حمزة بن عبدالمطلب
حمزة بن عبدالمطلب، أسد الله، وأسد رسوله، وأحد نجباء العرب في الحسب والنسب، وأحد سادات قريش وكبار أشرافهم في الجاهلية والإسلام، ومن المسلمين الأوائل، الصحابي، الصنديد، البطل الشجاع، الشاعر، الفصيح، عمّ النبي(صلي الله عليه و آله و سلم) وأخوه في الرضاعة، اتصف بالكرم والنخوة والشجاعة، ولد ونشأ في مكة، وعند إعلان إسلامه، أعز الله الإسلام به، لأنه كان من أقوى رجال قريش وأشدّها شكيمة، وقام يمنع الأذى عن الرسول(صلي الله عليه و آله و سلم) وصحبه الكرام، وكان من كثرة ميله للإسلام وحبّه للرسول(صلي الله عليه و آله و سلم) أنه ضرب أبا جهل زعيم المشركين.
شارك الرسول(صلي الله عليه و آله و سلم) والمسلمين في محنة الحصار الذي فرضه مشركو قريش عليهم، وهاجر إلى المدينة، وقاد أول سريه في سبيل الله، كما شارك في بقية الغزوات، وقاتل بين يدي الرسول(صلي الله عليه و آله و سلم) ببسالة نادرة، ضارباً في ذلك أروع أمثلة التضحية والفداء والإخلاص، استشهد في معركة أحد بعد أن أبلى بلاءً عظيماً، وقتل عدداً من زعماء ورؤوس الشرك فأثبت بذلك أنه جندي شديد البأس يُقاتل بكفاءة وبسيفين، وبحماس منقطع النظير.
وببركة استشهاد حمزة، ورهطه الكرام في معركة اُحد، عمّ الإسلام واتسع انتشاره فيما بعد، إذ غرست شهادتهم في نفوس الصحابة فضيلة حبّ الجهاد والتضحية والإخلاص المتزايد، فالشهيد هو الذي يصنع النصر المستمر، ويصنع الحياة الجديدة، ويضع اللبنة الأساسية والقوية للتاريخ المشرق، الذي تفتخر به الأجيال إلى الأبد.
وماأحوجنا إلى إحياء شخصياتنا التأريخية، أمثال حمزة بن عبدالمطلب وغيرهم من القادة الأفذاذ الذين سطروا صفحات التاريخ بالآثار والأفعال العظيمة والأخلاق الحميدة.
إسمه ونسبه وكنيته
هو حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد المناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك، وينتهي نسبه بعد ذلك بعدنان.[1]
وأمه هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة وهي أم صفية.[2] ويلتقي نسب أبيه
من نسب أُمه في كلاب بن مُرّة ويصعد النسبان معاً إلى عدنان ثم إلى إسماعيل بن إبراهيم(عليهما السلام).
من نسب أُمه في كلاب بن مُرّة ويصعد النسبان معاً إلى عدنان ثم إلى إسماعيل بن إبراهيم(عليهما السلام).
وقد ورد عن نسب أُمه في كلّ من الكتابين «نسب قريش» للمصعب الزبيري.[3] وكتاب «الطبقات الكبرى» لابن سعد.[4] بأنها هالة بنت أُهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة، حيث يلتقي عمود النسب كما أسلفنا بعدنان فإسماعيل بن إبراهيم.
ومما يجدر ذكره في هذا الصدد، أنّ عبد مناف بن زهرة ولد «وهباً»، وهو جدّ رسول الله(صلي الله عليه و آله و سلم)، لأمّه، آمنة بنت وهب.[5]
وأما كنيته، فهي كما وردت في تاريخ اليعقوبي:
وذكر ابن سعد في الطبقات الكبرى:
«وكان يكنى أبا عمارة، وكان له ولد من الولد، يعلى، وكان يكنى به حمزة، أبا يعلى...».[7]
وكتب عنه «شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي» في كتابه سير أعلام النبلاء، وهو يكمل على ما سبق، في ذكر كناياته وألقابه التي كان يلّقب بها، فقال عن حمزة بأنه «الإمام، البطل، الضرغام، أسد الله، أبو عمارة، وأبويعلى، القريشي، الهاشمي، المكي، المدني، ثم البدري، الشهيد، عم رسول الله(صلي الله عليه و آله و سلم) وأخوه في الرضاعة».[8]
وتحت عنوان: (ذكر اسمه وكنيته) يقول العلاّمة الحافظ محب الدين الطبري:
«ولم يزل اسمه في الجاهلية والإسلام حمزة، ويكنى أبا عمارة، وأبا يعلى... كنيتان له، بابنيه عمارة ويعلى، وكان يدعى أسدالله وأسد رسوله(صلي الله عليه و آله و سلم)».
