لماذا یقوم المهدی(علیه السلام) بعقد الصلح والسلم مع الیهود والنصارى ، بینما یقوم بقتل العرب والقرشیّین عند ظهوره ؟
الجواب : ما ذکره لیس سوى بهتان کبیر، فالمهدی لا یعقد صلحاً مع الیهود کما یدّعی السائل ولا یقاتل العرب وقریشاً، إنّما یقوم بإقامة حکومة إسلامیّة عالمیّة قوامها العدل والقسط ، ویبثّ الحیاة من جدید فی جسد الإسلام الحقیقی الذی جاء به جدّه العظیم(صلى
الجواب : ما ذكره ليس سوى بهتان كبير، فالمهدي لا يعقد صلحاً مع اليهود كما يدّعي السائل ولا يقاتل العرب وقريشاً، إنّما يقوم بإقامة حكومة إسلاميّة عالميّة قوامها العدل والقسط ، ويبثّ الحياة من جديد في جسد الإسلام الحقيقي الذي جاء به جدّه العظيم(صلى الله عليه وآله) ، هذا الإسلام الذي أُلصقت به البدع عبر الزمن وغطت وجهه الاختلافات.
وكلّ ما في الأمر أنّه عند ظهوره(عليه السلام) يلتفّ حوله فريقٌ من اليهود والنصارى من ذوي النفوس الطاهرة ، ويخالفه فريقٌ من العرب المتظاهرين بالإسلام ، فيقوم بمصالحة الفريق الأوّل ويجاهد الفريق الثاني ، إذاً عمله(عليه السلام)يشابه عمل جدّه رسول الله(صلى الله عليه وآله) في مكّة ، حيث خالفه بعض قومه وعشيرته ، وناصره البعض الآخر من أهل الكتاب من اليهود والنصارى .
فالمسألة ليست مسألة كلّية بحيث يناصره كلّ أهل الكتاب ويخذله كلّ العرب ، بل المسألة تعود إلى الفطرة الإنسانيّة ، فكلّ من كانت فطرته سليمة اتّبعه(عليه السلام) ولو كان يهوديّاً أو نصرانيّاً ، ومَنْ كانت فطرته سيّئة خرج عليه وحاربه ولو كان عربيّاً قرشيّاً .
ولو تمعّن جامع الأسئلة في الروايات الواردة حول المهدي (عليه السلام)يتّضح له أنّ مسألة ظهوره (عليه السلام) هي حادثة طبيعيّة ، فكم من أشخاص يُعتبرون من أصحابه وخواصّه ، ثمّ ينقلبون عليه ويخالفونه عندما تتعرّض مصالحهم للخطر ، وكم من أشخاص في غاية البُعد عنه ، يصبحون من خواصّه ومقرّبيه ، فأبو سفيان وأبو جهل وأبو لهب والحكم بن العاص من أقارب النبيّ(صلى الله عليه وآله) وأهله وعشيرته ، فإذا بهم أوّل من أخرجه من مكّة وحاربه ، أمّا صُهيب الرومي وبلال الحبشي وسلمان الفارسي الذين كانوا ينتمون لأقوام بعيدة ، فقد أصبحوا من خلّص أصحابه وأتباعه .