أكد حجة الإسلام سيد عبد الفتاح نوّاب، ممثل الولي الفقيه في شؤون الحج و الزيارة في صحراء العرفات بأن البراءة من المشركين سُنّة الأنبياء و الأحرار على مرّ التاريخ.
شارك حجة الإسلام سيد عبدالفتاح نوّاب ممثل الولي الفقيه في شؤون الحج و الزيارة و رئيس بعثة الحجاج الإيرانيين في مراسم «البراءة من المشركين» التي أقيم اليوم في صحراء عرفات بحضور واسع من الحجاج، حيث قام بتلاوة نصّ نداء قائد الثورة الإسلامية إلى حجاج بيت الله الحرام.
في كلمته خلال المراسم، تطرق حجة الاسلام نواب إلى لمحة تاريخية موجزة عن البراءة من المشركين و فلسفتها عبر التاريخ، مؤكداً أن هذه الممارسة ليست جديدة، بل إن الإمام الخميني (رض) هو من أحياها كجزء من إحياء شعائر الحج الإبراهيمي و وجّه الأمة الإسلامية لإحيائها.
في بداية كلمته خاطب حجة الاسلام نواب إمام العصر المهدي صاحب الزمان (عج) قائلاً: السلام عليك يا بقيه الله يا صاحب الزمان (عج)، اليوم في هذه البقعة من عرفات ادع لنا أيضاً و لكن قبلنا ادع للمستضعفين في غزة و لشعب فلسطين و للمستضعفين في لبنان و لجميع مستضعفي المسلمين.
قال ممثل الولي الفقية في شؤون الحج و الزيارة نجتمع اليوم هنا و في صحراء عرفات لإقامة مراسم البراءة من المشركين التي أحياها الإمام الخميني (رض) محيي الحج الإبراهيمي و أعلنها للمسلمين، و هو إمام عزيز و نبيل عبّر قائد الثورة الإسلامية أمس في مراسم ذكرى رحيله عن آرائه و أبعاد وجوده القيم.
ذكر ممثل الولي الفقيه في شؤون الحج و الزيارة بأن قضية البراءة ليست مسألة مستحدثة، وإنما هي سُنّة جارية أعادها الإمام الخميني إلى حيّز التطبيق العملي و أضاف: لقد شهد التاريخ دائماً تباينات و تلاقيات بين الناس،وكانت مشاعر الحب و البغض حاضرة في السلوك الإنساني و لدينا في كلام المعصومين (ع) ما يشير إلى أن الدين هو حبّ و بغض.
في سياق حديثه عن فلسطين، قال نواب: اليوم لم يعد رفع علم فلسطين المظلومة مقتصراً على المسلمين، بل حتى غير المسلمين من مختلف الديانات – من البوذيين في شرق آسيا إلى اليهود في أمريكا – باتوا يرفعون هذا العلم و يطأون علم الكيان الصهيوني بأقدامهم و هذا يعكس وحدة الموقف مع فلسطين و البراءة من الكيان الصهيوني المزيف.
واصل ممثل الولي الفقيه في شؤون الحج و الزيارة كلمته بذكر نماذج من البراءة عبر التاريخ و قال النبي هود قال «يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ» أو في قول آخر قال النبي إبراهيم وأتباعه للعدو
«إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ».
أكد بان كل هذا يدل على أن البراءة ليست جديدة و الواقع أن براءة المشركين هي أن هؤلاء المشركين يسعون إلى حرمان الآخرين من حقوقهم.
قال رئيس بعثة الحجاج الايرانيين و بناءً على ذلك، نزلت سورة بهذا الاسم في القرآن الكريم و في مطلع سورة براءة أمر الله النبي صلى الله عليه و سلم بالبرائة من المشركين و نقرأ أيضًا في سورة الفتح «محمدرسول الله و الذين معه اشدا علي الكفار رحماء بينهم».
أضاف حجة الإسلام نواب: إن ضممنا أيدينا اليوم أمرٌ من الله و نقول يا رسول الله باننا في جبتهك و نواجه أعداءك و هذا الحديث في طلب البراءة من المشركين موجود في أقوال جميع المعصومين و منهم أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي جهر بآيات سورة البراءة في موقع جمرة العقبة بأمر رسول الله (ص) و في حديث الإمام الصادق (عليه السلام).
تابع: في العصر الحديث أحيا الإمام الخميني (رض) فكرة البراءة من المشركين و قال إن الحج بلا روح و حركة و قيام، و الحج بلا براءة ليس حجاً.
قال رئيس بعثة الحجاج الايرانيين اليوم يدفع مطالبي الحرية في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك المثقفون في الجامعات الأميركية، ثمناً باهظاً لتبرئة أنفسهم من الصهاينة.
في ختام هذا المراسم كرم حجة الإسلام نواب شهيد يوم عرفة مسلم بن عقيل سفير الإمام الحسين (ع) وشهداء الخامس من خرداد سنة 1342 هـ (1963م) و شهداء فلسطين و لبنان.