عن يحيى بن عبدالرحمن بن أبي لبية عن أبيه عن جده أنّ رسول الله(صلي الله عليه و آله و سلم) قال: «والذي نفسي بيده إنه لمكتوب عندالله عزّوجلّ في السماء السابعة، حمزة أسدالله وأسد رسوله(صلي الله عليه و آله و سلم)» أخرجه البغوي في معجمه.[9]
معنى حمزة في اللغة
أما معنى حمزة في اللغة العربية، فهو كما ورد في كتاب «مختار الصحاح» لمحمد بن أبي بكر الرازي في مادة ـ ح م ز ـ «حمز الرجل، من باب، ظرُفَ، أي اشتد، فهو حَميز الفؤاد، و (حامزه)؛ وفي الحديث عن ابن عباس:ـ «أفضل الأعمال (أحمزها)، أي أمتنُها وأقواها».[10]
ولادته و وفاته
ولد سيدنا حمزة بن عبدالمطلب في مكة المكرمة سنة (54 قبل الهجرة/568 ميلادية). وتوفي شهيداً في معركة اُحد، سنة (3 للهجرة/625 ميلادية)،[11] ودفن جنوبي جبل اُحد، حيث وقعت المعركة في المدينة المنورة في السنة المذكورة آنفاً، فقد ورد في مجلة آخر ساعة المصريه، العدد 19742046-16 ذي الحجة سنة 1393هـ ، تحقيق عن المدينة المنوره بقلم: عدنان العبد جاء فيه.. «وجنوبي الجبل ـ جبل اُحد ـ وفي وادي قناة وعلى جانبه توجد قبور الشهداء من أبطال المسلمين وعلى رأسهم حمزة بن عبدالمطلب عمّ رسول الله(صلي الله عليه و آله و سلم) وسيد الشهداء».[12]... وقد «قتل على رأس اثنين وثلاثين شهراً من الهجرة، وكان يوم قتل، له سبع وخمسون سنة، ودفن هو وابن أخيه عبدالله بن جحش في قبر واحد».[13]
نشأة سيدنا حمزة بن عبد المطلب الأولى
يلاحظ من تتبع ودراسة حلقات حياة حمزة بن عبدالمطلب الأولى، أنه نشأ نشأةً مستقيمة، خالية من عيوب وسلبيات المجتمع القريشي، وكبر وسط هذا المجتمع، وهو يجتمع على كلّ الخصال السليمة، والمواقف الرشيدة، فكان يحمل عقلاً نافذاً، وضميراً حيّاً، ينبض بالشجاعة وحبّ الخير، وكان يعتد بذاته، ولا يحبّ التجبر والتهور، والعدوان على الغير، ويأنف من الظلم، كما كان في نفس الوقت لا يحبّ أن يعتدي عليه أحد، أو على أقربائه.. وكان الناس يعرفون له قدره ومكانته؛ وكان يحمل معه كلّ الصفات الهاشمية الأصيلة، كالصدق، والوفاء، والكرم، والفتوة، والشجاعة بكل معناهاه.
ومع قلة ورود الأخبار المتناثرة في بطون التاريخ في الفترة ما قبل الإسلام، إلاّ أنها جميعاً تؤكد تجسيم الشخصية الكاملة فيه، وتؤشر الملامح الصحيحة للإنسان الفاضل الذي سيدخل التاريخ من أوسع وأشرف أبوابه، ويسجل له فيه مجداً خالداً إلى الأبد، وفعلاً دخل التأريخ وسطر له حروفاً نورانيه مشحونة بالمجد والخلود وبقاء الذكر.[14]
وكان حمزة صاحب إرادة قوية، عزيز النفس، كريم الطباع، نشأ وقد تأثر بمركز والده عبدالمطلب القائم على الشرف والسيادة والرئاسة وحب الناس له، وكان معدن حمزة نقياً، ومعروفاً باستقامة الضمير، ونفاذ البصيرة، وحب الخير، والتمثل بالشمائل الطيبة، المبنية على الإرادة والتصميم وسلامة اتخاذ المواقف، ومن هنا دخل حمزة التاريخ ومن أحسن أبوابه، وسجل له التأريخ بدوره جميع مواقفه البطولية.[15]
العلاقة بن حمزة ومحمّد(صلي الله عليه و آله و سلم)
تكشف لنا أخبار حمزة بن عبدالمطلب أنه كان شديد التعلق بابن أخيه محمد بن عبدالله، والرعاية له، والدفاع عنه إذا مسّه سوء من أحد، والاستجابة لمطالبه وتلبية رغباته على أتم الاستعداد، وعلى جناح السرعة بالإرادة والتصميم، ودون تردد أو إحجام.
