آل سعود یمضون فی إرهابهم وینفّذون جریمتهم بحقّ داعی السلمیة فی المنطقة الشرقیة: الشیخ النمر شهیدًا

نفذ النظام السعودی جریمة اعدام سماحة الشیخ نمر باقر النمر، بعد اعتقال تعسفی دام قرابة الثلاث سنوات، تمسک خلاله الشیخ النمر برفض الإستبداد السیاسی والمطالبة بالحقوق والحریات للجمیع.
و افاد موقع الحج ان سلطات النظام السعودي نفذت جريمتها بحقّ أحد أبرز علماء المنطقة الشرقية في المملكة، فأعدمت صباح اليوم آية الله الشيخ نمر باقر النمر بعدما وجّهت إليه تهمًا سياسية على خلفية حراكه السلمي.
الإعلان الرسمي للخبر جاء في بيان لوزارة الداخلية السعودية صباح اليوم قالت فيه إنه تم تنفيذ حكم القصاص في 47 إرهابيًا، حسب زعمها.
الشيخ النمر اعتقل عام 2012 خلال عملية مسلّحة قادتها قوات الأمن في بلدته العوامية، حيث أصيب بالرصاص في ساقه، ثمّ نقل إلى السجن مباشرة مخضّبًا بدمائه.
يشار إلى أن خمس محاولات اعتقال سبقت عام 2012 للقضاء على نهضة الشيخ النمر في الأعوام "2003 و2004 و 2005 و 2006 و2008".
وقد عقدت أولى جلسات محاكمته في 25 آذار/مارس 2013 ووجهت إليه قرابة 33 تهمة ملفّقة من قبل آل سعود.
وفي أيلول/سبتمبر 2014، نقل سماحته إلى زنزانة انفرادية في سجن الحائر الخاص بالسجناء السياسيين. وصدر الحكم الابتدائي بحقه بالقتل تعزيرًا في 15 تشرين الاول/أكتوبر 2014، فيما صودق على حكم الإعدام في 25 تشرين الاول/ أكتوبر 2015 ثم أحيل إلى الملك للمصادقة عليه بشكل نهائي.
استنكارات واسعة لجريمة إعدام الشيخ النمر ودعوات لردة فعل على ’مستوى الحدث الشنيع’
استنكر العديد من الدول والاحزاب والشخصيات إقدام النظام السعودي على ارتكاب جريمة إعدام آية الله الشهيد الشيخ نمر باقر النمر، مؤكدة وجوب أن تكون ردة الفعل بمستوى "الحدث الشنيع".
فقد أعرب محمد النمر شقيق الشهيد الشيخ النمر عن تفاجئه بإعلان وزارة الداخلية إعدام شقيقه، وأكّد في تغريدة استمرار المطالب السلمية برفع الظلم والتمييز عن القطيف، المنطقة المهمشة، داعياً أن لا تتخطى ردود الفعل الغاضبة حدود "السلمية". وأضاف أنه "على الرغم من بشاعة الدم لكنه عندما يكون طاهرا فسيسقي شجرة الحرية والكرامة المنشودة"، وتوجه لقتلته بالقول: "واهمون إن ظننتم أن القتل سيوقف المطالبه بالحقوق. باقون سلميون مطالبون بالإصلاح والتغيير في وطننا"، معتبراً اعدام شقيقه "رسالة خاسرة للصراع الإقليمي، تقول: لا زلنا قادرين! وللداخل تقول: إن طالبتم بالحقوق فسيف الجاهلية الأملح على رقابكم".
وفي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، استنكر رئيس لجنة الامن القومي في البرلمان الايراني علاء الدين بروجردي، بشدة، الجريمة النكراء التي ارتكبتها السلطات السعودية بحق الشيخ نمر باقر النمر، واصفا اياها بالعمل غير المنطقي واللانساني. وأكد بروجردي لقناة "العالم" الإيرانية، انه ستكون هناك عواقب كبيرة لهذه الكارثة (جريمة إعدام الشيخ النمر)، مشيرا الى ان على الحكومة السعودية ان تتحمل المسؤولية وتكون بمرتبة الاجابة عن هذه الجريمة.
