شعبنا العاشورائی یحیی «الیوم الوطنی لمقارعة الاستکبار »

أحیا أبناء الشعب الایرانی العاشورائی الیوم الاربعاء ، «الیوم الوطنی لمقارعة الاستکبار العالمی» عبر المسیرات الملیونیة التی شهدتها الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة حیث تعالت صرخات «الموت لأمریکا» الى عنان السماء احتجاجا علی المؤامرات التی دبرتها أمریکا ضد شعبنا المسلم الغیور منذ خمسینات القرن الماضی.
و أفاد موقع الحج بأن أبناء العاصمة طهران انطلقوا في مسيراتهم من جامعة طهران في طريقهم الي وكر التجسس الامريكي وهم يرددون هتافات "الموت لأمريكا" و "الموت لـ«اسرائيل»" و "الموت لآل سعود" ، كما كرروا عاليا صرخة امامهم الشهيد الحسين يوم عاشوراء : "هيهات منا الذلة" .
و حمل الطلبة الجامعيون لافتات كتب عليها شعارات مناهضة لأمريكا و التحقوا بأقرانهم الذين تجمعوا أمام وكر التجسس الامريكي الذين استمعوا الي كلمة الدكتور فريدون عباسي أحد الأعضاء السابقين للفريق النووي الايراني قبل ان يتحدث بعده المدعي العام للبلاد حجة الاسلام و المسلمين السيد ابراهيم رئيسي. كما ردد المشاركون في مسيرات اليوم شعارات تدعو وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف الي توخي الحيطة و الحذر من كيد الأمريكان وعدم ارتكاب الخطأ الذي ارتكبه الدكتور مصدق لثقته بالأمريكان .
ورفع المتظاهرون في مسيرات اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار لافتات تحذر من التغلغل السياسي و الاقتصادي الأمريكي و تدعو المسؤولين الي التحلي باليقظة والحذر من الاطمئنان علي أمريكا الناقضة للعهود والناكثة للوعود ، و أعلنوا دعمهم لقائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله العظمي الامام الخامنئي مجددين معه العهد والميثاق .
و تم عرض أحدث الصواريخ البالستية في التجمع الذي تم تنظيمه أمام وكر التجسس الامريكي اضافة الي عرض عدد كبير من مجسمات صاروخ «عماد» البالستي البعيد المدي الذي تم اختباره بعد المفاوضات النووية بين ايران ومجموعة 5+1 في الايام الأخيرة .
وأحرق المشاركون في هذه المسيرات المعادية للادارة الامريكية ، العلمين الامريكي والصهيوني احتجاجا علي الجرائم التي ترتكبها أمريكا و الكيان الغاصب ضد الشعوب الاسلامية بينها الشعب الفلسطيني الاعزل.
و أكد مسؤول التعبئة الطلابية في جامعة شريف الصناعية احسان ايران منش أن الطلبة الجامعيين شاركوا في المسيرات اليوم من مختلف جامعات البلاد كي يطلقوا شعار /الموت لأمريكا/ والتأكيد علي خلود هذا الشعار الذي لن يندثر.
أما وكيل تنظيمات اتحاد الجمعيات الاسلامية للطلبة المستقلين ميكائيل دياني فقد أشار الي المشاركة الفاعلة للطلبة في هذه المسيرات العظيمة معربا عن بالغ شكره لهذه التنظيمات .
وردد المشاركون في مسيرات اليوم شعارات ضد نظام آل سعود ودانوا هذا النظام الوهابي لممارساته الاجرامية لدي تجمعهم أمام وكر التجسس الامريكي السابق . وأشار النائب عن أهالي طهران في مجلس الشوري أحمد توكلي الي المشاركة الغفيرة في مسيرات اليوم مشددا علي أن نداء الشعب الايراني في هذه المسيرات هو الصمود أمام السياسة التوسعية للولايات المتحدة الأمريكية . وأكد أن سبب تجمع الطلبة في مسيرات اليوم هو خيانة أمريكا للشعب الايراني من خلال دعم الشاه الذي ارتكب الكثير من الظلم ضد شعبه ما أدي الي احتلال الطلبة وكر التجسس الامريكي احتجاجا علي هذا الدعم.
