قام أبو بکر بقتال المرتدّین ، بینما قام علیّ(علیه السلام)بإخفاء القرآن
قام أبو بکر بقتال المرتدّین ، بینما قام علیّ(علیه السلام)بإخفاء القرآن الذی أملاه علیه رسول الله(صلى الله علیه وآله) بدعوى الخوف من ارتداد الناس عن الإسلام کما یقول الشیعة . الجواب : طرح السائل هنا إدّعاءین ، لم یأت بدلیل على أیٍّ م
قام أبو بكر بقتال المرتدّين ، بينما قام عليّ(عليه السلام)بإخفاء القرآن الذي أملاه عليه رسول الله(صلى الله عليه وآله) بدعوى الخوف من ارتداد الناس عن الإسلام كما يقول الشيعة .
الجواب : طرح السائل هنا إدّعاءين ، لم يأت بدليل على أيٍّ منهما :
أوّلاً : أنّ أبا بكر قاتل المرتدّين ، وهذا غير صحيح ; فهو قاتل أُناساً امتنعوا عن دفع الزكاة ، وأمّا علّة امتناعهم عن دفع الزكاة فهي رفض فريق من الصحابة من المهاجرين والأنصار لخلافة أبي بكر ، ورغم أنّه عُرف قتاله لهم في التاريخ باسم «حروب الردّة» وأنّ الآية 54 من سورة المائدة ناظرة إلى هذه الحرب ، إلاّ أنّ الطبري ذكر في شأن نزول هذه الآية شيئاً لا علاقة له بزمان أبي بكر([1]) ، والحقيقة أنّ هذه الحرب كانت ضدّ الممتنعين عن دفع الزكاة ، وليس ضدّ فريق ينكر أصلاً من أُصول الدِّين .
نعم كان فريق منهم كمسيلمة الكذاب والأسود العنسي وسجاح كانوا من المرتدين، فلم تكن الحرب على نمط واحد.
ثانياً : من قال بأنّ عليّاً(عليه السلام) لم يُخرج القرآن الذي أملاه عليه رسول الله(صلى الله عليه وآله)خوفاً من ارتداد الناس ؟ إنّ الشيعة يقولون عكس ذلك تماماً وأنّ عليّاً(عليه السلام)جمع قرآنه ورتّبه وفقاً لنزول آياته ثمّ عرضه على القوم فرفضوه ، وقالوا : «ما عندك عندنا» فاضطرّ لإبقائه محفوظاً عنده .
إنّ جامع الأسئلة لو كان من أهل العلم لما تكلّم بهذا الكلام ، فكيفيّة قرآن عليّ(عليه السلام) جاء مفصّلاً في كتابي تاريخ اليعقوبي ومصابيح الأنوار([2]) ، حيث لا يوجد أيّ تفاوت بينه وبين القرآن الموجود بيننا إلاّ التقديم والتأخير في سوره ، ومعناه أنّ التفاوت في الترتيب فقط .