فهو عمّ محمد(صلي الله عليه و آله و سلم) وأخوه في الرضاعة، فقد كتب اليعقوبي عن مولد الرسول(صلي الله عليه و آله و سلم): «فكان أول لبن شربه بعد أمه لبن ثويبة مولاة أبي لهب؛ وقد أرضعت ثويبة هذه حمزة وجعفر بن أبي طالب، وأبا سلمة بن عبدالأسد المخزومي...»،[16] وكان أكبر من رسول الله(صلي الله عليه و آله و سلم) بأربع سنين، وقيل سنتين.[17]
وكان حمزة كما بينّا سابقاً، يعرف ويشعر بعظمة مكانة ابن أخيه محمد(صلي الله عليه و آله و سلم) وكماله، وكان على بينة من حقيقة أمره، ومعرفة جوهره، وصفاته الجيدة، وكانت رابطة حمزة بمحمد(صلي الله عليه و آله و سلم) رابطة عمومة وأخوة وصداقة متفاعلة ببعض، ذلك أن الرسول وحمزة كانا من جيل اجتماعي واحد، وسن متقاربة، نشأ كل واحد منهم مع الآخر؛ وكانت تخيم عليهما عائلة عبدالمطلب المعروفة، وقد تآخيا في ظل هذه العائلة الطيبة، منذ المراحل المبكرة من حياتهما وسارا معاً على الدرب، من الخطوات الأولى.
اشترك محمد(صلي الله عليه و آله و سلم) وحمزة بنشأتهما الأولى في أرفع بيوتات العرب في قريش في السيادة والكرم والحلم والشجاعة والمنزلة الرفيعة، فمحمد بن عبدالله بن عبدالمطلب، وحمزة بن عبدالمطلب، كلاههما يشتركان بالاعتزاز بهذا الفضل الذي رسمه عبدالمطلب وحاز به في المجتمع، فهو سيد بطحاء مكة وزعيم قريش بلا منافس.
وقد اكسب الزمن تاريخ هذه العائلة الذي ينتمي إليه كل من محمد(صلي الله عليه و آله و سلم) وحمزة بالتجارب الواسعة في الحياة والتبصر في فهم شؤون المجتمع؛ وقد استمرت العلاقات القائمة بين الرسول(صلي الله عليه و آله و سلم) وحمزة على مدى الأيام، وهي تزداد قوة على قوة، وتوثقت أكثر فأكثر بعد انضمام حمزة للمسلمين وإعلان إسلامه; فكانت علاقتهما على هذا الأساس قائمة على المصير المشترك والمسؤولية الواعية، وعلى التضحية من أجل المبادئ العليا، وهكذا سجّل التاريخ في لوحاته المجيدة لكل منهما المواقف المشرفة، والأدوار البطولية الخالدة بأحرف من نور.
إسلام حمزة في الميزان
إنّ إعلان إسلام حمزة بن عبدالمطلب يعدُّ نصراً عظيماً للإسلام والمسلمين، فهو ممن أعزّ الله به الإسلام، وكان موقفه مع الرسول(صلي الله عليه و آله و سلم) والمسلمين قبل إسلامه موقفاً سليماً وطبيعياً... حيث لم يسجل عليه التاريخ أية بادرة سلبية، أو تشنجاً يشم منه رائحه العناد والمعارضة ضد الدعوة الإسلامية الأولى... بل بالعكس كان يحب الرسول(صلي الله عليه و آله و سلم) ولم يتغير عليه، ولقد دافع عنه وعن المسلمين ضد أبي جهل بل ضرب أبا جهل أمام الملأ، وكان ذلك قبل أن يسلم حمزة.
وقد دُرس الوضع الجديد المتمثل بإسلام حمزة، ووجدوا بأنّ إسلام حمزة فتح صفحة جديدة رائعة في تاريخ الدعوة، وفسح المجال الرحب لرغبة جماعات للانضمام إلى هذا الدين الجديد، لذلك قام المشركون بوضع استراتيجية جديدة، وهي إعلان الحرب الأهلية والنفسية والاقتصادية، لإلحاق الأذى بالمسلمين، وتعذيبهم، وفرض المضايقات المختلفة عليهم، وإثارة الأراجيف الكاذبة ضدهم، وسبيهم ومحاربة مصالحهم وإثارة النزاعات في وجوههم، وقد عرف حمزة ما تحمله الأوضاع الجديدة من نتائج حاسمة، وكان مثال المجاهد الصبور.
ملازمة حمزة للرسول وعدم هجرته إلى الحبشة
لما أصرت قريش على مناصبة النبي(صلي الله عليه و آله و سلم) ومن معه العداء، أذن الرسول(صلي الله عليه و آله و سلم) لبعض المسلمين بالهجرة إلى الحبشة، فقد جاء في كتاب تاريخ اليعقوبي: «ولما رأى رسول الله(صلي الله عليه و آله و سلم) ما فيه أصحابه من الجهد والعذاب، وما هو فيه من الأمن، بمنع أبي طالب عمّه إياه، قال لهم: ارحلوا مهاجرين إلى الحبشة، إلى النجاشي، فإنه يحسن الجوار، فخرج في المرة الأولى اثنا عشر رجلاً، وفي الثانية سبعون رجلاً، سوى أبنائهم ونسائهم، وهم المهاجرون الأوائل، فكان لهم عند النجاشي منزلة، وكان يرسل إلى جعفر فيسأله عما يريد...».[18] «وأقام المسلمون بأرض الحبشة، حتى ولد لهم أولاد، وجميع أولاد جعفر ولدوا بأرض الحبشة، ولم يزالوا بها بأمن وسلام، واسم النجاشي أصحمة».[19]
وقد بقي حمزة بن عبدالمطلب في مكّة ملازماً للرسول(صلي الله عليه و آله و سلم) يتحمل القسط الأكبر من العذاب والقسوة التي وجهتها قريش للرسول(صلي الله عليه و آله و سلم) ولم يهاجر إلى الحبشة، وكان سلاحه الإيمان بالله والصبر والثبات.
