مراجع الدین فی النجف یدینون تفجیر الکویت

استنکر مراجع الدین العظام فی مدینة النجف الأشرف العمل الإرهابی الذی استهدف المصلین فی مسجد الإمام الصادق (ع) بدولة الکویت، موقعاً عشرات الشهداء ومئات الجرحى. واظهر مراجع النجف تعاطفهم ومواساتهم لذوی الضحایا والجرحى.
و أفاد موقع الحج نقلا عن العهد أنه في بيان له بهذا الشان، خاطب المرجع الديني السيد علي السيستاني عوائل الضحايا قائلا :"إننا اذ نشاطركم الحزن والأسى في هذا المصاب الجلل ونعزي العوائل المفجوعة بفقد أحبتها، نسأل الله العلي القدير أن يتغمد هؤلاء الأحبة بالرحمة والرضوان، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، ويمن على الجرحى والمصابين بالشفاء والعافية، ويحفظ جميع بلاد المسلمين من شر الأعداء وكيد الفجّار،انه أرحم الراحمين".
فيما عدّ السيد محمد سعيد الحكيم التفجير "جزءًا من مسلسل إرهابي متواصل يستهدف اتباع اهل البيت عليهم السلام في المنطقة، مطالبًا المنظمات الدولية بالوقوف امام انتهاكات تنظيم "داعش" الارهابي وملاحقة المسؤولين عنها والداعمين لها حفاظًا على السلم الاهلي في تلك البلدان والمنطقة.
وطالب المرجع الديني السيد الحكيم "الجهات الرسمية ان تتحمل مسؤوليتها في الدفاع عن مواطنيها، كما طالب المنظمات الدولية ان تقف أمام هذه الانتهاكات الخطيرة والتي هي من أبشع جرائم الإبادة الجماعية، وملاحقة المسؤولين عنها والداعمين لها حفاظًا على السلم الاهلي في تلك البلدان والمنطقة ودفعًا لمخاطر هذه الجرائم على الامن في هذه المنطقة والعالم".
من جانبه، اعتبر المرجع الديني الشيخ بشير النجفي أن "العمل الارهابي الذي استهدف مسجد الامام الصادق في الكويت يمثل جزءًا من مسلسل اجرامي، وهو إن دل على شيء فأنما يدل على أن هؤلاء الحمقى يكشفون أنفسهم وبعدهم عن الله تعالى وعن شريعته الغراء".
عم استنكار واسع بين النخب السياسية والإعلامية والاوساط الشعبية للتفجير الذي استهدف مسجد الامام الصادق(ع) بمنطقة الصوابر في الكويت، الجمعة الماضي، خلال صلاة الجمعة، والذي اوقع عدد من الشهداء والجرحى بين المصلين.
صرح موقع المسلة أن البيان الذي اصدره داعش بشأن تفجير مسجد الامام الصادق(ع)، يفوح بالطائفية المقيتة التي يتبرأ منها اهل السنة.
وتداول ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" الجدل عن تفجير المسجد، داعين إلى محاربة الإرهاب والقضاء عليه.
و كتب عادل العازمي على مدونته في "تويتر"، ان "منهج اهل السنة والجماعة بريء من هذه الافعال الاجرامية".
وكتبت كوثر المسلم في دوينة على موقعها في "تويتر" ان "البيان الذي اصدره داعش بشأن تفجير مسجد الامام الصادق(ع)، يفوح بالطائفية المقيتة التي يتبرأ منها اهل السنة".
وكتب سعد العنزي في تدوينة "أرادوها فتنة، ولم يزيدنا هذا التفجير الا تلاحم".هذا وقد اطلق كويتيون بعد تفجير مسجد الامام الصادق(ع) حملة للتبرع بالدم للجرحى.
فيما كتب مالك الاحمد تدوينة "التعايش بين السنة والشيعة كان قائما منذ مئات السنين رغم اختلافهم في كافة دول الخليج الفارسي".
وكتب وسام إبراهيم تدوينة "الإرهاب لا يمكن ان يتم تصديره من الخارج مالم تكن لديك الحواضن والمروجين".
واعلن تنظيم داعش في "ولاية نجد"، الجمعة الماضي، مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري الذي استهدف مسجد الإمام الصادق(ع) في الكويت.
وقال التنظيم في بيان نشر على مواقع "ارهابية" وأوردته وسائل اعلام، وتابعته "المسلة"، إن المهاجم ويدعى "أبو سليمان الموحد" استهدف المسجد وأسفر عن "مقتل واصابة العشرات".
وكان المسجد بحي الصوابر مكتظا بنحو ألفي مصل أثناء صلاة الجمعة عندما وقع التفجير.
وقال خليل الصالح عضو مجلس الأمة الكويتي إن المصلين كانوا راكعين في الصلاة عندما وقع انفجار مدو حطم الجدران والسقف.
وأضاف أن انتحاريا بدا أن عمره أقل من 30 عاما نفذ الانفجار وأنه رأى عدة جثث ملطخة بالدماء على الأرض
وأثار تفجير مسجد الامام الصادق(ع) في الكويت ردود افعال دولية وعربية، واستنكر رئيس الوزراء حيدر العبادي، الجمعة الماضي، التفجير الانتحاري الذي استهدف مسجد الإمام الصادق(ع) في الكويت، وفيما دعا الى تكاتف جميع جهود دول المنطقة، حذر من أنه لن يكون أحد في مأمن من "الإرهاب".
وكان تنظيم داعش الارهابي قد تبنى في نهاية آيار الماضي، تفجير مسجد للشيعة في مدينة الدمام بالسعودية، لافتا إلى أنه هجوم استهدف "صرحا من صروح الشرك".
وفي البحرين اعلن مجموعة من الناشطين بتنظيم حراسات على المساجد الشيعية خوفا من استهدافها بعد محاولات بالتهديد بتفجيرها بعد احداث تفجير المساجد في السعودية، فيما استنفرت الاجهزة الامنية في البحرين تحسبا لأي طارئ يحدث.
وكان مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية، في تموز الماضي اعلن ان عدد المساجد التي تعرّضت للهدم والتفجير على أيدي تنظيم داعش تجاوزت الخمسين مسجدًا في كلٍ من سوريا والعراق واليمن والسعودية.
وأكد المرصد أنّ التنظيم يحارب بيوت الله ويهدمها ويفجّرها في مسعى منه لاستهداف أكبر تجمع من المواطنين، إضافة إلى كونها أماكن يصعب تأمينها، بما يجعل التنظيم الإرهابي يسعى بصورة جادة لاستهداف مخالفيه عبر أتباعه من الانتحاريين.
وأوضح المرصد أنّ تنظيم داعش يخدع أتباعه بمبررات شرعية واهية لإقناعهم بجرائمه التي يقومون بتنفيذها، حيث يسوق لهم شبهات ينكرها الشرع الإسلامي بهدف إقدامهم على تفجير أنفسهم ظنّاً منهم الحصول على أجر الشهادة.
وتتعرض المساجد الشيعية في مناطق الخليج الفارسي بين الحين والأخر، الى استهداف متكرر من قبل التنظيمات الارهابية المتطرفة، فيما دعا ناشطون الى ضرورة ايجاد حل وحماية لتلك المساجد.