وأوضح انه لا يمكن للسلطات السعودية القول بأن قضية الشيخ النمر امر داخلي لأنه عالم دين معروف على مستوى العالم الاسلامي وبهذا فإن القضية ترتبط بكل علماء المسلمين وغالبية هؤلاء العلماء سيتخذون موقفا.
من جهته، أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حسين جابر انصاري بشدة، اعدام الشيخ النمر واعتبره مؤشرا على عمق عدم الحكمة واللاشعور بالمسؤولية لدى النظام السعودي، مؤكدا ان الرياض ستدفع ثمنا باهظا لهذا الاجراء الذي اقدمت عليه.
وأضاف أن الحكومة السعودية وفي الوقت الذي تدعم فيه التيارات الارهابية والمتطرفة التكفيرية تتحدث مع منتقديها في الداخل بلغة الاعدام والقمع، ومن الواضح أن نتائج هذه السياسة العقيمة واللامسؤولة ستطال القائمين بها وان الحكومة السعودية ستدفع ثمنا باهظا ازاء استمرار سياساتها هذه.
بدوره، دعا عضو مجلس خبراء القيادة في إيران، آية الله أحمد خاتمي، منظمة التعاون الإسلامي، لاتخاذ موقف تجاه الجريمة التي أقدم عليها النظام السعودي بإعدام الشهيد الشيخ النمر، ولفت في تصريح إلى أنّ هذه الجريمة "لم تكن مستبعدة من نظام آل سعود، آل الخيانة والنهب، لأنه نظام مبني منذ نشوئه واستمراره على الجريمة والنهب".
ورأى رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني أن السعودية وقعت في دوامة لن تخرج منها بسهولة وأن إعدام الشيخ النمر سيزيد من المشاكل الأمنية في المنطقة.
وقال إمام جمعة أهل السنة في مدينة زاهدان الإيرانية أن إعدام الشيخ النمر أمر لا يصدّق وليس لصالح المسلمين والإسلام.
وجزم الشيخ محسن الأراكي رئيس مجمع التقريب بين المذاهب، أن حكام السعودية المجرمون سيتلقون الجزاء العادل على ايدي المؤمنين وعلى ايدي الشباب المؤمن وسيندمون على تصرفهم هذا. وأكد أن هذه الكارثة دليل على استنفاد حكام السعودية كل حكمتهم في إدارة الامور وان الامور بلغت مبلغ انهيار حكمهم من دون شك، مضيفا: بالطبع انها فاجعة وكارثة لكن كل هذا من بشائر ان النظام السعودي بدأ يتهاوى. هذه بشائر السقوط والانهيار.
وندد المرجع الديني آية الله مكارم شيرازي باجراء السعودية اعدام العالم الديني البارز الشيخ النمر، معتبرا أن هذه الجريمة تأتي انتقاما للفشل الذي منيت به السعودية في العراق وسوريا واليمن، مؤكدا إنه يجب عليها ان تنتظر مزيدا من الاخفاقات في هذه البلدان.
هذا واستنكر النائب الكويتي عبد الحميد دشتي، رئيس المجلس الدولي لدعم المحاكمة العادلة وحقوق الانسان، اعدام الشيخ النمر، معتبراً أنّ إعدام الشهيد يمثل انتهاكاً صريحاً لمواد الإعلان العالمي لحقوق الانسان.
وشجبت حركة "أنصار الله" إعدام السعودية للشيخ نمر النمر، في وقت حملت رابطة علماء اليمن نظام آل سعود المسؤولية المباشرة عن أي ردود فعل رسمية أو شعبية تترتب عن ارتكابها جريمة إعدام الشيخ النمر.