حمزة والهجرة إلى المدينة
بعدما نال المسلمون أنواع العذاب والمقاومة وصنوف الضغوط المليئة بالقسوة والعنف والإجحاف والعناد من المشركين، أمر الرسول(صلي الله عليه و آله و سلم) المسلمين بالهجرة من مكة إلى المدينة، وكان حمزة ممن استجاب لأمر النبي(صلي الله عليه و آله و سلم) وهاجر إلى المدينة تاركاً مسقط رأسه مكة، ما دامت المسألة تتعلق بالمبدإ والعقيدة.
وقد اختلفت الروايات التاريخية في منزل حمزة بن عبدالمطلب في المدينة بعد هجرته من مكة، فبعض الروايات تقول إنه نزل على كلثوم بن الهدم، والأخرى تقول على سعد بن خيثمة، وغيرها تقول على غير هؤلاء المذكورين.
وقد ورد حول هذا الموضوع في الطبقات الكبرى لابن سعد قال «أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن عمران بن مناح، قال: لما هاجر حمزة بن عبدالمطلب إلى المدينة نزل على كلثوم بن الهدم، قال محمد بن صالح: وقال عاصم بن عمر بن قتادة: نزل على سعد بن خيثمة».[20]
وورد عن الموضوع نفسه في السيرة النبوية لابن هشام عن ابن إسحاق قال: «قال ابن إسحاق: ونزل حمزة بن عبدالمطلب وزيد بن حارثة وأبو مرشد كناز بن حِصن. قال ابن هشام: ويقال: هو ابن حُصين. قال ابن إسحاق: وابنه مرشد الفُنويان، حليف حمزة بن عبدالمطلب، وأنَسةُ، وبكشة، موليا رسول الله(صلي الله عليه و آله و سلم) على كلثوم بن الهدم أخي بني عمرو بن عوف بقباء، ويقال: بل نزل حمزة بن عبدالمطلب على أسعد بن زرارة أخي بني النجار، كل ذلك، يقال».[21]
شخصية حمزة العسكرية
يعود سبب شجاعته إلى عاملين رئيسيين، أولهما صفاته البدنية اللآئقة، والثاني الصفات المعنوية العالية التي كانت تتوفر في جوهر شخصيته... فعن العامل الأول ورد في طبقات ابن سعد عن صفاته البدنية: بأنه... «كان رجلاً ليس بالطويل ولا بالقصير».[22] وتعتبر هذه الصفة البدنية من الصفات التي يمتاز بها أكثر رجال العرب والعسكريون الشجعان المقاتلون الأشداء.
وأما بالنسبة للصفات المعنوية وهي العامل الثاني، فقد كان حمزة بن عبدالمطلب قوياً جلداً في الحروب، لا يعرف التراجع؛ واثق في نفسه أثناء القتال، وعرف عنه في الحروب أنه ذلك المجاهد الصبور وكان يقاتل بسيفين كما فعل ذلك في معركة أحد وبشهادة الصحابة عنه.
فقد ورد في كتاب سير أعلام النبلاء للذهبي قال: عن ابن عون، عن عمير ابن إسحاق، عن سعد بن أبي وقاص: كان حمزة يقاتل يوم أحد بسيفين ويقول: «أنا أسد الله»؛ (رواه يونس بن بكير عن ابن عون عن عمير مسترسلاً).[23]
وخلاصة القول كانت شخصية حمزة العسكرية متكاملة ومبنية على الثقة بالنفس والإقدام في تنفيذ الواجب بإتقان تام، وإلقاء الرعب في قلوب الأعداء.
