منزل غامض في النجف يحتوي على 60 مليون وثيقة و صورة تاريخية

إن المسؤول الذي يبدأ شرحه لحجة الإسلام نواب ممثل الولي الفقيه في شؤون الحج و الزيارة و بيات رئيس منظمة الحج و الزيارة و الوفد المرافق لهما يقول أولاً إن هذا هو «مركز النجف الأشرف للتأليف و التوثيق و النشر». لكن فوراً و من أجل جعل مهمة هذه المؤسسة أكثر واقعية و ملموسة للزوار الإيرانيين، فإنها تقول إنها ستكون نظيرتها الفارسية «مركز اسناد نجف اشرف».

وفقا لتقرير مركز الاعلام للحج، إنه منزل صغير و قديمي، و لكن منذ اللحظة التي تدخله فيها، فإن كل زاوية و جانب منه يلفت انتباهك و تجد نفسك مجبرًا على النظر إلى كل زاوية من هذا المبنى الصغير حتى لا يفوتك أي شيء.


صور قديمة جدًا لعلماء عظماء جدًا، كثير منا سمع عنهم فقط و لم يكن لديه صور لهم؛ و الأمر الأكثر أهمية هو أنه على الرغم من كل وسائل الاتصال التي ازدهرت خلال العقود الماضية، فإن العديد منها لم يتم تمثيلها أو رؤيتها في وسائل الإعلام.


يقول رئيس المعهد إنه تم إنشاؤه هنا سراً قبل نحو 30 عاماً، أي قبل سقوط صدام. يوضح أنه في زمن صدام كان كل من يقوم بخطوات لجمع الوثائق المتعلقة بالعلماء و المؤسسات و المرجعيات الدينية في العراق يتعرض للاعتقال أو التصفية و كان مصير التصفية نفسه ينطبق على العديد من الوثائق.


يتابع أن هذه المؤسسة أنشئت علناً بعد سقوط صدام في السنوات التي أعقبت عام 2010، و هي الآن مركز لتخزين 60 مليون وثيقة رسمية. وثائق تتعلق بتاريخ مؤسسة الدين و المرجعية في العراق وحتى إيران، بالإضافة إلى صور و معلومات عن علماء مشهورين و مؤثرين جداً.


يقول رئيس المعهد إن المعهد يضم أيضاً 22 ألف صورة لعلماء و وثائق من العهد العثماني.


يقول عن أهمية الحفاظ على هذه الصور و الوثائق إن الرجوع إلى هذا التراث يمكن أن يعطينا دليلاً واضحاً جداً على التاريخ؛ على سبيل المثال، تم الترويج في السنوات الأخيرة بان حوزة النجف ليس لها علاقة بالقضية الفلسطينية و بعد طوفان الأقصى جاء السفير الفلسطيني في العراق إلى هذا المركز و فوجئ كثيراً بالكم الهائل من الوثائق المتعلقة بالمواقف التاريخية الواضحة لعلماء النجف تجاه قضية فلسطين و الكيان الصهيوني.


يستمع حجة الإسلام السيد عبد الفتاح نواب و الوفد المرافق له باهتمام شديد إلى كلمات رئيس المؤسسة و بالطبع في هذه الأثناء يقدم ممثل الولي الفقيه في شؤون الحج و الزيارة، الي جانب تقديره الكبير لإنشاء مثل هذه المؤسسة، بعض النصائح حول الحفاظ على الأعمال و التي هي أيضا مثيرة للاهتمام بالنسبة لموظفي هذه المؤسسة.


يؤكد أنه يجب استخدام معدات خاصة لعرض مثل هذه القطع الأثرية التاريخية القيمة و ألا يتم العمل بطريقة تتسبب في إتلاف هذه الصور و الوثائق بسبب ملامستها للناس.


قام حجة الإسلام نواب بتقديم بعض الأشخاص الذين قاموا بأعمال مماثلة في بلدان أو مجالات أخرى إلى مسؤولي هذه المؤسسة حتى يتمكن عمل المؤسسة من التقدم بشكل أفضل من خلال تكوين اتصال.


بعد حوالي 20 دقيقة من المحادثة، حان الوقت لزيارة الغرف العديدة و لكن الصغيرة في المبنى؛ في كل غرفة من غرف هذا المبنى المكون من طابقين تم جمع صور العديد من العلماء عبر التاريخ و بعد رؤية كل واحدة من هذه الصور تقريبًا، يقوم حجة الإسلام نواب أو مدير المعهد بإعطاء توضيحات لأعضاء الوفد الآخرين و تقديم ذلك العالم، أو تقديم معلومات عن عصره.


يحتوي هذا المبنى المكون من طابقين، بالطبع، على قبو، و هو في الواقع الأقبية القديمة و يؤكد رئيس المؤسسة أنه من الأفضل زيارة هذا القبو أيضاً و بطبيعة الحال إصراره ليس بلا سبب. من يحضر هذه الزيارة سيواجه مشهدًا مثيرًا للاهتمام للغاية؛ تم بناء تمثال لشخصية تاريخية في هذا الطابق السفلي، و إذا لم يشرح لك أحد ذلك مسبقًا، فمن المؤكد أنك ستعتقد أن نفس الشخص يجلس أمامك في الحياة الواقعية.