الشیعة وسبب اختفاء الإمام المهدی (علیه السلام)
تدّعی الشیعة أنّ سبب اختفاء إمامهم الثانی عشر هو خوف القتل ، فیُقال : ولماذا لم یُقتل مَن قبله من الأئمّة ؟ وهم یعیشون فی دولة الخلافة ، وهم کبار ، فکیف یُقتل وهو طفلٌ صغیر ؟ الجواب : هذا السؤال مکرّر ([1])، وقد ذکرنا
تدّعي الشيعة أنّ سبب اختفاء إمامهم الثاني عشر هو خوف القتل ، فيُقال : ولماذا لم يُقتل مَن قبله من الأئمّة ؟ وهم يعيشون في دولة الخلافة ، وهم كبار ، فكيف يُقتل وهو طفلٌ صغير ؟
الجواب : هذا السؤال مكرّر ([1])، وقد ذكرنا سابقاً أنّ علّة اختفاء الإمام(عليه السلام)لا تنحصر في الخوف من الأعداء فقط ، بل لعدم توفّر شروط الظهور والّتي هي:
أوّلاً : يجب أن يصل المجتمع العالمي إلى حدٍّ يملّ فيه من الحكومات البشريّة والقوانين الوضعيّة ، فيصبح عندئذ متطلّعاً إلى يوم تتحقّق فيه العدالة ، بفتح من الله تعالى عليهم ، وعند ذلك سيأذن الله تعالى للإمام بالظهور ، ويأمره بإقامة العدل والحكم بالقسط .
ثانياً : لم يقرأ جامع الأسئلة صفحة واحدة من تاريخ الأئمّة السابقين ، حيث قتل أكثرهم ـ إن لم يكن جميعهم ـ إمّا بالسيف وإمّا بالسمّ بأيدي الخلفاء الظَّلَمة .
هذا ما يتعلق بسائر الأئمة(عليهم السلام)، وأمّا ما يخصّ الإمام المهدي (عجل الله فرجه) فإنّ الحكام العباسيين الظلمة قد بلغهم أنّه سيولد من صلب الحسن العسكري (عليه السلام)من يزيل عروش الظالمين ويؤسس حكومة إلهية عادلة.
ولذلك صمّموا على إطفاء نور الله تعالى، كما صمّم فرعون القضاء على نبي الله موسى (عليه السلام)ولذا كانوا يترقبون ولادته للقضاء عليه، ولما توفّي الإمام العسكري خلال حكومة المعتمد العباسي حاصروا جميع البيوت العائدة لأهل البيت وفتشوها حتّى يُلقوا القبض على ولده، ويضعوا خاتمة لحياته، إلاّ أنّهم فشلوا في العثور عليه، وأنجاه الله تعالى منهم، كما أنجى المسيح من يد اليهود.
وبما ذكرنا ظهر بطلان ما قاله السائل: كيف يُقتل وهو طفل صغير؟
[1] . انظر السؤال رقم 26، ص 94 .