مشاركة حمزة في الغزوات الأولى
كان حمزة عسكرياً فذاً وجندياً ماهراً في القتال، يحارب ويجاهد تحت قيادة الرسول(صلي الله عليه و آله و سلم) وقد شارك في الغزوات الأولى بعد هجرته من مكة إلى المدينة، ابتداءً من رئاسته لأول سرية غزاها، إلى مشاركته في معركة أحد والتي نال فيها شرف الاستشهاد، وقد أجمع المؤرخون وكتّاب السير على مشاركته الفعّالة ومساهمته البارعة في المشاهد الأولى تحت زعامة الرسول(صلي الله عليه و آله و سلم) ولم يورد المؤرخون اسم حمزة صراحة في هذه الغزوات، وإنما ذكروه في بعضها بشكل صريح وتارة أخرى يلمّحون إلى اسمه بصورة غير مباشرة، وكان لحمزة البطل الدور البارز والفعال في هذه الغزوات، فقد أبدى صنوف الشجاعة والإقدام والإخلاص لله ولرسوله ولعقيدته.[24]
سرية حمزة بن عبد المطلب
أجمع المؤرخون وكتّاب السير والمغازي الأولى، على أنّ أول سرية عقدها رسول الله(صلي الله عليه و آله و سلم) كانت لحمزة بن عبد المطلب، ووصل حمزة بهذه السرية إلى سيف البحر في ثلاثين راكباً يعترض عير قريش، وهي منحدرة إلى مكة، وقد جاءت من الشام، وفيها أبوجهل بن هشام في ثلاثمائة راكب، فانصرف ولم يكن بينهم قتال...
قال محمد بن عمر: هو الخبر المجمع عليه عندنا، أنّ أول لواء عقده رسول الله(صلي الله عليه و آله و سلم) لحمزة بن عبدالمطلب.[25] وقد جاء في تاريخ اليعقوبي عن هذه الغزوة فقال: وأقام رسول الله(صلي الله عليه و آله و سلم) يتلوّم ويتهيأ للقتال حتى أنزل عزّ وجل:
والآية الأخرى قال:
إلى آخر الآية، فكان الرجل من المؤمنين يُعدُّ بعشرة من المشركين، حتى أنزل
عزّوجل:
عزّوجل:
(الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ...).[28]
وأنزل عزّ وجل سيفاً من السماء له غمد، فقال له جبرئيل: «ربك يأمرك أن تقاتل بهذا السيف قومك حتى يقولوا: لا إله إلاّ الله، وأنك رسول الله(صلي الله عليه و آله و سلم) فإذا فعلوا ذلك حرمت دماؤهم وأموالهم»؛ فكانت أول سرية سارت هي لحمزة بن عبدالمطلب.[29]
ويقول المدايني: «إنّ أول سرية بعثها رسول الله(صلي الله عليه و آله و سلم) لحمزة بن عبدالمطلب في ربيع الأول من سنة اثنين إلى سيف البحر من أرض جهينة ]وسيف البحر يعني ساحله [أخرجه أبوعمر وصاحب الصفوة، ولفظة أول لواء عقده رسول الله لحمزة حيث قدم المدينة».[30]
مقتل حمزة بن عبد المطلب
كان حمزة بن عبد المطلب يقاتل بشدة، وكان يحارب بيقين، وقد قُتل بعد أن قتل رجالاً من قريش، حيث «رماه وحشي، عبد لجبير بن مطعم فسقط، ومثلت به هند بنت عتبة بن ربيعة، وشقت عن كبده، فأخذت منه قطعة فلاكتها، وجدعت أنفه، فجزع عليه الرسول(صلي الله عليه و آله و سلم) جزعاً شديداً، وقال: لن أصاب بمثلك، وكبّر عليه خمساً وسبعين تكبيرة».[31]
جاء في السيرة النبوية لابن هشام عن وحشي فقال: «ودعا جبير بن مطعم غلاماً له حبشياً يقال له: وحشي، يقذف بحربة له قذف الحبشة، قلّما يخطئ بها، فقال له: أخرج مع الناس، فإن أنت قتلت حمزة عمّ محمد(صلي الله عليه و آله و سلم) بعمّي وطعيمة بن عدي، فأنت عتيق».[32]
وهكذا خرج وحشي مع رجال قريش ومعهم بعض النسوة وكانت «هند بنت عتبة كلما مرت بوحشي أو مرّ بها، قالت: ويها أبا دسمة اشف واستشف، وكان وحشي
يكنى بأبي دسمة، فأقبلوا حتى نزلوا بعينين، بجبل ببطن السّبخة من قناة على شفير الوداي، مقابل المدينة».[33]
يكنى بأبي دسمة، فأقبلوا حتى نزلوا بعينين، بجبل ببطن السّبخة من قناة على شفير الوداي، مقابل المدينة».[33]
وقد تكلم وحشي عن قتل حمزة، كما جاء في السيرة النبوية لابن هشام «قال وحشي، غلام جبير بن مطعم: والله أني لأنظر إلى حمزة يهدّ الناس بسيفه ما يليق به شيئاً، مثل الجمل الأورق، إذ تقدمني إليه سباع بن عبدالعزى، فقال له حمزة: هلم إليّ يا ابن مقطعة البظور، فضربه ضربة، فكأن ما أخطأ رأسه وهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه، فوقعت في ثنته حتى خرجت من بين رجليه، فأقبل نحوي، فغُلِب فوقع، وأمهلتُه حتى إذا مات جئت فأخذت حَربتي، ثم تنحيت إلى العسكر، ولم تكن لي بشيء حاجة غيره».[34]
تاريخ قتل حمزة بن عبد المطلب
قتل على رأس اثنين وثلاثين شهراً من الهجرة وكان يوم قتل له سبع وخمسون سنة، ودفن هو وابن اخته عبد الله بن جحش في قبر واحد، وفي رواية كان سنّه يوم قتل ابن تسع وخمسين سنة، وكان أصغر من رسول الله9 بأربع سنين.[35]
بكاء النبي(صلي الله عليه و آله و سلم) على حمزة بن عبد المطلب
قال ابن هشام: لما وقف رسول الله(صلي الله عليه و آله و سلم) على حمزة قال: «لن أصاب بمثلك أبداً وما وقفت موقفاً قط أغيظ لي من هذا».
