زمزم زمزم زمزم
زمزم زمزم زمزم زمزم زمزم

زمزم

تدفّق ماء‌ زمزم ببركة ذريّة إبراهيم الخليل(عليه السلام)؛ لأنه(عليه السلام) ترك وليده وأمه هاجر بوادٍ غير ذي زرع وضرع في أرض مكة بأمر الله سبحانه و تعالي؛ و علي أثر عطش الوليد، أخذت أمه تبحث عن الماء و تدعو و تنادي: «هل بالوادي من أنيس؟»،

تدفّق ماء‌ زمزم ببركة ذريّة إبراهيم الخليل(عليه السلام)؛ لأنه(عليه السلام) ترك وليده وأمه هاجر بوادٍ غير ذي زرع وضرع في أرض مكة بأمر الله سبحانه و تعالي؛ و علي أثر عطش الوليد، أخذت أمه تبحث عن الماء و تدعو و تنادي: «هل بالوادي من أنيس؟»، فأخذت تسعي بين الصفا و المروة سبع مرات ذهاباً وإياباً، وفجأةً رأت تحت أقدام الوليد عيناً ينبع فيها الماء.[1]

ولا زال ذلك الماء‌ يتدفق لحد الآن بعد مضي آلاف السنين عليه، علي‌ الرغم من أنه تمّ حفر آبار إضافية أخري في ذلك الوادي، هذا أولاً،

وثانياً: إنّ مكة ليس بلداً تسقط عليها الثلوج، كما أن أمطارها ليست غزيرة، لكي يصبح تدافع الماء‌ من زمزم علي أساس قوله تعالي: (فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ)[2] وبناءاً علي ذلك، فإن تدفّق ماء‌ زمزم واستمراره آلاف السنين علي‌ ذلك في بلدٍ مثل مكة، وما فيه من صفة الشفا‌ وصيانته من الفساد[3]، كل واحدة من هذه الأمور هي معجزة بحد ذاتها، لذا يمكن القول بأن زمزم هو مصداق لـ (ءايت بينت) لوحده.

وقال الرسول الأكرم(صلي الله عليه و آله): «ماء‌ زمزم، أفضل ماءٍ علي وجه الأرض»[4].

و قال أيضاً: «ماء زمزم لما شُرِبَ له؛ من شربه لمرضٍ شفاه الله أو لجوعٍ أشبعه الله أو لحاجةٍ قضاها الله»[5]، وكان يقول بعد شرب ماء‌ زمزم: «أللهم إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً واسعاً وشفاءً من كل داءٍ و سقمٍ»[6]، و قال الإمام الصادق(عليه السلام) بشأن الشفاء‌ من ماء زمزم: «ماء‌ زمزم شفاءٌ من كل داءٍ».[7]

من هنا، يستحب استحباباً مؤكداً أن يشرب حجاج بيت الله الحرام من ذلك الماء، والتأسي برسولالله(صلي الله عليه و آله) بقراءة هذا الدعاء: «اللهم اجعله علماً...».[8]

كما كان الرسول الأكرم(صلي الله عليه و آله) يستعمل ماء‌ زمزم في مكة، وبعد أن هاجر إلى المدينة المنورة كان يستهدي ماء‌ زمزم من الآخرين لشدة تعلقه به. ولهذا السبب كان الزائرون يجلبون معهم ماء زمزم عند عودتهم من مكة هدية للرسول الأكرم(صلي الله عليه و آله) وكان يقبل منهم الهدية.[9]

من أسماء زمزم

من أسماء‌ زمزم الأخري، حفيرة‌ عبدالمطلب، المضنونة والمصونة[10]، والسرّ في تسمية بئر زمزم بالمضنون[11] أو المصون أنه في برهةٍ من التاريخ و منذ أن استولت قبيلة خزاعة علي مكة، دفنوا هذا البئر وأخمدوه، إلي أن تولّي عبدالمطلب شؤون مكة و أمر بإعادة حفره[12]، غارت البئر و لم ينبع منها الماء.

إذن، فالسرّ وراء اشتهارها ببئر عبدالمطلب يعود إلي أن عبدالمطلب هو الذي أعاد فتح البئر وترميمه.
 
 
[1]. استناداً لبعض الروايات، فإن إبراهيم7 هو الذي حفر بئر زمزم بأمر الله سبحانه وتعالى (الكافي 4: 202 ـ 203).

[2]. الزمر: 21.

[3]. من مجموع التجارب الفردية وما كان يقوم به المؤمنون و بخاصة خاتم الرسل9 تجاه ماء زمزم و تقديمه كهدية، نلاحظ أن ذلك الماء غالباً ما كان يبقي لفترة طويلة من الزمن، لذا يمكن القول بأن ماء‌ زمزم لايفسد بسرعة.

[4]. الكافي 3: 246.

[5]. بحارالأنوار 57: 45.

[6]. الكافي 4: 250.

[7]. المصدر السابق 6: 387.

[8]. المصدر السابق 4: 430.

[9]. وسائل الشيعة 9 : 350 ـ 351.

[10]. المصدر السابق: 351 و 515 ـ 516.

[11]. «ضنَّ» بمعني بخل و الشيء الثمين والنفيس إذا بخل به يسمي مضنوناً.

[12]. الكافي 4: 218 220.


| رمز الموضوع: 12984







المستعمل تعليقات