"مُجالسة الشیعة" جریمة یعاقب علیها القانون فی السعودیة

الناشط مخلف الشمری حکمه القضاء السعودی بالسجن سنتین "لمجالسته الشیعة".
و أفاد موقع الحج أنه تميط وثيقة رسمية صادرة عن دوائر القضاء السعودي، اللثام عن التحريض "الرسمي" الذي تبيحه القوانين في هذا البلد الذي تحكمه عائلة مالكة متحالفة مع الوهابية التكفيرية، على الشيعة في السعودية، حيث تشير وثيقة " قضائية" صادرة في 03/11/2014 الى ان مجالسة المسلمين الشيعة، عقوبة يعاقب عليها القانون.
وفي تفاصيل الوثيقة (انظر الصورة المرفقة)، ان القضاء السعودي اصدر في ذلك التأريخ، حكما بالسجن سنتين و 200 جلدة على الناشط الحقوقي مخلف الشمري لعدة أسباب ابرزها "مجالسته للشيعة".
وكان الشمري قد اُعتقل ثلاث مرات نتيجة لنشاطه الحقوقي والإنساني وقد أفرج عنه بكفالة محاميه أحمد السديري بتاريخ 24 شباط 2012 بعد أن أمضى 21 شهرا دون محاكمة بتهمه "إزعاج الآخرين" من دون تحديد من هم الآخرون، وماهي الكيفية في إزعاجهم.
وترأس الشمري في 2008 وفدا من الطائفة السنية، وقاموا بالصلاة خلف الامام الشيعي، الشيخ حسن الصفار بمسجد في القطيف شرق السعودية في سابقة هي الأولى من نوعها بالسعودية. و اعتبره المراقبون ذلك حدثا غير عادي، حين ظهر الشمري في الصلاة وهو يضع العلم السعودي كربطة عنق تعبيرا عن الوحدة الوطنية، ما اثار حنق المتشددين السنة الذين حاولوا قتله في منزله بالسلاح الأبيض في منتصف النهار في ظل غياب تام للحماية، رغم الخطر الذي يتهدد حياته.
ويؤكد الاستنتاج، بان الكراهية الدينية التي تتبناها الوهابية منهجا، رأيٌ للمنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، التي تعتبر إن التفجيرات التي حدثت في السعودية هي نتيجة لممارسات التكفير و التحريض والكراهية التي تشترك فيها مؤسسات رسمية منها وزارة الداخلية، و وزارة الشؤون الإسلامية، والأوقاف والدعوة والإرشاد، و وزارة الثقافة الإعلام، و هيئة كبار العلماء و حتى وزارة العدل.
من هو مخلف الشمري ؟
يقول بحث موقع "المسلة" عن مخلف الشمري، بانه كاتب وناقد سعودي، اشتهر بالصراحة والجرأة ومحاربة الفساد والتطرف الديني ومشكلة البطالة و المطالبة بحقوق المرأة والاقليات الدينية، والدعوة إلى العدالة الاجتماعية، وانتقاد حالات الفقر في بلاده وانتقاد ممارسات المتشددين واستخدام الدين وسيله للثراء السريع.
ودأب الشمري على انتقاد التشدد الديني والتكفير والأقصاء والتمييز والفتنة الطائفية والقمع، داعيا إلى التآخي بين المسلمين السنة و الشيعة، واعتبار المواطنين الشيعة والطائفة الاسماعيلية مواطنين متساويين مع المواطنين السنة بالحقوق والواجبات الأمر الذي أثار غضب المتشددين ضده.
وبعد هذه الخطوة، تعرض الشمري وعائلته إلى هجوم إعلامي غير مسبوق في مواقع الإنترنت واتهامه بالكفر والزندقة، والدعوة إلى قتله.
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قالت في 14 يوليو/تموز 2010، إن على الادعاء السعودي التراجع فوراً عن اتهاماته المنسوبة إلى الشيخ مخلف الشمري. وقالت المنظمة انها اطّلعت على نسخة من ملف السجن الخاص بالشمري، وفيه مخالفة "إزعاج الآخرين" بصفتها التهمة المنسوبة إليه، لكن تحذيرات المنظمة ذهبت ادراج الرياح، ومضت السلطات القضائية في اتخاذ قرار سجنه في 2014.