وعن ابن عباس قال: لما انصرف المشركون عن قتلى اُحد، انصرف رسول الله(صلي الله عليه و آله و سلم) فرأى منظراً ساءه ورأى حمزة قد شقّ بطنه واصطلم ]أي قط [أنفه، وجدعت أذناه، فقال: لولا أن تجزع النساء ويكون سنّة من بعدي لتركته حتى يبعثه الله من بطون السباع والطير...، ولأمثلنّ مكانه بسبعين قتيلاً منهم؛ ثم كفن ببردة غطى بها وجهه، وجعل على رجليه شيئاً من الأذخر ]الأذخر وهو حشيشة طيبة الرائحة[ ثم قدم وصلى عليه عشراً، ثم جعل يجاء بالرجل وحمزة مكانه حتى صلى عليه سبعين صلاة، وكان عدد القتلى سبعين، فلما فرغ منهم نزل قوله تعالى:
(ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ).[36]إلى قوله:(وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ).[37]
لقد عرفنا من خلال هذه الروايات، مدى حزن الرسول(صلي الله عليه و آله و سلم) على مقتل حمزة، وإحاطة الرسول(صلي الله عليه و آله و سلم) وأصحابه بالجثمان الطاهر لحمزة، وهو مسجى على الأرض، يبكون عليه.
ذكر غسل الملائكة حمزة
ذكر وصيته
قال ابن اسحاق: أوصى حمزة بن عبدالمطلب فيما بلغنا إلى زيد بن حارثة، وكان رسول الله(صلي الله عليه و آله و سلم) آخى بينهُ وبينه، أوصى إليه يوم أحد لما حضر القتال، إن حدث به حادث الموت.[39]
حمزة يطلب من الرسول(صلي الله عليه و آله و سلم) أن يشرّفه الله برؤية جبريل
كان(صلي الله عليه و آله و سلم) لا يرفض لحمزة أي طلب، مهما كان نوعه، وقد طلب من الرسول9 ذات مرة أن يشرفه الله برؤية جبريل(عليه السلام) على صورته، وقد ورد الخبر في الطبقات الكبرى لابن سعد حيث نقل:
«قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل، قال أخبرنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار: أنّ حمزة بن عبدالمطلب، سأل النبي(صلي الله عليه و آله و سلم) أن يُريه جبريل في صورته، فقال: «إنك لا تستطيع أن تراه» قال: «بلى». قال: «سأقعد مكانك». قال: فنزل جبريل على خشبة في الكعبة كان المشركون يضعون ثيابهم عليها، إذا طافوا بالبيت، فقال: «ارفع طرفك فانظر» فإذا قدماه مثل الزبرجد الأخضر، فخر مغشياً عليه».[40]
ذكر أنه أسد الله ورسوله
عن يحيى بن عبدالرحمن بن أبي لبيبة، عن أبيه، عن جده، قال: قال9:«والذي نفسي بيده إنه مكتوب عن الله عزّوجلّ في السماء السابعة حمزة بن عبدالمطلب أسدالله وأسد رسوله» وقال ابن هشام: قال(صلي الله عليه و آله و سلم):«جاءني جبريل فأخبرني أنّ حمزة بن عبدالمطلب مكتوب في أهل السماوات السبع أسدالله ورسوله».[41]
ذكر أنه خير أعمام النبي(صلي الله عليه و آله و سلم)
ذكر أنه سيد الشهداء
عن جابر بن عبدالله: قال(صلي الله عليه و آله و سلم): «سيد الشهداء يوم القيامة حمزة بن عبدالمطلب، ورجل قام إلى إمام جائر قام ونهاه»؛ وفي رواية: «حمزة خير الشهداء»؛ وعن أبن مسعود قال: قال(صلي الله عليه و آله و سلم): «ألا أنبئكم بأفضل الشهداء عندالله بعد حمزة بن عبدالمطلب، قيل: بلى يا رسول الله. قال: رجل أتى أميراً جائراً فأمره بالمعروف ونهاه عن المنكر، فإن هو لم يقتله لم يجر عليه ذنب ما دام حياً، وإن قتله كان أفضل الشهداء عندالله بعد حمزة بن عبدالمطلب.[43]
شهادة النبي(صلي الله عليه و آله و سلم) له بالجنة
حمزة أحد نجباء الرسول(صلي الله عليه و آله و سلم)