أما في العراق، فأثار إعدام السعودية الشيخ نمر باقر النمر غضباً واسعاً وسط ردود أفعال مستنكرة، وظهرت دعوات من قبل مسؤولين عراقيين إلى اغلاق سفارة الرياض في بغداد التي أعيد افتتاحها حديثاً.
فقد رأى رئيس ائتلاف دولة القانون العراقي نوري المالكي أن إعدام الشيخ نمر النمر يشكّل تكريساً للنهج الطائفي وللسياسات التعسفية، فيما وصفت دار الإفتاء العراقية إعدام الشيخ النمر بقرار الحكام لا الشعوب، مبدياً خشيته من أن يتسبب بفتنة جديدة.
واعتبر رئيس كتلة الدعوة في البرلمان العراقي خلف عبد الصمد، أن "إعدام الشيخ النمر سيخلف عواقب وخيمة ونهاية حكم آل سعود، وان هذه الجريمة ستجلب النقمة على بلادهم".
ودعا عبد الصمد، الذي ينتمي الى الحزب نفسه الذي ينتمي اليه رئيس الحكومة رئيس الحكومة حيدر العبادي، إلى "إغلاق السفارة السعودية وطرد السفير وإعدام كافة الارهابيين السعوديين المتواجدين في السجون العراقية وذلك رداً على جريمتهم الطائفية الارهابية".
بدوره، أدان نائب رئيس قوات الحشد الشعبي في العراق ابو مهدي المهندس إعدام النمر واعتبره "جريمة تضاف الى سجل جرائم ال سعود". وقال المهندس إنه "في الوقت الذي يدعم فيه حكام السعودية الارهاب في كل العالم ويسعون الى ارسال التكفيريين والاسلحة والمفخخات الى بلدان المسلمين ليعيثوا في الارض فسادا يقبلون اليوم على اعدام اشرف من في السعودية ضاربين بقوانين حقوق الانسان والمجتمع الدولي عرض الحائط".
كما طالبت "عصائب اهل الحق" التي يقودها الشيخ قيس الخزعلي باغلاق السفارة السعودية، داعية الحكومة العراقية الى "مراجعة جدوى الفائدة من وجود سفارة للسعودية في العراق مشبوهة السفير والاهداف".
من ناحيته، أدان المجلس الأعلى الإسلامي العراقي إعدام العلامة النمر من قبل السلطات السعودية، واصفاً القرار بأنه "فجيعة واستهانة بدماء العلماء". وطالب المجلس المجتمع الدولي والاسلامي، ومنظمة التعاون الاسلامي، ومؤسسة الأزهر الشريف، والامم المتحدة، والمنظمة السامية لحقوق الانسان، وكل علماء الدين الأفاضل، بأن يمارسوا دورهم المنشود ازاء الاجراءات التعسفية السعودية.
وفي سوريا، دعا مفتي سوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسون الله ان تكون دماء الشيخ النمر وروحه نورا وضياء للمؤمنين وسموا وإعزازا لكل من حمل راية الحق، لافتًا إلى أنهم ما قصدوا من إعدام الشيخ النمر إلا جرّ ايران إلى حروب فرعية حتى ننسى قضية فلسطين، مؤكداً أن اليد الاميركية والصهيونية التي تتصرف باسم بعض الحكام العرب إنما تريد تدمير الامة الاسلامية من داخلها.
وفي لبنان، أدان حزب الله الجريمة النكراء التي ارتكبها النظام السعودي والمتمثلة باغتيال العالم الكبير المجاهد الشيخ نمر باقر النمر بحجج واهية وأحكام فاسدة وادعاءات فارغة، لا تستقيم على منطق، ولا تدخل بميزان عدل، معتبراً أن الجريمة التي افتتحت بها السلطات السعودية العام الميلادي الجديد تبقى وصمة عار تلاحق هذا النظام الذي قام على المجازر والمذابح منذ نشوئه وحتى الآن، ولم يكن آخر ما ارتكبه المجزرة الوحشية التي أودت بحياة الآلاف من حجاج بيت الله الحرام في منى، دون أن يرف لمسؤولي هذا النظام جفن، أو يعبّروا عن أسف أو حزن لهذا الفعل الإجرامي.
