مدیر مؤسسة دار القرآن بالکوفة :
القرآن الکریم برنامج حیاة ولا یمکن أن نجعل منه قرآن تجوید أو قراءة فحسب
أکد رئیس مؤسسه دار القرآن الکریم فی الکوفة أن للقرآن الکریم نظرةً حول کل سلوکیاتنا وحول کل الأمور التی نعیشها ولذلک لا یمکن أن نجعل من القرآن، قرآن تجوید أو قرآن حفظ فحسب، إنما یجب أن یصبح مفهوماً سائداً فی کل العالم حتى یفهم العالم أن الإسلام یحمل دستوراً لا یمکن أن یحمله أی دین أو دستور فی العالم.
و أفاد موقع الحج أن الناشط القرآني العراقي و مدير مؤسسة دار القرآن الكريم بالكوفة ورئيس مؤسسة «الحكمة» الثقافية بالنجف الأشرف، «السيد حمزة الموسوي الكوفي»، أشار في حديث مع وكالة الأنباء القرآنية الدولية (ايكنا) انه كلما أردنا أن نتحدث عن مسئلة القرآن الكريم لا نستطيع ان نستوفي جزءاً واحداً من كتاب الله.
وفي معرض حديثه عن كيفية التصدي الى كل الإساءات التي تطلق ضد القرآن الكريم، من خلال تنظيم المسابقات والمؤتمرات الدولية للقرآن الكريم قال سيد حمزة الموسوي: اننا نستطيع ان نتصدي للإساءات التي تطلق من الخارج من خلال حديثنا عن المرأة في القرآن الكريم مثلاً وهذا موضوع كبير ومهم كما يمكننا ان نتكلم عن الطفل في القرآن الكريم وايضاً يمكننا ان نتكلم عن الشباب أو الأمة في القرآن الكريم ويمكن ان نتكلم عن مواضيع مختلفة ونعلن ماذا يقول القرآن فيها.
وأضاف ان هذه المواضيع التي يمكن لنا ان نطرحها في الخارج هي التي تبين معنى القرآن وعندما نتكلم مثلاً عن السياسة في القرآن أو المواضيع التي قد أشرنا اليها سنجعل من القرآن مكتبة قرآنية سيارة في كل العالم حتى يعرف الجميع ان القرآن يقول كلمته في كل مرافق الحياة وفي كل شئ وننشر هذا العلم والمعرفة القرآنية التي انحرم الأجيال منها.
وأكد مدير مؤسسه دار القرآن بالكوفة ان بعض الأمم لا تفهم عن القرآن شيئاً وانهم يظنون ان القرآن حاله حال الإنجيل والتوراة وغيرها من الكتب التي اندرست بينما القرآن يحوم حول كل العلاقات وكل الأمور وله رأي في كل ما هو موجود في الدنيا ولذلك نحن نؤكد لعلماءنا وللمتصدين في العالم الإسلامي ان يكون القرآن دستوراً لطموحات الفرد من المهد الى اللحد.
وبين رئيس مؤسسة "الحكمة الثقافية" في النجف الأشرف ان للقرآن نظرةً في كل سلوكياتنا وفي كل الأمور التي نعيشها في عصرنا ولا يمكن ان نجعل منه قرآن تجويد أو قرآن حفظ فحسب، بل نريد للقرآن ان يكون مفهوماً سائداً في كل العالم ونريد مراكز تتكلم عن التعاليم القرآنية كما نحن بحاجة الى جامعات تختص بعلوم القرآن حتى يفهم العالم ان الإسلام يحمل دستوراً لا يمكن أن يحمله أي دين أو دستور في العالم.
وحول التطور القرآني ونشر الثقافة القرآنية على مستوي العالم الإسلامي قال سيد حمزة الموسوي الكوفي: انه في الحقيقة الغزو الثقافي الذي غزى الأمة الإسلامية مهما تسعى ان تسير سريعاً لا تستطيع ان تصل الى مستوى سرعة هذا الغزو الذي غزى هذه الأمة ولحسن الحظ ان ثقافة القرآن في هذا العصر أصبحت شائعة في الوسط الإسلامي وخصوصاً الوسط الشيعي.
وأوضح ان الوسط الشيعي أبدع في القرآن الكريم على مر التأريخ ويرى الإنسان أحياناً هذه الطاقات التي انفجرت مؤخراً بعد سقوط الطاغية في العراق يبدأ تفكيره في الحيرة ان كيف يمكن ان يكون هذا الإتجاه خزيناً ومكبوتاً عند هذه الشباب.
وأضاف ان ما نخشاه في هذا التطور القرآني هو ان نعتمد في الثقافة القرآنية على التجويد والأصوات وان هذا موجود ونرى انه مستمر ولكن يجب الإهتمام بالإتجاهات الأخرى ايضاً فإذا حفظنا القرآن الكريم مثلاً ما هي الفائدة في ذلك دون ان نتعلم أخلاق القرآن.
وأكد الموسوي الكوفي ان نحن بحاجة ماسة الى ان نفتتح دورات ومعاهد للتربية والتعليم ولنشر أخلاق القرآن في مدارس القرآن الكريم وان لا نكتفي بالحفظ والتجويد وهذا وان كان جيداً و حسناً ولكن اليوم أصبح شيئاً أكثر من المألوف والذي نخشاه من هذا الإتجاه ان نكون حفظة للقرآن الكريم والقرآن لا يرى في سلوكنا وفي أخلاقنا.
وحول إمكانية نشر الثقافة القرآنية من خلال المسابقات الدولية أو المؤتمرات الدولية للقرآن الكريم قال مدير مؤسسه دارالقرآن بالكوفة: ان هذه المسابقات التي كانت تقام في كل يوم رفعت التهمة عنا بأننا لسنا بعيدين عن القرآن الكريم ولكن ليس بالضرورة ان ترفع التهمة عن إمتثالنا بأخلاق القرآن وأدب القرآن الكريم.
