرى من الذي يمكنه أن يصدّق أنّ الحكومات الداعمة للدكتاتوريات السوداء في مصر وتونس وليبيا تدعم اليوم مطلب الشعب السوري في الديمقراطية؟ قصة سوريا هي قصة الانتقام من حكومة وقفت لوحدها خلال ثلاثة عقود بوجه الصهاينة الغاصبين ودافعت عن فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان.
نحن نساند الشعب السوري ونعارض أي تحرك وتدخل أجنبي في هذا البلد. أي إصلاح في سوريا يجب أن يتحقق بيد شعبها دون غيره وبآليات وطنية بحتة.
إنه لـَخـَطَر جادّ أن يعمد الطامعون الدوليون بمساعدة الحكومات الإقليمية المنبطحة، إلى خلق أزمة في بلد بذريعة من الذرائع، ثم يجيزون لأنفسهم أن يرتكبوا كل جريمة في ذلك البلد بذريعة وجود الأزمة. وإذا لم تهتم بلدان المنطقة بمعالجة هذا الخطر فلابد أن تنتظر مجيء دورها في هذه الخديعة الاستكبارية.
أيها الإخوة والأخوات!
موسم الحج فرصة تأمل وتعمّق في القضايا الهامة للعالم الإسلامي. مصير ثورات المنطقة والمحاولات الذي تبذلها القوى المهزومة أمام هذه الثورات لسَوقها نحو الانحراف هي من هذه القضايا. المخططات الخيانية لبثّ الخلافات بين المسلمين، وخلق سوء الظن بين البلدان الناهضة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقضية فلسطين، والسعي لفرض العزلة على المناضلين وإطفاء شعلة الجهاد الفلسطيني، والدعوات المعادية للإسلام من قِبل الحكومات الغربية ومساندتها للمسيئين إلى المقام القدسي للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله، والتمهيد للحروب الداخلية، وتقسيم بعض البلدان الإسلامية، وإرعاب الحكومات والشعوب الثورية من معارضة قوى الهيمنة الغربية، وإشاعة الأوهام القاضية بأن المستقبل رهين الاستسلام أمام المعتدين.. والمسائل المهمة والحيوية الأخرى من هذا القبيل هي في عداد القضايا الهامّة التي يجب التأمل والتعمق فيها خلال فرصة الحج وفي ظلّ تآلف قلوبكم وانسجامكم أنتم يا حجاج بيت الله الحرام.
فالهداية والنصرة الإلهية سوف تفتح طرق الأمن والسلام أمام المؤمنين المجاهدين دون شك: )وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا (.
 
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيد علي خامنئي
5 ذي الحجة 1433 هجرية قمرية
 
 


| شناسه مطلب: 11445







نظرات کاربران