مرجع ديني ايراني:

إدعاء العلم الغير ديني فكر قاروني وليس اسلامياً

اذا قلنا ان كائنات العالم من خلق الله سبحانه وتعالي، فالحديث عن خلق الله ينتج علماٌ دينياٌ ولكن هنالك الكثير من الناس يتحدث بطريقة إسلامية ويفكر بطريقة قارونية عندما يقول ان العلم حصيلة البشر لأنه يظن انه قد أتي بالعقل من جيبه.

و أفاد موقع الحج ان المرجع الشيعي الكبير آية الله العظمي عبدالله جوادي الآملي، أشار الي ذلك صباح أمس الاثنين 16 ديسمبر الجاري، في محاضره حول تفسير سورة "فاطر" في جامع قم المقدسة قائلاً: ان لسورة "فاطر" إسمين وهما "فاطر وملائكة" وذلك لوقوع الآية "الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ" في أول السورة المباركة.
وأشار الي الآيتين 27 و 28 من سورة فاطر في معرض حديثه عن أهمية مبدأ التوحيد وعلم التوحيد قائلاً: ان هاتين الآيتين تتحدثان عن الخلقة ولا تتطرقان الي الطبيعة وعندما يكون الحديث عن أصل الخلقة فالحديث عن الفعل الإلهي.
وتسائل ما اذا كان هنالك علم ديني أو لا واذا كان وجود للعلم الديني فإنه هل ينحصر علي الفقه والأصول وما شاكل ذلك مبيناً ان الإجابة علي هذا السؤال تكشف عن ان العلوم الموجودة بأكملها علوم دينية وليس هنالك علم غير ديني أساساً.
واستطرد آية الله العظمي جوادي الآملي قائلاً: ان العلوم اذا كانت تتميز بمواضيعها وان المناهج ايضاً تتميز بحسب المواضيع واذا قلنا انه ليس هنالك في العالم سوا ما خلق الله سبحانه وتعالي وأسماءه وصفاته الحسني وقوله وحكمه واذا قلنا ان ليس هنالك في العالم سوا ما خلق الله فنتوصل الي ان الحديث عن هذه الأمور عمل ديني لأننا نتحدث عن فعل الله وليس هنالك شئ خارج نطاق خلقة الله عز و جل.
وأكد المرجع الشيعي الكبير ان العلوم كلها دينية وعلي سبيل المثال الرياضيات أيضاً دينية لأننا نتحدث فيها عن الأعداد والأرقام التي قد خلقها وأنشأها الله عز و جل وكلها من خلق الله وعلي الرغم من ذلك الكثير يتحدث بطريقة إسلامية ولكنه يفكر بطريقة قارونية ويدعي ان العلم أساساً مخلوق البشر ويظن انه أتي بالعقل والتدبير من نفسه.
وأشار الي الآية الكريمة "عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ" وايضاً أشار الي الآية "عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ" (سورة البقرة / 239) قائلاً: ان العلم بأكمله علمه الله سبحانه وتعالي الي البشر وكله من عند الله حيث أنزل من عنده علي الإنسان والإنسان نسب ذلك العلم الإلهي الي نفسه. المصدر : ايكنا