جري دعاء الكميل في المدينة المنورة بحضور حماسي للزوار الايرانيين/ تم تقديم شرح مؤشرات الكرامة من قبل رئيس بعثة الحجاج الإيرانيين/ كان الشهيد رئيسي تفاني نفسه للشعب و اصبح عزيزا

تم شرح مؤشرات العزة من منظور الأحاديث و الروايات عن أهل البيت (عليهم السلام) خلال مراسم دعاء الكميل للحجاج الإيرانيين في المدينة المنورة و تم تقديم الشهيد السيد إبراهيم رئيسي كأحد رموز الخدمة و العزة و الصداقة. شخصية نالت العزة من خلال تفاني في خدمة شعبها و استشهادها.

حضر حجة الإسلام السيد عبدالفتاح نواب ممثل الولي الفقيه في شؤون الحج و الزيارة و رئيس بعثة الحجاج الإيرانيين، إحدى الشعائر الحماسية و المباركة و المعنوية لدعاء الكميل للحجاج الإيرانيين في فنادق المدينة المنورة و ألقى كلمة.


شكر الله تعالى على التوفيق في التواجد بجوار  مرقد النبي محمد (ص) في بداية كلمته في هذا المراسم الذي حضره علي رضا بيات رئيس منظمة الحج و الزيارة و علي رضا عنايتي سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى المملكة العربية السعودية و حسن زرنغار القنصل العام لبلادنا في جدة و مجموعة من مديري و مساعدي منظمة الحج و الزيارة و حث جميع زوار المدينة المنورة على اغتنام هذه الفرصة العظيمة و استغلال كل وقتهم في مهبط الوحي استغلالاً معنوياً.


و استشهد رئيس بعثة الحجاج الإيرانيين بالآية العاشرة من سورة فاطر، قائلاً بإن العزة و الذلة من المفاهيم التي تم التأكيد عليها كثيراً في القرآن الكريم و هذه المفاهيم لها دلالات معينة.


أضاف: و إن كان العزة و الذلة في مشيئة الله، فإن الإنسان هو الذي يستطيع أن يؤثر في اكتساب العزة أو الذلة بأفعاله.



في هذا الصدد أشار حجة الإسلام نواب إلى المثال التاريخي للحر بن يزيد الرياحي فقال إن رجوع الحر إلى الإمام الحسين (عليه السلام) أنقذه من الذل و أدى إلى نيله العزة.


و عدّد مؤشرات العزة و قال بإن مراعاة العدل و الشجاعة، و القناعة في الدنيا و السعي في مرضاة الله و الابتعاد عن طلب الدنيا و التقوى و طاعة الله و العلم و البصيرة و الاهتمام بالأخلاق من عوامل العزة التي أكدت عليها روايات أهل البيت (عليهم السلام).


شرح ممثل الولي الفقية في شؤون الحج و الزيارة مفهوم الإنصاف و أكد علينا من خلال الاقتداء بالنبي محمد (ص) أن نعامل الناس بالإنصاف و أن نجعل هذا النهج محور حياتنا بعد عودتنا من رحلة الحج.


اعتبر بأن من مظاهر الشجاعة التعبير عن الخطأ و قبوله و أضاف بان الصدق هو أسمى الأخلاق و يعطي الصدق الإنسان كرامة.


أضاف حجة الإسلام نواب بان تجاهل القناعة يؤدي إلى الذل و أيضاً فإن الجهاد في سبيل الله يخلق العزة و كما هو الحال في طوال التاريخ الإسلامي، حقق المجاهدون هذه الصفة من خلال التضحية و التفاني.



قال رئيس بعثة الحجاج الإيرانيين في معرض إشارتة إلى أهمية الزهد في الدنيا للحفاظ على الكرامة بإن أي إنسان يعتمد على الدنيا أكثر من غيرها سيعاني الذل و إن تجاهل المكانة و المكانة الدنيوية و تجاهل الزينة الدنيوية يشكل أساس الكرامة. لأن الإنسان يجب أن يسعى للرضا الله و خدمة الناس و ليس للشهرة و المنصب.


اعتبر طاعة الله و البعد عن التبعية للقوى الدنيوية من أسباب العزة و أضاف بإن الإمام الخميني (ره) و القائد الأعلى نموذجان واضحان لهذه الصفة و قد نالا العزة بالطاعة الكاملة لله.


اعتبر رئيس بعثة الحجاج الإيرانيين التقوى من أهم سمات العزة و أشار إلى شخصية الإمام علي (ع) قائلاً رغم حضوره في الميادين الصعبة كأحد و الخندق و حصوله على المراتب العالية و الشرف من الله، إلا أنه كان يعتبر عبادة الله دائماً أعلى مراتب العزة، و هذا دليل على العظمة و العزة الحقيقية.


استذكر سماحته ذكرى استشهاد الشهيد رئيسي و شهداء الخدمة و قال بإن الشهيد رئيسي و رفاقه، من خلال تفانيهم في خدمة الشعب و خدمتهم بإخلاص، عملوا وفق مؤشرات الكرامة و أصبحوا محبوبين، و في نهاية المطاف حققوا مكانة عالية باستشهادهم المجيد و دفنهم بجوار الإمام الرضا (ع).


قال حجة الاسلام نواب في معرض إشارتة إلى سلوك النبي يوسف (عليه السلام) مع إخوته بإن سلوك النبي يوسف (عليه السلام) و أخلاقه أكسبته العزة، بينما تصرف إخوته على العكس من ذلك و أهانوا.


في ختام كلمته حث الحجاج على استغلال كل لحظة من حضورهم في المدينة المنورة و الدعاء لإخوانهم بالتوفيق و الصحة.