جابر أنصاری : السعودیة ترى حیاتها باختلاق الأزمات وسیاستها تعتمد المنطق الجاهلی والبدوی ولن تؤدی الا الى الهزیمة

قال المتحدث الرسمی باسم وزارة الخارجیة حسین جابر انصاری الیوم الاثنین فی مؤتمره الصحافی ان ایران الاسلامیة التزمت بما جاء فی المعاهدات الدولیة بشأن حمایة البعثات الدبلوماسیة و أدت التزاماتها کما ینبغی ، بینما المملکة السعودیة لا تعلق حیاتها و مصالحها الا على اثارة و اختلاق الازمات و استمرارها ، بل تربط وجودها وبقائها علیها.

وافاد موقع الحج بأن المتحدث جابر انصاري اضاف في مؤتمره الصحفي بأن الحكومة السعودية تنفذ سياسة افتعال الازمات و النزاعات في المنطقة وفرض حرب دموية علي اليمن و تتابع سياسة الاخلال بأمن المنطقة واستقرار دولها ، و انها تسعي الي حل مشاكلها الداخلية عبر اسقاطاتها علي الآخرين .
وتابع جابر انصاري قائلا : أن الحكومة السعودية تتعامل بعنف وقسوة مع دعوات الاصلاح والحرية وقد ردت مؤخرا علي خطاب الاصلاح بالاعدام، كما ان قمع وقطع رقاب المعارضين ومن بينهم آية الله الشيخ نمر باقر النمر ينبئ عن أن الحكومة السعودية تري ان الأزمات الداخلية والخارجية تحيط بها، ولذلك فانها تسعي الي اثارة وتصعيد التوتر والأزمات في المنطقة . وقال انصاري أيضا : ما جري بشأن السفارة والقنصلية السعودية ليس الأول من نوعه في العالم .. إلا أن الذي يحظي بالأهمية هو أن الدولة المضيفة تؤدي ما يتوجب عليها وفقا للقوانين ، وقد قامت الجمهورية الاسلامية بمسؤولياتها القانونية ، وفي هذا الاطار سيطرت علي مشاعر الناس وانها التزمت بالقوانين التي نصت عليها المعاهدات الدولية المتعلقة بحماية البعثات الدبلوماسية ، غير أن السعودية اتخذت من ذلك ذريعة لمضاعفة التوتر والمواجهة. و اتهم المتحدث باسم الخارجية النظام السعودي بدعم التيارات الإرهابية داخل الأراضي الإيرانية ، إلى جانب دعمها للجماعات التكفيرية في المنطقة ، وأشار إلى أن المجتمع الدولي لن يسمح للسعودية بمواصلة سياسة إثارة التوتر والأزمات في المنطقة . واعتبر جابر أنصاري أن قطع الرياض علاقاتها مع طهران هو لتغطية مشاكل داخلية، مؤكداً التزام إيران بحماية البعثات الدبلوماسية الأجنبية العاملة في البلاد. و اعتبر متحدث الخارجية أن السعودية استغلت الهجوم على سفارتها في طهران كمبررٍ لإثارة المزيد من التوترات ، وأضاف أن الرياض "تعمل على تصعيد التوتر والمواجهات في المنطقة" . و قال أنصاري : ان "الحكومة السعودية ولشعورها بالعزلة كونها المتهمة الأولى في دعم الإرهاب و التيارات التكفيرية تعمل على استمرار التوتر في المنطقة وتمارس ضغوطاً على بعض بلدانها تهدف إلى مسايرتها وعدم بقائها وحيدة في اتخاذ مثل هذه الإجراءات غير المنطقية" . وأضاف جابر انصاري "نأمل من خلال السياسة الحكيمة لدول المنطقة أن لا تجد السياسة العقيمة للسعودية فرصة للحياة" . وكشف جابر انصاري أن وزير الخارجية محمد جواد ظريف أجرى العديد من المحادثات الهاتفية الأحد مع عدد من وزراء خارجية البلدان العربية
و اعتبر جابر انصاري أن الحكومة السعودية بعد حادثة منى كانت تبحث عن إثارة أزمة أخرى، وهي تعتمد سياسة إثارة الأزمات الواحدة تلو الأخرى ، و قال : ان "سياسة الحكومة السعودية غير ناضجة وغير منطقية وتعتمد المنطق الجاهلي والبدوي وهذه السياسة لن تؤدي إلا إلى الهزيمة تلو الهزيمة للسعودية" . و أعرب المتحدث الرسمي باسم الخارجية عن أمله باتخاذ حكومات دول المنطقة سياسات حكيمة تضع حدا لسياسات السعودية العقيمة ، مشيرا إلي أن الجمهورية الاسلامية الايرانية أقدمت علي العديد من الخطوات في هذا الاطار . وأوضح جابر انصاري بأن الخارجية الايرانية