في رواية عن قطر بن خليفة عن كثير النواء، سمعت عبدالله بن مالك، سمعت علياً(عليه السلام) يقول: قال(صلي الله عليه و آله و سلم): «لم يكن نبيّ قط إلاّ وقد أعطى سبعة نجباء ووزراء، وإني أعطيت أربعة عشر أحدهم حمزة».[45]
اعتزاز علي بن أبي طالب(عليه السلام) بعمّه حمزة
كان علي بن أبي طالب(عليه السلام) يعتزّ جداً بعمه حمزة بن عبدالمطلب، وقد سمى ابنه الحسن أول الأمر بحمزة من كثرة محبته له، فقد جاء في باب ذكر تسميتهما الحسن والحسين كانتا بأمر الله تعالى؛ في كتاب ذخائر العقبى ذلك: «عن علي(عليه السلام)قال: «لما ولد الحسن سماه حمزة، فلما ولد الحسين سماه باسم عمه جعفر، قال7: فدعاني رسول الله(صلي الله عليه و آله و سلم) وقال: إني أُمرت أن أغير اسم هذين، فقلت: الله ورسوله أعلم، فسماهما حسناً وحسيناً».[46]
علي (عليه السلام) لا يفارق ذكر حمزة
كان علي(عليه السلام) لا يفارق ذكر اسم عمه حمزة، إجلالاً لقدره واعتزازاً به، وقد ورد ذلك
في كتاب ذخائر العقبى في موضوع: «ذكر برّ علي(عليه السلام) به ـ يعني عمه العباس ـ ودعائه
له»؛ وذلك «عن ابن عباس قال: اعتلّ أبي العباس، فعاده علي(عليه السلام) فوجدني أضبط
رجليه، فأخذهما من يدي، وجلس موضعي، وقال: أنا أحقّ بعمي منك، أن كان الله عزّوجل قد توفى رسول الله(صلي الله عليه و آله و سلم) وعمي حمزة وأخي جعفراً، فقد أبقى لي العباس، عمّ
الرجل صنو أبيه وبره به كبره بأبيه، أللهم هب لعمي عاقبتك، وارفع له درجة، واجعله عندك في عليين».[47]
في كتاب ذخائر العقبى في موضوع: «ذكر برّ علي(عليه السلام) به ـ يعني عمه العباس ـ ودعائه
له»؛ وذلك «عن ابن عباس قال: اعتلّ أبي العباس، فعاده علي(عليه السلام) فوجدني أضبط
رجليه، فأخذهما من يدي، وجلس موضعي، وقال: أنا أحقّ بعمي منك، أن كان الله عزّوجل قد توفى رسول الله(صلي الله عليه و آله و سلم) وعمي حمزة وأخي جعفراً، فقد أبقى لي العباس، عمّ
الرجل صنو أبيه وبره به كبره بأبيه، أللهم هب لعمي عاقبتك، وارفع له درجة، واجعله عندك في عليين».[47]
حديث الرسول(صلي الله عليه و آله و سلم) على قبر حمزة
ورد في الطبقات الكبرى لابن سعد قال: أخبرنا عبد الله بن سلمة بن قعتب، قال: أخبرنا محمد بن صالح بن يزيد بن زيد عن أبي أسيد الساعدي، قال: أنا مع رسول الله(صلي الله عليه و آله و سلم) على قبر حمزة، فجعلوا يجرون النمرة، فتنكشف قدماه، ويجرونها على قدميه فينكشف وجهه، فقال رسول الله(صلي الله عليه و آله و سلم): «اجعلوها على وجهه واجعلوا على قدميه من هذا الشجر»؛ قال: فرفع رسول الله(صلي الله عليه و آله و سلم) رأسه فإذا أصحابه يبكون، فقال: ما يبكيكم؟ قيل: يا رسول الله لا نجد لعمك اليوم ثوباً واحداً يسعه: فقال(صلي الله عليه و آله و سلم): «إنه يأتي على الناس زمان يخرجون إلى الأرياف، فيصيبون رفهاً مطعماً وملبساً ومركباً أو قال: مراكب، فيكتبون إلى أهلهم هلموا إلينا فإنكم بأرض جردة، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، لا يصبر لأواءها وشدتها أحد إلاّ كنتُ له شفيعاً، وشهيداً يوم القيامة».[48]
حمزة في عالم الشعراء
يحفل الأدب العربي بكثير من القصائد الشعرية عن سيدنا حمزة بن عبدالمطلب، إما بشكل صريح أو بالكناية، والأبيات التي قيلت في حقه موزعة بين رثاء له، أو مفاخرة لشجاعته، أو ورود اسمه في المدح النبوي.
