ع.جایجیان- الوفاق/
من جدید جرائمهم..!!

رغم انقضاء نحو اسبوع علی کارثة منی، فإن تداعیاتها لا تزال تتفاعل وتلقی بعبئها الجسیم بسبب المشهد المأساوی الذی حدث لسوء تدبیر السلطات السعودیة واستخفافها بأرواح ضیوف الرحمن الذین ذهب الآلاف منهم ضحیة اللامبالاة المستمرة حتی الیوم بفعل تهرب النظام السعودی من الاعتراف بمسؤولیته فیما وقع، ولتحریکه وسائل اعلامه وادواته التی تدار بأموال النفط، لإلقاء التبعة علی الآخرین من إجل إبعاد أصابع الاتهام عن نفسه.
وكان جليا بأن هذا الاعلام المُسيّر والمتفاني والبارع في تلفيق الاكاذيب والمبررات، كما هو حاله في كثير من القضايا والأزمات القائمة بالمنطقة، يجد ضالته في ايران التي يتهمونها زورا أنها وراء ما يجري في المنطقة!!! فقد شرعت هذه الماكنة الاعلامية منذ اللحظات الأولي للكارثة بتسويق مبررات وأكاذيب لإلقاء الذنب علي الآخرين في وقوع المأساة، فأبدعت في تلفيق الروايات، حيث عزت مقتل الآف الحجاج الي القضاء والقدر، وهي قمة الغباء في التغطية علي مسؤولية السلطات السعودية، كما إدعت بأن الحجاج الايرانيين كانوا يسيرون عكس الاتجاه و... لإلقاء الذنب علي الآخرين وبالتحديد الايرانيين الذين قدموا العدد الاكبر من الضحايا والمفقودين ومن بينهم دبلوماسيون ، ربما تعرضوا للاختطاف حسب بعض التقارير، ما يؤكد ان هناك تصميماً مسبقاً لمثل هذه العملية ولإتهام ايران في الحادثة التي تشير كثير من الوقائع انهم السبب في وقوعها وفبركتها للثأر من ايران، تعويضا عن خسائرهم وهزائمهم امام اليمنيين المتهمين ايضا بالوقوع تحت التأثير الايراني. ان استشهاد الآلاف من حجاج بيت الله الحرام ليس بموضوع هيّن ينساه المسلمون ببساطة، وليست هي المرة الأولي التي تقع فيها مثل هذه الكارثة ولن تكون الأخيرة في ظل سوء الادارة السعودية، ولابد لمنظمة التعاون الاسلامي التي شُكّلت أساسا للإهتمام بشؤون المسلمين أن تجد السبيل الأمثل لمنع تكرار هذه الوقائع المأساوية، عبر ادارة اسلامية تشعر بالمسؤولية تجاه حياة ضيوف الرحمن وأرواحهم. ولكن علي الرغم من فداحة الفاجعة التي لحقت بالأمة الاسلامية في ضحايا مني، فان الآلة الاعلامية وابواقها تواصل إختلاق المبررات والروايات لتنزيه النظام السعودي مما حصل، فقد طلع علينا مفتي السعودية. وفي أحدث رواية أُوحيت إليه، بوصف آل سعود انهم صفوة الله، زاعما ان الآخرين يحسدونهم لهذا السبب!! مما يدفع الي التساؤل؛ كيف توصل هذا المفتي الي ان آل سعود صفوة؟ فهل أوحي إليه ذلك، أم وراء كلامه غاية في نفسه لم يفصح عنها لإبعاد أصابع الإتهام التي يوجهها لآل سعود ليس المسلمون والعرب وحدهم بل العالم ايضا، ربما يريد التأكيد علي رواية القضاء والقدر اذا لم يكن يبغي هدفاً آخر من وراء كلامه؟