وافاد مراسلو وكالة تسنيم بأن مراسم «اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي» الذي يصادف 4 تشرين الثاني / 13 آبان بدأت صباح اليوم في كافة أرجاء ايران الاسلامية ، انطلاقا من جامعة طهران ، و بالاتجاه نحو المبنى السابق لوكر التجسس الامريكي بالعاصمة طهران، بمشاركة شخصيات سياسية وعسكرية و جموع كبيرة من المواطنين ، حيث تعالت في سماء الوطن صرخات "الموت لأمريكا" و "الموت لـ«إسرائيل»" و "الموت لآل سعود" و "هيهات منا الذلة" و "يا ظريف .. الحذر الحدر" ، معلنين استنكارهم وتنديدهم بجرائم امريكا ضد الشعب الايراني .
يشار الى ان هذا اليوم 13 آبان / 4 تشرين الثاني من العام 1979 ، قام الطلبة الجامعيون السائرون على نهج الامام الخميني ، باقتحام وكر الجاسوسية السفارة الامريكية السابق بطهران واحتجاز موظفي السفارة "الجواسيس" بعد الاستيلاء عليه ، الى ان تم اطلاق سراحهم بعد 444 يوما ، ما اعتبره المراقبون "الثورة الثانية" في عمر الثورة الاسلامية ، وهو ذات اليوم الذي تم فيه ابعاد الامام الراحل الى منفاه في العام 1963 من قبل النظام الشاهنشاهي المقبور .
و كان مجلس تنسيق الاعلام الاسلامي ، دعا في بيان أبناء الشعب الى المشاركة في هذه المسيرات الوطنية ، و اطلاق شعار الموت لأمريكا ، ليدوي من جديد أكثر من أي وقت مضى بسماء البلاد احتجاجا علي الجرائم الامريكية والمؤامرات التي تحوكها ادارة البيت الابيض ضد الشعب الايراني المسلم قبل وبعد انتصار الثورة الاسلامية .
وشدد بيان مجلس تنسيق الاعلام الاسلامي على أن يوم الله 13 آبان يعتبر تجليا حقيقيا لنداء عاشوراء التاريخي ورمزا مقاومة أبي الاحرار الامام الحسين (ع) أمام قوي الشر الذي كان يتمثل آنذاك بطاغية عصره يزيد ويتجلي اليوم بالشيطان الاكبر أمريكا وعملائها قوى الشيطان والانظمة الطاغوتية .
وأكد البيان أن مراسم "اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي" ستكون مناسبة جديدة لمواصلة اطلاق شعار "الموت لأمريكا" احتجاجا على نزعتها العدوانية ضد الدول المستقلة و التواقة للحرية في العالم ، و سيواصل شعبنا ترديد هذا الشعار دفاعا عن الشعوب التي تريد الحصول على الاستقلال و الحرية بأرجاء المعمورة. واضاف البيان "ان شعار الموت لأمريكا و الموت لبريطانيا والموت للصهيونية و«اسرائيل» والموت للاستكبار بات اليوم الشعار العاشورائي الذي يطلقه الشعب الايراني تلبية لنداء أبي الضيم الامام الحسين (ع) في يوم عاشوراء عندما صرخ قائلا : "هيهات منا الذلة" ، حيث سيبقى نداؤه الخالد "هل من ناصر ينصرني" مدويا علي مر الدهور و العصور" .
و افاد موقع الحج ان البيان الختامي لمسيرات اليوم ، الذي تمت قراءته امام وكر التجسس الامريكي السابق بطهران ، دعا في الوقت ذاته المسؤولين الايرانيين الى عدم التغافل عن الاعداء الرئيسيين وخاصة اميركا الحاقدة .
و اعتبر البيان ، الوحدة و التضامن والتلاحم الوطني حول "ولاية الفقيه" واتباع توصيات الامام الخميني الراحل (رض) والارشادات الحكيمة لقائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي ، تشكل صمام الكرامة والعزة وتقدّم البلاد ، وتعد اهم عامل في هزيمة وفشل معسكر الاستكبار في جميع المجالات.