واستطرد سيد حمزه الموسوي الكوفي قائلاً: انه شئ جميل ان أبناء التشيع أخذوا يحملون القرآن على صدورهم ويتسابقون فيه مع الدول الإسلامية ولكن بالإضافة الى هذا لابد ان القرآن يذبل ويهذب السلوكية وكل أعضاء الإنسان ويجعلها تعمل على الإستقامة في هذه الحياة.
وأوضح الرائد في مجال العمل القرآني في العراق ان أصل هذه المسابقات هي مسابقات اعتبرها في غاية الأهمية ولكن علينا ان لا نعطي الأهمية لهذه المسابقات ونترك تأسيس المدارس القرآنية التي تظهر معنى القرآن الكريم وما يريدها منا وماهية القرآن الكريم الذي نحن محسودون عليه من قبل العالم الأوروبي الذي يخاف من القرآن الذي جمع كل شئ في هذه الدنيا ولذلك يجب ان يكون اهتمام كل المتصدين للقرآن ولبرامجه ليس هذا وحده بل يجب ان تكون همهم ان يفتحوا مدارس للقرآن الكريم وان هذه المدارس هي التي تظهر معنى القرآن.
واستطرد رئيس مؤسسه الحكمة الثقافية بالنجف الأشرف مبيناً ان الحوزة العلمية على عاتقها مسئولية مهمة في هذا الإتجاه ويجب ان تعمل على إظهار معنى القرآن الكريم من خلال دراسة القرآن لأن كل ما لدينا هو من وحي القرآن.
وتابع موضحاً ان سلوكنا من وحي القرآن وعلاقاتنا من وحي القرآن وان القرآن الكريم هو دستورنا نحن المسلمون ولا يمكننا ان نتمسك بغير القرآن ولكن نحتاج الى مدارس تحتضن القرآن الكريم وتعمل علي تطبيقه.
وحول ضرورة دمج تعاليم القرآن وأحاديث أهل البيت (ع) من خلال البرامج الهامشية للمسابقات الدولية للقرآن الكريم قال سيد حمزه الموسوي الكوفي: ان تعاليم أهل البيت (ع) وكلماتهم القصار وكل شئ تحدثوا به الى شيعتهم هو من وحي القرآن وكل شئ أمروا به من وحي القرآن الكريم ولكن وللأسف ان ليست لدينا مدارس قرآنية تعمل على تفعيل تعاليم القرآن الكريم وأهل البيت (ع) ونحن بحاجة ماسة الى فتح مدارس تتبني أقول أهل البيت (ع) لأن القرآن الى جانب كلمات أهل البيت (ع) يسيران في طريق واحد نحن بحاجة ماسة اليه.
وحول مشاركة النساء في النشاطات القرآنية علي مستوى العالم الإسلامي ما اذا كان لمشاركتهن أي أثر في نقل صورة ايجابية عن الدين الإسلامي قال ان مشاركة النساء في النشاطات القرآنية أمر ايجابي ومن شأنه ان يعطي صورة ايجابية عن الدين الإسلامي وان مع هذه المشاركة.
وقال الموسوي الكوفي مشاركة النساء لها آثار ايجابية ومهمة وان لمشاركة النساء مكانة ولكن نحن نطمح ان يكون للنساء دور أكبر من ذلك وللقرآن ايضاً نطمح ان يكون له دور أكبر من ان يكون مدرسة جوالة في العالم مبيناً ان لكل ما هو حولنا رأي في القرآن فعلينا ان لا نغفل عن ما يريده القرآن منا في مختلف الأمور.
وأكد مدير مؤسسه دار القرآن الكريم بالكوفة ان هذا الأمر له فروع متعددة وبحاجة الى نقاش ولكن هذا لا يمنعنا من ان تتعلم المرأة القرآن الكريم وهذا شئ لابد منه بغض النظر عن بعض التيارات التي تمنع وتحذر المرأة عن التعليم بحجج قراءة بعض النصوص التي لم تحاكم وان هناك نصوص وارده في السنة يتعلل فيها بعض الأفراد بدون محاكمة وانهم لا يحاكمون النص لأن النص لابد ان يحاكم حتى يمكن ان يعمل به واستخراجه الي الناس ويقول ان المرأة يجب ان لا تتعلم القرآن ولا تخرج من بيتها.
وأوضح ان المرأة بما أنها إنسانة من حقها ان تتعلم القرآن وان تتعلم مفاهيم القرآن ولكن كل هذا بحسب تأكيد القرآن يجب ان يكون في إطار الحشمة وفي إطار الأدب الإسلامي كي لا يخلق المفسدة وحتي علماءنا الأعلام يقولون بذلك جميعاً.
ووختم سيد حمزة الموسوي الكوفي حديثه بالقول ان الأطراف المتشددة التي تتعلل بالنصوص بدون محاكمة النص فهؤلاء إختلط عليهم الأمر وحصلوا على هذا الميراث من غيرهم وأخذوا لا يتنازلون عن هذا الميراث الذي هو خلق شيئاً سيئاً في سمعة الإسلام الذي يريد للمرأة ان تتعلم وان تفهم وان تقود الأسرة وان تربي وان تكن مدرسة فكيف ذلك وهي لا تعلم شيئاً من القرآن الكريم لذلك ان توجه الفتيات نحو القرآن الكريم هو خير نهج الا ان الفتيات والشباب اليوم هم يريدون ان يتعلموا ولكن لا يستطيعون ذلك بسبب بعض العراقيل التي تعترضهم.