یقول الشیعة: إنّ علیّ بن أبی طالب(علیه السلام) باب العلم ، فکیف یجهل حکم المذی ویُرسل للنبیّ(صلى الله علیه وآله) مَن یعلّمه الأحکام المتعلّقة بذلک ؟
الجواب : إنّ حديث «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها» نقله ما يزيد عن مائة وثلاثة وأربعين محدِّثاً سنّياً في كتبهم ، وقد ورد ذكرهم بالتفصيل في كتاب الغدير ([1]) .
فلو اعترض جامع الأسئلة على هذا الحديث فهو يعترض على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)الّذي تواتر قوله ذلك في حق علي.
وأمّا إرسال علي شخصاً للسؤال عن حكم المذي فعلى فرض ثبوته وصحة نقله، فالإمام قد تعلم الأحكام تدريجياً بفضل عناية الله سبحانه
ورسوله الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهذا هو يصف موقعه من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)حيث يقول: «وَلَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُهُ اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّهِ، يَرْفَعُ لِي فِي كُلِّ يَوْم مِنْ أَخْلاَقِهِ عَلَماً، وَيَأْمُرُنِي بِالاِْقْتِدَاءِ بِهِ. وَلَقَدْ كَانَ يُجَاوِرُ فِي كُلِّ سَنَة بِحِرَاءَ فَأَرَاهُ، وَلاَ يَرَاهُ غَيْرِي. وَلَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ وَاحِدٌ يَوْمَئِذ فِي الاِْسْلاَمِ غَيْرَ رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم)وَخَدِيجَةَ وَأَنَا ثَالِثُهُمَا أَرَى نُورَ الْوَحْيِ وَالرِّسَالَةِ، وَأَشُمُّ رِيحَ النُّبُوَّةِ».([2])
ورسوله الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهذا هو يصف موقعه من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)حيث يقول: «وَلَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُهُ اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّهِ، يَرْفَعُ لِي فِي كُلِّ يَوْم مِنْ أَخْلاَقِهِ عَلَماً، وَيَأْمُرُنِي بِالاِْقْتِدَاءِ بِهِ. وَلَقَدْ كَانَ يُجَاوِرُ فِي كُلِّ سَنَة بِحِرَاءَ فَأَرَاهُ، وَلاَ يَرَاهُ غَيْرِي. وَلَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ وَاحِدٌ يَوْمَئِذ فِي الاِْسْلاَمِ غَيْرَ رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم)وَخَدِيجَةَ وَأَنَا ثَالِثُهُمَا أَرَى نُورَ الْوَحْيِ وَالرِّسَالَةِ، وَأَشُمُّ رِيحَ النُّبُوَّةِ».([2])
وهذا هو علي أيضاً يقول: «إذا سألت أجابني وإذا سكت ابتدأني».(2)
وأمّا إرساله شخصاً إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)في مسألة يمكن أن يكون له تفسيرات مختلفة، ويمكن أن يكون أحد تلك التفسيرات لكي يُفهم الناس، أنّ ما يقوله قد وصل إليه من شخص النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)لأنّه هو صاحب الشريعة.