إنّ الشیعة تعجز عن إثبات إیمان علی وعدالته، ولا یمکنهم ذلک إلاّ إذا صاروا من أهل السنة و....
الجواب : لقد اعترتنی الدهشة حینما بلغتُ هذا السؤال ، فهل یوجد هناک مجال للشکّ والتردید فی إیمان وتقوى وإیثار وعدالة شخص مثل علیّ ابن أبی طالب(علیه السلام) ، حتى لا یمکن إثبات ذلک إلاّ إذا کان الشخص سنیّاً ؟!! إذ متى کفر علیٌ (علیه السلام) ح
الجواب : لقد اعترتني الدهشة حينما بلغتُ هذا السؤال ، فهل يوجد هناك مجال للشكّ والترديد في إيمان وتقوى وإيثار وعدالة شخص مثل عليّ ابن أبي طالب(عليه السلام) ، حتى لا يمكن إثبات ذلك إلاّ إذا كان الشخص سنيّاً ؟!! إذ متى كفر عليٌ (عليه السلام) حتّى يؤمن أو نحتاج لمعرفة إيمانه إلى دليل، إذ أنّه كان مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)منذ صباه يتبعه اتباع الفصيل لأثر أُمّه([1]) إلى أن نُبّئ الرسول بغار الحراء يوم الاثنين وهو معه، وآمن علي يوم الثلاثاء .
يعتقد الموافق والمخالف حتّى النصارى والماديون بأنّ أمير المؤمنين(عليه السلام) هو إنسانٌ كامل يجب أن يكون نموذجاً يُحتذى به لعباقرة العالم ، فهل يصحّ القول إنّه لا يمكن إثبات عدالته إلاّ إذا كان الشخص سنيّاً ، وهذا «شبلي شُمَيِّلْ» رجل ماديّ، ليس له ما يربطه بعليّ(عليه السلام) من جهة الإيمان والدِّين ، ينحني إجلالاً وإكباراً أمام عظمة الإمام(عليه السلام) قائلاً : «الإمام عليّ بن أبي طالب عظيم العظماء ، نسخة مفردة لم يرَ لها الشرق ولا الغرب صورة طبق الأصل لا قديماً ولا حديثاً» .
أو ليس عاراً على صاحب الأسئلة يقول: إنّ إيمان عليّ لا يثبت لأحد إلاّ إذا كان سنيّاً .
إنّ جامع الأسئلة لم يقرأ ورقة واحدة من قواعد الحديث ، لأنّه لا يشترط في الخبر المتواتر الإسلام، ولا العدالة ، فما بالك باشتراط كون الشخص الناقل سنيّاً ؟
وأمّا عن الخوارج الذين هم أعدى أعداء عليّ(عليه السلام) فقد كانوا قبل مسألة التحكيم يعتقدون أنّ عليّاً(عليه السلام) هو أفضل وأشرف أصحاب النبيّ(صلى الله عليه وآله)قاطبةً . وإنّما انفصلوا عن علي لمسألة التحكيم الّتي فرضوها عليه ـ صلوات الله عليه ـ ثم ندموا وطلبوا من علي نقض العهد. وليس الإمام من الذين ينقضون عهد الله بعد ميثاقه.
[1] . لاحظ: نهج البلاغة، الخطبة رقم 192، وهي تسمى القاصعة.