تقریر موقع شفقنا/

السعودیة وکارثة منی ومفاعیل خطاب قائد الثورة الإسلامیة

عندما حذر قائد الثوة الاسلامیة سماحة ایة الله السید علی الخامنئی ، السعودیة من مغبة مواصلة اسلوبها غیر المتحضر واللانسانی واللاسلامی واللاخلاقی و المهین ، مع ضحایا کارثة منی ، جثامین وجرحی، فهذا یعنی ان ایران کانت علی وشک الانتقال الی مرحلة جدیدة فی التعامل مع السعودیة ، لردعها عن هذه الممارسات الشاذة ، بعد ان فشلت جمیع الوسائل الدبلوماسیة التی اعتمدتها طهران للکشف عن مصیر حجاجها القتلی والمفقودین واعادتهم علی وجه السرعة الی ارض الوطن.

خطاب قائد الثورة الاسلامية القائد العام للقوات المسلحة في الجمهورية الاسلامية في ايران ، وضع الحكومة الايرانية ، امام مسؤولية جديدة ، تقتضي التحرك فورا بمجرد ورود تقارير عن تعرض الحجاج الايرانيين وجثامين ضحايا كارثة مني الي الاساءة ، مهما كانت صغيرة ، او في حال استمرت السعودية في تجاهلها المريب للمطالب الايرانية ، وهي رسالة استشعرت السلطات السعودية جديتها. كان من الصعب جدا التعامل بذات اللغة الدبلوماسية التي اعتمدتها ايران ، بعد ان اصمت السعودية اذنيها عن سماع المطالب الايرانية ، ورفضت التعاون مع ايران حتي بالحدود الدنيا في البحث عن مفقوديها او تسليمها جثامين الضحايا ، وجاء استفزازيا الي ابعد الحدود ، عمق الجرح النازف في الجسد الايراني ، فكان لابد من ارسال رسالة قوية و واضحة اللغة لا تقبل التأويل ، الي القيادة السعودية ، التي اعتادت التعامل مع الكوارث التي تنزل علي حجاج بيت الله الحرام ، بين فترة واخري ، بطريقة غير مسؤولة ، بل ومهينة في اغلب الاحيان ، بسبب المواقف المتراخية والخجولة لحكومات الدول التي تفقد رعاياها في مواسم الحج ، اما طمعا او خوفا. بعد خطاب قائد الثورة الاسلامية مباشرة ، تغير خطاب وتعامل السعودية مع موضوع المفقودين وجثامين ضحايا كارثة مني كليا ، فقد سمحت للوفد الايراني الذي ترأسه وزير الصحة الدكتور حسن هاشمي ، بزيارة المستشفيات والمراكز الطبية ، وتفقد الاماكن التي كانت تحفظ بها جثث القتلي ، كما تم ترتيب لقاء للوفد بكبار الشخصيات في خمس وزارات سعودية بالاضافة الي ضباط سعوديين كبار، والتقي الوزير هاشمي ايضا بنظيره السعودي ، والمعروف ان الوفد الايراني لم يتمكن في البداية من التوجه الي السعودية بشكل مباشر ، لذلك اضطر ان يذهب الي قطر ومن هناك الي السعودية. في نفس اليوم الذي القي قائد الثورة الاسلامية خطابه ، اضطرت السعودية للكشفت عن مصير اجلحاج الايرانيين، فاذا بعدد القتلي يرتفع من 239 الي 465 قتيلا ، بينما كانت السلطات السعودية ، وعلي مدي سبعة ايام ، ترفض التعاون مع ايران للكشف عن مصير حجاجها المفقودين ، في تصرف اقل ما يقال عنه انه لاانساني ولا اسلامي ، فكل ما كان يشغل السعودية ، هو طمس معالم فشلها الذريع في ادارة شؤون الحج ، وزاد الفشل هذا بشاعة ، التعامل البعيد كل البعد عن القيم الاسلامية والانسانية لقوات الامن والدفاع المدني مع ضحايا وجثث قتلي كارثة مني ، والتي تم توثيقها بالصوت والصورة. من الخطأ الاعتقاد ان ما اقامت به السعودية من اجراءات تحت ضغط خطاب قائد الثورة الاسلامية ، هو تعاون سعودي يمكن ان يفضي الي انفراجة في الازمة الناشبة بين البلدين بسبب كارثة مني وما تلاها من كارثة التعامل السعودي معها ، فالسعودية مطالبة بالكشف عن الاسباب الحقيقية التي ادت الي وقوع كارثة مني ، بعد ان ساهم تصرفها المريب ، في اثارة الشكوك حول حقيقة ما وقع ، هذا اذا ما اضفنا الي ذلك ما قيل عن وجود عوارض يعاني منها بعض المصابين ، وهي عوارض لا تنتج عن حالات التدافع ، بل بسبب التسمم ، كحالات فقدان الذاكرة ، كما اكدت بعض المصادر الطبية ، لذلك من مصلحة السعودية ، الكشف عن حقيقة ما وقع ، قبل ان يقع ما لا تتوقعه ، في ظل استمرار مفاعيل خطاب قائد الثورة الاسلامية ، وعندها سيتضاءل خطر ما تخفيه الان ، امام الاخطار القادمة. بقلم: ماجد حاتمي *هدفنا هو توسيع العمل الاعلامي والخبر المنشور لايعبر بالضرورة عن موقف الحج