و قال البيان أن المشاركين في المسيرات ضد الاستكبار، لايزالون يعتبرون اميركا هي الشيطان الاكبر ومقارعة الاستكبار منطقية الطابع وحكيمة وتستند الى تجارب تاريخية وعقائدية، مشددين على ضرورة الالتزام الكامل بالشروط والملاحظات الاستراتيجية والثاقبة لقائد الثورة الاسلامية فيما يخص تطبيق الاتفاق النووي وأن اي حياد عن الموضوع، يعد تغافلا عن المصالح الوطنية وتضييعا لحقوق الشعب الايراني .
واعتبر البيان أن الشعب الايراني يرى ان ظاهرة "داعش" و الارهاب التكفيري في المنطقة ، وليدة للسياسات العدائية الاميركية في المنطقة بهدف ضمان امن الكيان الصهيوني المحتل، مدينا في الوقت ذاته الاجراءات التدخلية لحماة الارهاب في العراق وسوريا .
ولفت البيان الى أن الشعب الايراني المسلم ، يرى لكارثة مشعر منى في موسم الحج المنصرم ، التي سقط خلالها عدد كبير من حجاج بيت الله الحرام، دليلا على سوء ادارة وعدم كفاءة نظام آل سعود، مؤكدا على عدم نسيان هذه الجريمة الكبرى وضرورة إعادة نظر الدول الاسلامية بشان ادارة مناسك الحج لتأمين سلامة الحجيج .
وادان المتظاهرون قتل الشعب اليمني المضطهد، في ظل صمت مطبق من المجتمع الدولي و بدعم اميركي مجرم ، معتبرا أن تواصل وتيرة قتل الاطفال و جرائم ال سعود ، بداية لاتساع نطاق النفور والاستياء من النظام السعودي ومقدمة لزواله. واكد البيان أن الشعب الايراني الأبي، يعتبر نصرة الشعوب المظلومة سيما في فلسطين واليمن وسوريا والعراق وافغانستان والبحرين، واجبا دينيا والهيا مستنكرا بشدة السلوك الاحتلالي والخبيث للكيان الصهيوني المحتل في اهانته للمسجد الاقصى.
ودعا المشاركون في مسيرات اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي الى تسريع العمل بسياسات استراتيجية الاقتصاد المقاوم، والمسؤولين الايرانيين الى نبذ الخلافات الداخلية وعدم التغافل عن الاعداء الحقيقيين سيما الاحقاد الاميركية، والذود عن مبادئ ومصالح الجمهورية الاسلامية عبر تجاهل المناورات الظاهرية للعدو الماكر، وسد الطريق امام اي تغلغل له في داخل البلاد.
و جدد المشاركون بيعتهم لمبادئ مؤسس الجمهورية الاسلامية الايرانية الامام الخميني الراحل (رض) وشهداء الثورة الاسلامية ، وقائدها المعظم آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي ، معتبرين أن ارشادات وتوجيهات قائد الثورة تمثل "كلمة الفصل" داعين في الوقت ذاته السلطات الثلاث وجميع التيارات والقوى السياسية المؤمنة بالثورة الاسلامية ونظامها، الى توظيف جميع الامكانيات من اجل تحقيق تلك التوصيات و الارشادات .
وجدد البيان الختامي للمتظاهرين الميثاق مع قائد الثورة الاسلامية سماحة الامام الخامنئي ، مؤكدا ان تصريحات سماحته و توجيهاته ، تشكل "كلمة الفصل" .
و تم في نهاية المراسم ، حرق العلم الامريكي فيما تعالت هتافات "الموت لامريكا" و "الموت لـ«اسرائيل»" و "الموت لال سعود" و"هيهات منا الذلة" الى عنان السماء .
يشار الى انه نحو 3 آلاف و100 مراسل و مصور و مصور صحفي قاموا اليوم بتغطية هذه المراسم في العاصمة طهران و في محافظات البلاد 106 منهم يعملون في وسائل الاعلام الاجنبية .
المصدر: تسنيم