لدى استقباله جمعا من طلبة الجامعات...

الإمام الخامنئی : أمریکا تجسید للغطرسة ومقارعة الاستکبار من ثوابتنا ولن تتوقف

وصف قائد الثورة الاسلامیة سماحة آیة الله العظمى الامام السید علی الخامنئی ، الولایات المتحدة بأنها تجسید حقیقی للغطرسة العالمیة واعتبر مقارعة الاستکبار العالمی من مبادئ الثورة الاسلامیة ، وخاطب نحو الف من النخب الجامعیة قائلا : ان مقارعة الاستکبار تعد من مبادئ الثورة وثوابتها الاساسیة ، ولن تتوقف .

و أفاد موقع الحج بأن سماحة القائد المعظم استمع خلال لقائه مساء السبت حشود الجامعيين على مدى 4 ساعات ، الي الهواجس و المطالب و الانتقادات والمقترحات المطروحة من قبل الطلبة الجامعيين ، و تحدث اليهم حول مختلف القضايا ، و منها الهدفية و مستلزمات تاثير التنظيمات الجامعية وقضايا المنطقة ومواصلة مقارعة الشعب الايراني للاستكبار العالمي والقضايا الجامعية اليوم . ووصف القائد الخامنئي الشريحة الطلابية الجامعية بانها شريحة ممتازة وقال ان الواجب الاهم للشريحة الطلابية الجامعية ، هو الهدفية ، التي رفض ان تكون مناقضة للواقعية .
واوضح الامام الخامنئي قائلا ان التحفظ يعني الاستسلام امام كل واقع فيما الهدفية تعني الافادة الصحيحة من الحقائق الايجابية و مكافحة الحقائق السلبية للوصول الي الاهداف الكبري . واعتبر الامام الخامنئي بناء المجتمع الاسلامي و احياء فكر الاسلام السياسي من اهم الاهداف ، واضاف ان الهدف القائم علي الاعتماد علي الذات والاعتقاد بـ«اننا قادرون» له تاثير حاسم في طريق نمو وسمو المجتمع والبلاد . ونوه سماحته الي مقارعة نظام الهيمنة والاستكبار ، كثالث هدف في اطار واجبات الشريحة الجامعية ، واضاف ان السبب الاساس لعداء قوي الغطرسة العالمية للشعب الايراني هو رفض الجمهورية الاسلامية الايرانية القبول بالنظام المبني علي اساس المهيمِن والمهيمَن عليه . كما اعتبر الامام الخامنئي «المناداة بالعدالة» و«نمط الحياة الاسلامية» و«الدعوة للحرية الحقيقية وليست الغربية» و«التطور العلمي» و«العمل الدؤوب وتجنب الكسل» و«اسلمة الجامعات» من المؤشرات الاخري لهدفية المؤسسات الجامعية . واكد الامام الخامنئي ضرورة اصرار الجامعيين علي الاهداف وتكرارها باستمرار لتتحول الي خطاب جامعي ، و من ثم خطاب عام وعندها تعطي ثمارها في التاثير علي المسؤولين والمراكز الحكومية في اتخاذ القرار. واعتبر الامام الخامنئي تجنب "السطحية والبحث بعمق في المفاهيم الاسلامية" اولي ضرورات التنظيمات الجامعية ، وانتقد في هذا الاطار بعض الشعارات والتصريحات التي تحمل ظاهرا اسلاميا لكنها تحمل شيئا اخر في باطنها . وفي هذا السياق اشار القائد الخامنئي الي عبارة "الاسلام الرحماني" الرائجة هذه الايام ، و تساءل قائلا : هل ان المقصود هو التعامل برحمة فقط مع جميع البشر خلافا للقرآن الكريم الذي قسّم البشر الي مؤمن وكافر وصديق وعدو؟ والتعامل مع الذين يعادون الاسلام والشعب الايراني بمحبة ومودة خلافا لاوامر الباري تعالي؟. واضاف : هل ان عبارة "الاسلام الرحماني" نابعة من الليبرالية الغربية ؟ وتابع القول : اذا كان الامر كذلك .. فان هذه العبارة لا هي اسلامية ولا حتي رحيمية وعطوفة، لان اساس الليبرالية هو الفكر الفردي المبني علي اساس نفي الباري تعالي والقيم المعنوية والمرتكزة علي اركان مصالح المجاميع القوية. وفي نقده لقضايا يُطلق عليها "القيم الاميركية" ، قال سماحته ان نزعة نظام الهيمنة في السيطرة والنهب تعود في جذورها لهذه القيم الاميركية علما بان النقاط الجيدة لهذه القيم قد لفها النسيان في سلوك الهيمنة لدي المسؤولين الاميركيين ، و اذا كانت عبارة "الاسلام الرحماني" تشير الي مثل هذه القضايا فانها خاطئة مائة بالمائة ولا علاقة لها بالاسلام الحقيقي. واعتبر الامام الخامنئي الحضور والنفوذ المذهل والمعنوي لايران الاسلامية في المنطقة من الحقائق الاخري التي ينبغي للتنظيمات الجامعية الاهتمام بها، لافتا الي ان الاميركيين والرجعيين في المنطقة يطرحون بحسرة واسف في اجتماعاتهم السرية هذه القضية الا انهم لا يمكنهم فعل شيء ما. و في جانب اخر من حديثه ، اشار قائد الثورة الاسلامية الى العدوان السعودي المستمر علي اليمن من خلال القصف الذي مضي عليه اكثر من مائة يوم والمجازر الوحشية ضد ابناء هذا البلد الابرياء والمظلومين جراء القصف ، واضاف : ان الغرب الليبرالي والمتشدق بالحرية لا ينبس ببنت شفة ازاء جرائم السعوديين هذه .. فيما ان مجلس الامن الدولي ادان في واحد من اكثر قراراته خزيا وعارا المعتدي عليهم بدلا عن المعتدين. واعتبر الامام الخامنئي ان السبب الاساس للقصف الذي يطال الشعب اليمني اليوم هو غيظ وغضب السعوديين وحماتهم من نفوذ ايران بالمنطقة ، واضاف : علي النقيض من هذه المزاعم فان نفوذ ايران الاسلامية في المنطقة نعمة الهية وليست مادية او معتمدة علي السلاح ونحن كما قال الشهيد بهشتي نقول للاعداء موتوا بغيظكم وغضبكم. ونصح سماحة القائد التنظيمات الجامعية للخوض في القضايا الاقليمية والدولية ومن ضمنها قضايا اليمن والعراق وسوريا . وفي الرد علي سؤال لاحد الطلبة الجامعيين : ماذا سيكون مصير مقارعة الاستكبار بعد المفاوضات النووية ، اكد القائد الخامنئي ان مقارعة الاستكبار ونظام الهيمنة لن تتوقف ابدا بناء علي المبادئ القرآنية وان اميركا تعتبر اليوم اكبر تجسيد للاستكبار .
ولفت قائد الثورة الاسلامية الي ان المفاوضات الجارية يجري البحث فيها حول القضية النووية فقط ، وقال : لقد قلنا للمسؤولين المفاوضين بانه يحق لهم البحث في القضية النووية فقط ، ورغم ان الجانب الاميركي يطرح احيانا قضايا المنطقة ومن ضمنها سوريا واليمن .. الا ان مسؤولينا يقولون بانهم لا يتفاوضون حول هذه القضايا . و حذر الامام الخامنئي قائلا : اذا كانت بعض الاخبار الواردة حول عودة نشاط التيار الماركسي الي بعض الجامعات صحيحة ، فمن المؤكد ان المال الاميركي يدعم هذا التيار لتشتيت الطلبة واثارة التفرقة بينهم. ونصح الامام الخامنئي بـ"استخدام اساتذة قيميين والامتناع عن استخدام عناصر غير موثوق بها للنظام والشعب والبلاد" ، واضاف ان عناصر كالذين خلقوا تلك الاحداث في العام 2009 (الاحداث التي تلت الانتخابات الرئاسية قبل الماضية) وعارضوا اسلامية و جمهورية النظام ، من دون اي منطق ، لا يمكن الثقة بهم. واعرب الامام الخامنئي عن سروره للقاء الطلبة الجامعيين ، و اعتبر الحضور الحماسي والنشط للطلبة الجامعيين والشباب الايرانيين في سوح مختلف القضايا في البلاد مسالة مهمة تاتي في النقطة المقابلة تماما لتقارير تبثها بعض المراكز الاحصائية المغرضة بدعوي ياس واحباط الشباب الايراني، وقال، ان هذه الكذبة الخبيثة ذريعة للترويج للحريات المنحطة. واعتبر الامام الخامنئي قتل نحو 80 طفلا في اعتداء قام به شاب اوروبي قبل اعوام وكذلك التوجه المتزايد للشباب الاوروبي للانضمام الي داعش للانتحار عبر القيام بعمليات انتحارية انموذجا لياس واحباط الشباب الاوروبي وقال انه بالمقابل يتمتع الشباب الايراني الذي ياتي للشارع للمشاركة في مسيرات يوم القدس العالمي في ظل حر الصيف الشديد و مشاركته في احياء ليلة القدر ، بالنشاط والحيوية وهو بعيد كل البعد عن الياس والاحباط .
المصدر: تسنيم