وضعت في جدول أعمالها التعامل مع هذه القضية وقد أجري وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف العديد من الاتصالات الهاتفية وتشاور مع العديد من نظرائه بهذا الخصوص . وقال جابر انصاري : بما أن الحكومة السعودية تشعر بأنها المتهم الرئيسي في دعم الارهاب في المجتمع الدولي و انها تمر بوضع نفسي يجعلها تشعر أنها في عزلة سياسية لذلك انتهجت سياسة تصعيد التوتر وانها تنتهج سياسة ليست منطقية للخروج من هذه العزلة ، وفي هذا الاطار مارست سياسة لا تحظي بدعم أحد في المنطقة والعالم والرأي العام العالمي وأقدمت علي العديد من الخطوات لتغطي علي سياستها هذه، مؤكدا بأنه لن يكون بوسع السعودية فرض سياستها غير المنطقية علي سائر الدول من خلال اختلاق الاجواء النفسية والسياسية التي تقدم عليها . وحول أحداث المنطقة و نيجيريا أكد جابر انصاري أن ما حدث للشيخ ابراهيم الزكزاكي وسائر الأحداث في المنطقة ونيجيريا فانها تصب كلها في اطار اذكاء التوتر و تصعيد الصراعات الطائفية مما يستدعي من دول العالم والحكومة النيجيرية التعامل بحكمة واحتواء التوتر والصراعات الطائفية، وأعرب عن أمله الحؤول دون تصعيد الازمات والتوترات مع الأخذ بنظر الاعتبار أن ذلك يصب في مصلحة التيارات التكفيرية. و تطرق جابر انصاري الي العلاقات الايرانية - التركية مؤكدا أن العلاقات بين البلدين مستمرة ، وحول زيارة الرئيس التركي الي السعودية وعلاقة هذه الزيارة بالتطورات الأخيرة دعا جابر انصاري الي عدم الخلط بين القضايا المتعددة والربط بين القضايا المختلفة في العلاقات الاقليمية و تقديم تحليل واحد لها ، وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين تركيا وسائر البلدان الاسلامية فان ذلك يرتبط بهم ولا يعنينا . وتابع قائلا : ما يهم ايران هو أن تتخذ الدول الاسلامية ودول العالم اجراءات صحيحة ومنطقية في الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة والعالم من خلال ردعها التيار الارهابي التكفيري الذي يشكل اليوم تهديدا للمنطقة والعالم نتيجة دعم بعض الدول وسياستها الخاطئة وغير المتعقلة في المنطقة والعالم. وبشان الأزمة السورية أشار جابر انصاري إلي تشكيل لجنة تقوم بتقديم قائمة باسماء الجماعات الارهابية في سوريا من أجل عزلها وعدم دعوتها الي الحوار بين النظام السوري والمعارضة، وقد تم تشكيل فريق عمل للقيام بهذه المهمة، والجانب الايراني يجري حاليا مشاروات مع فريق العمل هذا لادراج المنظمات الارهابية في القائمة، معربا عن أمله بأن يقوم فريق بمهامه علي أفضل وجه والاستعداد للقيام بخطوات حل الأزمة السورية . و حول مستقبل العلاقات الايرانية السعودية وما اذا كانت هناك وساطات لاعادة الهدوء بين البلدين ، أكد جابر انصاري بأن الحكومة السعودية لو كانت تنتهج سياسة منطقية ومتعقلة لما كانت هناك حاجة الي الوساطات لحل الخلافات بين البلدين ، ومادامت السياسة السعودية قائمة علي هذا الاساس فان العلاقات بين البلدين لن تشهد أي تغيير ، والمهم لدي ايران هو متابعة سياسة احتواء اثارة الأزمات والتوترات التي تنتهجها السعودية في سياستها . وشدد جابر انصاري علي أن السعودية وكيان الاحتلال الصهيوني انتهجا في الآونة الأخيرة سياسة واحدة وهي اثارة التوتر والأزمات وافشال الاتفاق النووي بين ايران والغرب، وقد وظفت السعودية عائدات النفط لتخريب هذا الاتفاق منذ اللحظة الأولي التي ولد فيه وحتي التوقيع عليه ، مشيرا الي ان ايران نفذت ما يتعين عليها بخصوص الاتفاق النووي ، و يتعين علي الطرف الاخر القيام بما يتوجب عليه ، و قد وصلنا الي النقطة النهائية في تنفيذ الاتفاق النووي . المصدر: تسنيم