في ذكر أوصافه
بنوه سراة كهلُهم وشبابُهم
|
|
تفلّق عنهم بيضة الطائر الصقر
|
قُصيُّ الذي عادى كنانة كلَّها
|
|
ورابط بيتَ الله في العُسر واليُسر
|
وأبقى رجالا سادةً غير عُزّل
|
|
مصاليت أمثال الردينية السُمر
|
أبو عُتبة المُلقى إليّ حِباؤه
|
|
أغرُّ هِجان اللون من نفر غر
|
وحمزة مثل البدر يهتزّ للندى
|
|
نقي الثياب والذمام من الغدر[49]
|
قال ابن اسحاق: وقال حسان بن ثابت يبكي حمزة بن عبدالمطلب:
أتعرفُ الدارَ عفا رسُمها
|
|
بعدكَ صوبُ المسُبِل الهاطلِ
|
بين السرّاديح فأُدمانة
|
|
فمدفع الرّوحاء في حائلِ
|
ساءلتُها عن ذاك فاستعجمت
|
|
لم تدرِ ما مرجوعةُ السائل
|
دع عنك داراً قد عفا رسمُها
|
|
وابكِ على حمزة ذي النائل
|
الماليِ الشّيزي إذا أعصفت
|
|
غبراءُ في ذي الشّيم الماحل
|
أظلمت الأرضُ لفقدانه
|
|
واسودّ نور القمر الناصل
|
صلى عليه الله في جنّة
|
|
عالية مُكرمة الداخل
|
كنا نرى حمزة حِرزاً لنا
|
|
في كل أمر نابنا نازل
|
وكان في الإسلام ذا تُدْرَأ
|
|
يكفيك فقدَ القاعد الخاذل
|
غداة جبريل وزيرٌ له
|
|
[1]. راجع كتاب «نسب قريش» 1 : 5 وبعدها في مادة «ولد عدنان».
[2]. تاريخ اليعقوبي 2: 11، ذخائر العقبي ص172.
[3]. نسب قريش 1: 17.
[4]. الطبقات الكبرى ق1 3: 3.
[5]. نسب قريش 8 : 261.
[6]. تاريخ اليعقوبي 8 : 261.
[7]. الطبقات الكبرى لابن سعد 3 ق1: 3-4 طبقة ليدن.
[8]. سير أعلام النبلاء، الذهبي 1: 127.
[9]. ذخائر العقبي في مناقب ذوي القربى :173.
[10]. مختار الصحاح، محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي :154.
[11]. المدائح النبويه المتضمنه لسور القرآن الكريم للسيد هاشم الخطيب ـ هامش الصفحة: 85 .
[12]. المصدر نفسه: 87 .
[13]. ذخائر العقبى :85 ، في موضوع (ذكر تاريخ مقتله).
[14]. حمزة أسد الله ورسوله ـ جميل إبراهيم :25-26.
[15]. المصدر نفسه: 26.
[16]. تاريخ اليعقوبي 2: 9.
[17]. ذخائر العقبى :172.
[18]. تاريخ اليعقوبي 2: 29.
[19]. المصدر نفسه، 2: 30.
[20]. الطبقات الكبرى لابن سعد 3 ق1: 4.
[21]. السيرة النبوية لابن هشام 2 : 329.
[22]. الطبقات الكبرى لابن سعد 3 ق1: 4-5.
[23]. سير أعلام النبلاء ـ الذهبي 1: 131.
[24]. المدائح النبوية، هاشم الخطيب : 84 ـ 85 .
[25]. الطبقات الكبرى، لابن سعد 3 ق1: 4.
[26]. الحج: 39.
[27]. النساء: 84 .
[28]. الأنفال: 66.
[29]. تاريخ اليعقوبي 2 : 44.
[30]. ذخائر العقبى : 176.
[31]. تاريخ اليعقوبي 2 : 47.
[32]. السيرة النبوية لابن هشام، 2 :61.
[33]. المصدرالنفسه2 :62.
[34]. السيرة النبوية لابن هشام، 2 :69-70.
[35]. الطبقات لابن سعد 3: 4-5.
[36]. النحل: 125.
[37]. المصدر نفسه: 127.
[38]. ذخائر العقبى :185.
[39]. المصدر النفسه.
[40]. الطبقات لابن سعد 3 ق1: 6.
[41]. ذخائر العقبى :176.
[42]. المصدر النفسه.
[43]. المصدر النفسه.
[44]. المصدر النفسه: 176ـ 177.
[45]. سير أعلام النبلاء، الذهبي 1: 295.
[46]. ذخائر العقبى :120.
[47]. المصدر النفسه: 202.
[48]. الطبقات لابن سعد 3 ق1: 8.
[49]. السيرة النبوية، لأبن هشام ق1 :174 ـ قصيدة حذيفة.
[50]. السيرة النبوية ق2 : 155- 156.