ومن جهته، استنكر نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان في بيان "تنفيذ حكم الاعدام بسماحة العلامة الشيخ نمر باقر النمر باعتباره خطأ فادحا كان يمكن تفاديه باصدار عفو ملكي يسهم في تنفيس حال الاحتقان المذهبي والطائفي التي تعصف بالمنطقة العربية"، ورأى ان "إعدام الشيخ النمر إعدام للعقل والاعتدال والحوار، وهو إعدام للرأي الآخر وعمل متهور وسابقة خطيرة بتاريخ قتل العقول وإبادة عرى الوحدة الاسلامية وروادها".
بدوره استنكر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، جريمة قتل اية الله الشهيد الشيخ نمر النمر، معتبراً ان قتله يعني قتلا للناس جميعا، هو قتل لذمة الله، ودعوة للفتنة، وإشعال لنار الفرقة، وسحق لضمير السماء، ومن أخذ هذا القرار إنما استهدف الدين والعقل والوعي والوحدة، وتصرف بخلفية عقل سياسي، لا يقبل مطالبا بحق، ولا صارخا من ألم الجور، ولا منكرا لفساد"، واصفاً قتل الشيخ نمر النمر ضمن مجموعة من الإرهابيين بأنه عمل إرهابي فيه تضييع للحق، وتضييع لمظلومية الإنسان، "وان قتله كارثة دينية قومية كبرى، وجريمة بحق الإنسانية والأخلاق بامتياز، وهو خطأ أكبر من أن يمر دون تداعيات قد حذرنا منها مرارا وتكرارا في السابق".
من جهته ندد رئيس اللقاء التضامني الوطني الشيخ مصطفى ملص بقيام السعودية بإعدام الشيخ نمر النمر، معتبراً أن هذا الإعدام هو "جريمة تخالف كل الأعراف والمواثيق والمعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان"، موضحاً أن الشهيد الشيخ نمر هو سجين رأي، وكان يعبر عن قناعاته السياسية وأن إعدامه هو قتلٌ للرأي الآخر وسبيل الفتنة نحن بأمس الحاجة لدرئها ومنع حصولها"، مطالباً "كل القوى العربية والدولية المدافعة عن حقوق الإنسان بشجب هذه الجريمة والعمل من أجل وقف الإعدامات السياسية والتنكيل بأصحاب الآراء المعارضة للأنظمة السياسية في كل مكان".
السيد علي فضل الله اعتبر في بيان، ان ما حدث لا يستهدف الشيخ النمر فحسب، بل يستهدف العنوان الذي يحمله والقيم التي يمثلها، فنحن لم نعهده إلا منفتحاً ووحدوياً وقوياً في ذات الله، وحريصاً على إنسانيّة الإنسان في بلده والعالم.
من جهته، ندد رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب بإقدام سلطات آل سعود علي إعدام الزعيم الديني السعودي المجاهد اية الله الشيخ الشهيد نمر باقر النمر، على خلفية معتقده الديني ومواقفه السياسية، واصفا هذه الخطوة بأنها "جريمة سعودية جديدة".
وفي تغريدة لوهاب على صفتحه على تويتر استغرب كيف ان "دولة تملك مئات المليارات وأحدث الاسلحة تخاف من رجل واحد"، مضيفا في تغريدة أخري أن "الإعدام عقوبة من عصور بائدة"، مؤكدا أن "من ينفذ هذا العقاب قوانينه متخلفة". وختم وهاب تغريداته بالقول "بئس العدالة التي تخاف من كلمة أو موقف، إعدام الشيخ نمر النمر هو جريمة سعودية جديدة"
المصدر: العهد