خلال استقباله رئیس الوزراء الایطالی ...

الامام الخامنئی : أمریکا لا تلتزم بتعهداتها تجاه الاتفاق النووی وتحاول تخویف الأطراف الأخرى من التعاون مع ایران

استقبل قائد الثورة الاسلامیة ایة الله العظمی الامام السید علی الخامنئی، مساء الثلاثاء رئیس الوزراء الایطالی ماتیو رینزی والوفد المرافق له .

و افاد موقع الحج ان قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي اكد لدى استقباله رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي النظرة الايجابية لايران الاسلامية تجاه التعاون مع ايطاليا كما أكد في جانب آخر الى ان الولايات المتحدة الامريكية لا تلتزم بتعهداتها تجاه الاتفاق النووي مثلما يجب ، كما تحاول تخويف الأطراف الأخرى و تحذر باعمالها و مواقفها الاخرين من التعاون مع ايران.
و اعتبر سماحته خلال هذا اللقاء أن المساعدات المالية والعسكرية الأميركية للجماعات الإرهابية تعيق حلّ قضية الإرهاب ، مشدداً على وجود معلومات موثقة ودقيقة عن الدعم الأميركي لتنظيم "داعش" وبعض المجموعات الإرهابية . واعتبر القائد الخامنئي الدعم المالي و التسليحي الاميركي للجماعات الارهابية من عقبات حل مشكلة الارهاب ، مؤكدا ان امريكا لا تلتزم كما ينبغي بالاتفاق النووي، وان المسؤولين الاميركيين باجراءاتهم وتصريحاتهم يقومون بتخويف الاطراف الاخرى من التعاون مع ايران . و اشار القائد الخامنئي الى العلاقات الطيبة بين ايران الاسلامية و ايطاليا في الماضي ورحب بتطوير هذه العلاقات ، و قال : ان رؤيتنا للتعاون مع ايطاليا وحكومتكم، رؤية مختلفة وايجابية ونامل بان تكون هذه الزيارة في مسار تعزيز هذه الرؤية . واعتبر الامام الخامنئي اداء ايطاليا خلال فترة الحظر المفروض على ايران بانه كان اكثر منطقيا من بعض الدول الغربية الاخرى ، وقال ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ترحب بتطور العلاقات مع ايطاليا في مختلف المجالات خاصة في قطاع التعاون الاقتصادي. و اضاف القائد الخامنئي ان احدى المشاكل المرتبطة بزيارات المسؤولين الاوروبيين الي طهران هي عدم وجود شيء ملموس فيها من الناحية التنفيذية وتطبيق الاتفاقيات التي يتم التوصل اليها خلال هذه الزيارات والمحادثات . كما أشار القائد الخامنئي الي ان البعض يحمّل الاميركيين السبب في ذلك وبالطبع يبدو هذا التقييم صائبا نظرا لماضيهم وسلوكياتهم حيث انهم لا ينفذون كما ينبغي التزاماتهم في اطار المفاوضات النووية ويعملون علي تخويف الاطراف الاخري من خلال تصريحاتهم واجراءاتهم . و لفت القائد الخامنئي الى زيارة الرئيس روحاني الي ايطاليا كاول دولة اوروبية، ووصف رؤية ايران الي ايطاليا بانها ايجابية و متفائلة ، مضيفا ان هذه النظرة التي تمتلكها ايران تجاه ايطاليا لا تمتلكها تجاه دول اوروبية أخري نظرا لخضوعها للاملاءات الاميركية . واعتبر الامام الخامنئي التعاون الايراني الايطالي في مجال مكافحة الارهاب مجالا اخر من مجالات التعاون بين البلدين ، واضاف : ان عددا من الدول الاوروبية دعمت بعض الجماعات الارهابية فترة طويلة واليوم وصلت موجة الارهاب الخطيرة والشاملة الي اوروبا . وقال الامام الخامنئي ان الدعم المالي والتسليحي الذي تقدمه اميركا للجماعات الارهابية يعد من عقبات مكافحة ظاهرة الارهاب ، مضيفا ان هنالك العديد من الوثائق والادلة الدامغة التي تؤكد التورط الاميركي في دعم تنظيم داعش وبعض الجماعات الارهابية الاخري، والان وبالرغم من تشكيل الاميركان تحالفا لمكافحة داعش الا انه ماتزال بعض الاجهزة والمؤسسات الاميركية تقدم الدعم لهذا التنظيم الارهابي بصورة اخري . و أيد سماحته كلام رئيس الوزراء الايطالي حول المكافحة الثقافية للارهاب الي جانب المكافحة العسكرية والمالية ، واضاف ان ماكنة الغرب الاعلامية الضخمة في العالم الخاضعة لهيمنة الساسة الغربيين عمدت علي صنع موجة من العداء ضد الاسلام بحجة تورط بعض المحسوبين علي المسلمين باعمال ارهابية الامر الذي يعيق ايضا مكافحة هذه الظاهرة، كما ان المؤامرات التي تحاك خلف الستار تعيق ايضا العمل الثقافي للتصدي لظاهرة الارهاب . وفي هذا اللقاء الذي حضره ايضا الرئيس روحاني ، قال رئيس الوزراء الايطالي : لقد تباحثنا في لقاءات اليوم حول قضايا مهمة خاصة الاقتصادية منها وينبغي علينا تعزيز واصلاح الاليات الاقتصادية والمالية . وقال رنتزي : ان ارادة ايطاليا هي في مسار احترام الاتفاقيات تماما وبناء عليه فاننا نعتقد بانه ينبغي رفع الحظر عن ايران بعد الاتفاق النووي، ونحن لا نشعر بالقلق وعازمون علي العمل وفقا لما وعدنا به . واشار رنتزي الي امتداد نطاق الارهاب الي اوروبا، واعتبر ان السبيل لمكافحته هو القضاء عسكريا علي المنظمات الارهابية وقطع مصادرها المالية في بيع النفط والاثار التاريخية وقال، ان القضاء علي داعش ياتي في الاولوية بالنسبة لنا ونشعر بالسرور من ان لنا وجهات نظر مشتركة مع ايران بهذا الصدد. واعرب رئيس الوزراء الايطالي عن الاسف ازاء تشويه صورة الاسلام بذريعة الارهاب وقال، انه حينما تقع اليوم عملية ارهابية في اوروبا يقوم بعض المسؤولين بادانة الاسلام بدلا عن الارهاب، وعلي سبيل المثال يدعي المرشح للانتخابات الرئاسية الاميركية في حملته الدعائية بان الاسلام هو المقصّر في قضية الارهاب !. واعتبر رنتزي العمل الثقافي بانه يشكل جانبا اخر من مكافحة الارهاب واضاف، انه علينا ان نثبت بان الاديان تسعي للسلام والحوار والتعايش السلمي بين البشرية وان اقتدار ودور سماحتكم كقائد اعلي للعالم الاسلامي مهم جدا في ترويج هذه الرؤية .
المصدر: تسنيم