آیة الله العظمی جوادی الآملی:

القرآن یصنع الحضارة الشریحة القرآنیة بحاجة الی إدارة مدبرة

علق المرجع الدینی البارز للشیعة، آیة الله العظمی جوادی الآملی، علی تورید بعض المنتجات الزراعیة من الخارج قائلاً: ان الله سبحانه وتعالی جعل الإنسان خلیفة له فی الأرض وأمره بأن یعمر الأرض مؤکداً ان الإنسان اذا کان لایملک هذه المنتجات البسیطة لا یستطیع ان یخلف الله فی الأرض.

و أفاد موقع الحج ان المرجع الشيعي الكبير، آية الله العظمي عبدالله جوادي الآملي، أشار الي ذلك أمس الأحد لدي تفسيره للآيات 37 لغاية 40 من سورة "فاطر" المباركة في جامع قم المقدسة قائلاً ان هذه الآيات تتحدث عن القيامة.
وأضاف ان القيامة تمهد الي إتمام العلم ولا تمهد الي تكامل العمل أي ان الإنسان لا يستطيع ان يتم عمله يوم القيامة مبيناً ان الإنسان يوم القيامة يعرف الحق ويتكامل علمه فيقول "رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا" ولكن عمله لا يتم ولا يكتمل فينادي ربه قائلاً "فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا".
وأكد المرجع الشيعي والعالم الإيراني الكبير ان الآخرة ليست موقعاً للإيمان والعمل الصالح والفعل بما أمره الله سبحانه وتعالي لأن هذه الأمور تستوجب وجود الشريعة والشريعة توجد في الدنيا لا في الآخرة وعندما يكون هنالك تكليف وأوامر إلهية ورسالة فإنها دليل علي وجود شريعة والشريعة تدل علي الدنيا وهذا ما يميز الدنيا والآخرة.
وفي معرض تفسيره للآية 39 من السورة "هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ" ان الله سبحانه وتعالي سخر الأرض وأنعم علي الإنسان بنعمة التدبير والتعقل وجعل الإنسان مديراً وهي صفة من صفات الله عز وجل وطلب من الإنسان أن يعمر الأرض قائلاً "هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا" (هود / 61).
وأردف آية الله العظمي جوادي الآملي ان الإستعمار من أكثر المفردات القرآنية قدسية ولكنها أصبحت من أقبح المفردات عندما إستخدمها الظالمون وانها تعني ان الله سبحانه وتعالي قد زين العالم برمته بالعلم وأعطي التدبير للإنسان وأراد للإنسان ان يعمر الأرض وان لا يكون بحاجة الي الآخرين.
وتابع المرجع الشيعي الكبير ان هذه المفاهيم القرآنية اذا كانت مفعلة في المجتمعات حين ذاك لم يكن هنالك أي معني للعقوبات والحظر الذي تفرضه بعض الدول علي البعض الآخر وان كان مجتمعنا قرآنياً وان التعاليم الإلهية كانت مفعلة في مجتمعنا بصورة صحيحة فلا نكون بحاجة الي أي دولة والي أي جهة. المصدر : ايكنا