أستاذ الجامعة العالمیة للعلوم الإسلامیة فی لندن:
ثورة الامام الحسین(ع) ثورة الهیة وکلما تقادم علیها الزمن تجددت
ثورة الامام الحسین(ع) ثورة الهیة کلما تقادم علیها الزمن تجددت وهذا سر من اسرار هذه الثورة القرآنیة الالهیة کما أن القرآن کلما تقادم علیه الزمن یخلد لوجود سر فی اعجازه.
و أفاد موقع الحج بأن الباحث القرآني العراقي وأستاذ الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية في لندن ، «علي رمضان الأوسي»، أكد ان الثورة الحسينية جسدت جملة من المفاهيم الانسانية مثل الصبر والشجاعة، ورفض الظلم والاستبداد والثورة علي الفساد وبالتالي هذه القيم قيم انسانية يشترك فيها كل الانسان مسلماً كان أو غير مسلم وبالتالي هذا البعد الانساني في هذه الثورة استطاع أن يحافظ علي استمرار النهضة الحسينية هذا من جهة ومن جهة أخري المصيبة التي حلت بالطف ايضاً كانت مصيبة مميزة في عدوانيتها ووحشيتها وفي انتهاك كل حقوق كحقوق الطفل وحقوق المرأة والانسان البريء فهذه كلها ساعدت الي جانب عامل ثالث وهي عامل الهي تكفل بأن ينصر دم الحسين(ع) علي سيف يزيد وبالتالي هذه العوامل الثلاثة تشترك في خلود الثورة الحسينية.
وأشار الي عدم استسلام الامام الحسين(ع) امام ظلم يزيد قائلاً: الامام الحسين(ع) بعد أن وجد اصرار يزيد الفاسق علي سرقة الخلافة الاسلامية ومخالفته علي أخذ البيعة من الامام(ع) قال "الا ان الدعي إبن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة" والسلة يعني يزيد أرادها حرباً علي الحسين(ع) إما أن يقاتله أو يذله والامام الحسين(ع) رفض الذل وتوجه للمقاومة وللمواجهة وذلك لأن المؤمن لاينبغي أن يذل نفسه الا لله سبحانه تعالي، قوله تعالي "ولله عزة ولرسوله وللمؤمنين" وبالتالي لاينبغي للمؤمن ان يذل نفسه.
وأوضح: هذا المفهوم الذي نستلهمه من ثورة الطف في عالمنا اليوم هو اننا يجب ان لانركع امام الظلم وبالتالي لابد أن نقاوم من يريد أن يغتصب حقوقنا ومن يريد أن يسرق ثرواتنا ومن يريد أن يهين كرامتنا فنحن لا نسمح للاستكبار أو جنودهم أو حلفائهم في المنطقة إذا ما أرادوا أن يهجموا ويذلوا ويكسروا شوكة الاسلام فلابد لنا أن نقاومهم بكل ما نملك ومااستطعتم من قوة استلهاماً من القرآن الكريم ومن ثورة الامام الحسين(ع).
وفي معرض رده علي سؤال حول أهمية تجديد ذكري واقعة الطف قال علي رمضان الأوسي: ثورة الامام الحسين(ع) كلما تقادم عليها الزمن تجددت وكلما اخلق الزمان تجدد ذكر الحسين(ع) وهذا سر من اسرار هذه الثورة كما أن القرآن كلما تقادم عليه الزمن يخلد لوجود سر في اعجازه لكي يبقي الي يوم القيامة كذلك الامام الحسين(ع) تضحيته هي في ذات الله وفي خدمة رب العالمين إذن لابد أن يبقي هذا الخلود وهذا الثبات وهذا الاستمرار وهو من ذاتيات الثورة الحسينية.
وبين لنا: بالتالي نحن يجب أن نتعامل مع هذه الثورة الحسينية من خلال هذا المنظور والمنظور ان الثورة خالدة والثورة باقية لذلك صدق من قال الاسلام محمد الوجود والحسيني البقاء لانه لولا ثورة الحسين(ع) استطاعت الاصابع الاموية أن تُحرف الاسلام وتُعطي للناس اسلاما آخر مبني علي الظلم وتقدم الفاسد علي المؤمن وبالتالي يكون لنا دين آخر فلذلك ثورة الامام الحسين(ع) جاءت لتُصحح هذا المسار ولذلك قال الامام الحسين(عليه السلام) "اني لم اخرج أشرا ولا بطرا ولكني خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله(ص)".
وحول كيفية تمتع المسلمين بالتعاليم العاشورائية في عالمنا المعاصر قال الأوسي: طبعا هناك ابعاد متعددة وكثيرة في المنهج العاشورائي يعني لو أخذنا علي سبيل المثال علي صعيد القيم علي صعيد الاخلاق وعلي صعيد وحدة المسلمين وعلي صعيد رفض الظلم وعلي صعيد الوقوف صفاً واحداً أمام العدو كل هذه القيم تحملها الثورة.
وأكد: هذه الثورة الحسينية فيها من القيم فلابد أن نتمثلها وندرسها وأنا اعتقد نحتاج في هذا السياق للمزيد من مراكز البحوث والدراسات في الشأن الحسيني والي الان لاتوجد مراكز حقيقية تهتم بهذا الشأن لأن الحسين(ع) ثراث وثروة وثورة وقيم ونهضة وحضارة لابد أن نكتشف هذا الوجود الحسيني وللاسف الشديد أن هناك من يستبدل مثل هذه الأدوات بأدوات التطبير والمشي عي الجمر وامثال ذلك التي هي لم تكن هي شعائر حقيقية ولايمكن أن تكون الشعائر لاننا لا نريد أن نجلد ذاتنا بل انما الحسين(ع) أراد أن نستفيد من الثورة لنبني الحضارة والدولة.
وأشار في الختام الي ضرورة اقتداء الشعوب المظلومة بالثورة الحسينية التي تطالب بالحرية و الاستقلال قائلا: طبعا من شعارات الثورة الحسينية هي الدعوة الي احترام الانسان والدعوة الي حرية الرأي والدعوة الي احقاق الحق وابطال الباطل وهذه شعارات تحتاجها كل الامم المستضعفة في العالم والشعوب التي هي مضطهدة الان بفعل العمل الاستكباري أو بفعل الفتن الطائفية أو المناطقية أو الاقليمية أو غير ذلك لذلك نستلهم من الامام الحسين(ع) هذه الشعارات وهذا المنهج الذي يرسم لنا الطريق القوي الذي يأخذ بأيدينا الي التحرر ورفض الظلم والاستبداد.
المصىدر : ايكنا