حجة الاسلام نواب؛ إن حضور المراهقين في الحج تعتبر عملاً قيماً و استثماراً لمستقبلهم.

وفقا لتقرير مركز الاعلام للحج، انعقد لقاء حميم للمراهقين و الشباب الحاضرين لحج 1404 بحضور حجة الإسلام السيد عبدالفتاح نواب، ممثل الولي الفقيه في شؤون الحج و الزيارة و رئيس بعثة الحجاج الإيرانيين، في فندق البلد الطيب بمكة المكرمة.

 في بداية هذا الاجتماع، صرح حجة الإسلام ركن الديني، المساعد الثقافي لبعثة سماحة القائد، بأن هذا هو العام الثالث الذي يعقد فيه مثل هذا الاجتماع و أضاف: هذا العام لا تصدر المملكة العربية السعودية تأشيرات للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 12 عاماً و بناءً على ذلك تمت دعوة أكثر من 100 شخص من الحجاج الإيرانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و22 عاماً إلى لقاء اليوم.


أوضح أن أداء فريضة الحج في هذا السن نعمة خاصة من الله تعالى يجب على الشباب الأعزاء شكرها، مضيفاً بان الهدف الأساسي من هذا اللاجتماع هو تقدير الآباء و الأمهات الذين بذلوا الجهد في التكلفة على أبنائهم في هذا الجانب.


أضاف المساعد الثقافية البعثة: بالطبع هذه ليست تكلفة بل استثمار و بالتأكيد سترون جميعاً نتائج عملكم في المستقبل.


في ختام اللاجتماع أعرب حجة الإسلام السيد عبد الفتاح نواب عن سعادته بتواجده بين الحجاج و الشباب الذين حققوا نجاح هذه الرحلة الروحانية في هذا السن و شكر والديهم و خاطبهم قائلاً بإن هذا الاستثمار في آثاركم و أحبائكم عملٌ ثمينٌ للغاية و هو استثمارٌ لهم. البعض ينفق المال و لا يحصل على أي نتيجة، لكنكم أنفقتم المال من أجل خير أبنائكم و سترون النتائج حتمًا.


أشار رئيس بعثة الحجاج الإيرانيين إلى بعض توقعات الأئمة المعصومين (ع) من الشباب، و استدل بأحاديث عن الأئمة المعصومين (ع) قائلاً بان الرسول الأعظم (ص) يقول في حديث ورد في كتاب مكارم الاخلاق «ما مِنْ شابٍّ يَدَعُ لِلّهِ الدُّنْيا وَل َهْوَها وَ أَهـْرَمَ شـَبابَهُ فى طاعـَةِ اللّه ِ إِلاّ أَعْطاهُ اللّه ُأَجْرَ إِثْنَيْنِ وَسَبْعينَ صِدّيقا».


أضاف ممثل الولي الفقيه في شؤون الحج و الزيارة بان النبي (ص) يقول «إن الله تعالى يباهي ملائكته بالشاب العابد» و أنتم مثال على هذا التباهي، إذ يقول الله تعالى للملائكة: ترك الدنيا و جاء ليطوف حول بيتي و يتعبد فيه. ترك شاب شهوات الدنيا و ملذاتها و جاء إلى هذه الأرض من أجلي.


تابع حجة الإسلام نواب: ماذا يستطيع الشاب في هذا البلد و في هذه المدينة أن يفعل سوى عبادة الله؟ لا يمكنه إلا أن يسير على خطى النبي إبراهيم و إسماعيل عليهما السلام.


أشار إلى كلام بعض الشباب الحاضرين في اللاجتماع عن أول لحظة لرؤية الكعبة و قال بإن دموعكم عند الكعبة و استغفاركم و مسح جبينكم بالباب الإلهي في المسجد الحرام، لَأمثلة على مشهد يُباهي الله به ملائكته ففي حديث عن المعصوم «ما مِن شَيءٍ أحَبَّ إلَى اللّه ِ تَعالى مِن شابٍّ تائِبٍ.» فعندما يتوب الشاب، يكون لذلك معنى آخر، فهو يرجو المستقبل و يتوب في هذه اللحظة، أما إذا تاب الشيخ، فإنه يراقب مخاطر المستقبل و يرى آثار الموت قريبة عند توبته.



أشار ممثل الولي الفقية في شؤون الحج و الزيارة إلى أهمية مهبط الوحي و هنا شهد حياة الشباب الذين منحهم الله الأوسمة، وأي فضل أعظم من أن يمنح الله تعالى وساماً لأحد.


قد ذكر حجة الإسلام نواب بأن سيدنا إسماعيل (عليه السلام) كان من بين هؤلاء الشباب الفائزين بالوسام و أضاف بإن سيدنا إسماعيل كان عظيمًا لدرجة أننا نقرأ في القرآن الكريم «واذكر في الكتـب اسمـعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا».  لقد وقف في وجه الشيطان و عندما قال له الشيطان: ارحم شابك، إنه يريد أن يذبحك، أجاب إسماعيل هذا أمر الله.


قال رئيس بعثة الحجاج الإيرانيين بإن الشخصية الثانية الحائزة على الوسام هو نبي الإسلام (ص) الذي عمل في شبابه في جماعة بمكة المكرمة كانت مركز خدمة «حلف الفضول» للناس، على غرار ما يفعله بعض الشباب الإيرانيين في شكل معسكرات جهادية لخدمة المحرومين في مناطق مختلفة من البلاد.


وصف ممثل  الولي الفقية في شؤون الحج و الزيارة الامام علي (ع) بأنه شاب آخر من الحائزين على الوسام و هو من مواليد هذه الأرض و في عمر 26 عاماً منحه الله أعظم وسام «لافتي الاعلي لا سيف الا ذوالفقار».


و أشار أيضاً إلى «حنظلة غسيل الملائكة» التي استشهدت في أحد في اليوم التالي لزواجها، و قال: و هناك شهداء يدافعون عن الحرم و شهداء الحرب المفروضة ضحوا بأرواحهم في سبيل الإسلام تاركين وراءهم عائلاتهم.


كان الإمام الحسن و الإمام الحسين (عليهما السلام) اللذان نالا لقب «سيدي شباب أهل الجنة» و جعفر بن أبي طالب الذي نال لقب «جعفر الطيار» من الشباب ألذين أشار حجة الإسلام نواب و هم الشباب الفائزين بالميداليات و نماذج يحتذى بها للشباب و المراهقين الحاضرين في الاجتماع.


تطرق ممثل الولي الفقيه في شؤون الحج و الزيارة في هذه اللاجتماع الي بعض سمات الشباب من وجهة نظر القائد الأعلى للثورة و توقعاته منهم و بعد قراءة بعض أقوال آية الله خامنئي، قال: من الأمور التي يُشدد عليها سماحة آية الله خامنئي: حسن الظن و عدم الإساءة و عدم إثارة الفتنة، و الصداقة و الرفقة، و الابتعاد عن العدو.



 أكد حجة الإسلام نواب في معرض إشارة إلى أقوال بعض الحاضرين في الاجتماع بإن مطالب و كلمات بعض المراهقين و الشباب الصريحة في هذا الاجتماع جيدة جدًا و جديرة بالثناء.