ممثل الولي الفقيه في شؤون الحج و الزيارة بين الحجاج المهندسين؛ إن النبي إبراهيم (ع) هو المهندس العظيم في هندسة العبودية و الاستعباد.
وفقا لتقرير مركز الاعلام للحج، انعقد مساء اليوم الأحد في مكة المكرمة مؤتمر للحجاج المهندسين بحضور ممثل الولي الفقيه في شؤون الحج و الزيارة.
في هذا المؤتمر قام ثلاثة من الباحثين المختارين بتقديم أوراقهم البحثية لحجاج بيت الله الحرام لعام 1404هـ.
في بداية هذا الموتمر أشار حجة الإسلام أخويان مدير الشؤون التعليمية و الثقافية في بعثة قائد الثورة الإسلامية إلى الدعوة لتقديم مقالات حول موضوع «الحج من منظور القائد»، و أعلن بأنه تم تقديم 162 مقالاً من قبل نخبة الحجاج، و قال: هذا الأسبوع، ستقدم مجموعات مختلفة من نخبة الحجاج مقالات مختارة في مؤتمرات منفصلة.
في هذا المؤتمر قدم الأستاذ محمد قبادي مقالاً بعنوان «استراتيجيات بناء الثقافة حول مفهوم حضارة الحج» و اعتبر الحج عاملاً في تقوية رأس المال الاجتماعي و نقل القيم الأخلاقية كالعدالة و المساواة، معتبرا بان بناء الثقافة في هذا المجال يتطلب عوامل بنيوية و إعلامية.
ثم قدم الدكتور كاظم شيرودي مقالته بعنوان «أعمال الحج نافذة مضيئة على عالم المعنى و الغيب» للحضور، و كان المقال الأخير المقدم هو «النبي إبراهيم (ع) مؤسس البراءة» للسيد محمد بهاري.
في كلمته في هذا المؤتمر اعتبر حجة الإسلام السيد عبدالفتاح نواب ممثل الولي الفقيه في شؤون الحج و الزيارة و رئيس بعثة الحجاج الإيرانيين وظيفة الهندسة هي تطوير عمليات البناء و الصيانة و الاستخدام الأمثل للمرافق من أجل مصلحة عباد الله و أكد بأن تاريخ الهندسة يساوي تاريخ الإنسان و قال: لقد خلق الله الإنسان على نحو يجعله يسعى بطبيعته للاستفادة من المرافق على النحو الأمثل.
ثم ميز بين مجموعتين من المهندسين: المجموعة الأولى و هم المهندسون الذين يعملون فقط على الأشياء و الشؤون المادية و ينسون في بعض الأحيان أنفسهم و الطبقات العميقة من الإنسانية و المجموعة الثانية و هم المهندسون الإلهيون الذين اهتموا أيضًا بالطبقات العميقة من الخلق و الإنسانية.
وصف رئيس بعثة الحجاج الإيرانيين أفضل و أهم جوانب الهندسة بأنها هندسة العبودية و التواضع أمام الله تعالى و قال إن أحد الأمثلة الرائعة على التصميم الهندسي الروحي و العبادي هو النبي إبراهيم (ع)، الذي عمل و كان له تأثير على مختلف طبقات الوجود الإنساني.
تابع حجة الإسلام نواب حديثه و عرض بعض النقاط التفسيرية من الآية 124 و ما بعدها من سورة البقرة و التي تشير إلى قصة النبي إبراهيم (ع) و تصميمه الهندسي للعبودية و بناء الكعبة.
قد روى قصة خروج زوجة النبي إبراهيم (ع) الشابة من فلسطين إلى الكعبة بمشقة بالغة و أشار إلى عدة رسائل في هذه القصة، قائلاً بإن بقاء زوجة النبي إبراهيم (ع) في هذه الأرض مع طفلها الرضيع دليل على إيمانها بالله و بكلمات النبي إبراهيم (ع).
تابع رئيس الحجاج الإيرانيين: بعد هذه الخطوة بنى النبي إبراهيم (ع) الكعبة و أقام الصلاة و هذا من أعظم الأعمال الهندسية و أكثرها تأثيراً في التاريخ.
وصف حجة الإسلام نواب أحد ضرورات التخطيط و الهندسة بأنه «إقامة القاعدة» و أشار إلى أن الكعبة أساس الدين بناها إبراهيم (ع) و قال بإن استمرار الطريق و مواصلته من مقتضيات التخطيط و الهندسة و من مقتضيات الخليفة و مواصل الطريق مشاركته في الأمر الأول. قد اهتم النبي إبراهيم بهذا الأمر اهتماماً خاصاً و استمر النبي إسماعيل عليه السلام الذي ساعد والده في بناء الكعبة على نفس النهج. كما كان أمير المؤمنين علي (ع) استمراراً لحركة الرسول الأكرم (ص).
وصف «التضحية» و «الجهاد» كضرورة أخرى من ضرورات الهندسة الدينية و الإلهية، و قال بإن المهندس الإلهي لا يطلب أجراً أو مكافأة مادية؛ كما قال النبي الكريم (ص): «لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى».
وصف رئيس بعثة الحجاج الإيرانيين «كون المرء مسلماً» و «الخضوع لله» كضرورة أخرى من ضرورات الهندسة الروحية و العبادية، مشيراً إلى الآية 128 من سورة البقرة التي تقول «رَبَّنَا وَٱجعَلنَا مُسلِمَينِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّة مُّسلِمَة لَّكَ» و قال بإن وجود خطة هو شرط آخر من شروط القائد البناء و المهندس الديني و يطلب إبراهيم عليه السلام من الله أن يعلمه خطة هذا الطريق الإلهي؛ كما يقول «ربنا... أَرِنَا مناسكَنَا» و يتابع «وَ تُبْ عَلَيْنَا»؛ لأن النظافة هي سمة أساسية من سمات هذه الهندسة الروحية.
اشار حجة الاسلام نواب إلى الآية التالية من سورة البقرة و التي نقلت عن لسان النبي إبراهيم (عليه السلام): «رَبَّنَا وَٱبعَث فِيهِم رَسُولا مِّنهُم...» و وصف البصيرة و الروية المستقبلية بأنها ضرورة أخرى من ضروريات الهندسة الروحية.
في جزء آخر من حديثه أكد أن بقاء إبراهيم (ع) و الديانة الإبراهيمية يعود إلى الهندسة الروحية الحكيمة للنبي إبراهيم و قال إن هذه الهندسة جاءت من الله و هذا هو سر بقائها.
كما أشاد ممثل الولي الفقية في شؤون الحج و الزيارة بمحتوى المقالات المقدمة و قدم بعض المقترحات لاستكمال بعض فقراتها.