مؤبناً المرجع والمفکر الأسلامی الکبیر السید محمد باقر الصدر؛
الامام الخامنئی: شهد عصرنا الحاضر الکثیر من العلماء والمراجع الکبار لکن السید الصدر کان عبقریاً

موقع الحج : تزامنا مع الذکرى السنویة لاستشهاد آیة الله السید محمد باقر الصدر ( 9 ابریل نیسان 1980 ) نشر موقع قائد الثورة الاسلامیة آیة الله العظمی الامام السید علی الخامنئی مقتطفات من کلمته لدى استقباله اعضاء مرکز البحوث التخصصیة للشهید السید محمد باقر الصدر (ره) الذی عقد العام الماضی .
و فيما يلي مقتطفات من كلمة قائد الثورة:
... لا شك ان الشهيد الصدر كان عبقريا؛ وهذه خصوصية. طبعا لا تنقصنا الشخصيات الموهوبة في الحوزات العلمية، شخصيات تتمع بالفهم والذوق والموهبة الرفيعة والمثابرة وقد قامت باعمال عظيمة.. علماؤنا الكبار مثل مراجع الدين العظام الذين عاشوا خلال القرن الماضي في ايران والعراق كانوا شخصيات عظيمة. كانوا موهوبين، ولكن العباقرة يتمتعون بميزة خاصة لايشعر الانسان بانها متوفرة في غالبية هؤلاء. المرحوم السيد الصدر (رض) باعتقادي كان عبقريا بلاشك؛ اي ان ماكان قادرا على القيام به لم يكن باستطاعة غالبية فقهاء وعلماء ومفكري الحوزات العلمية القيام به. كان يتمتع بنظرة شمولية، ويدرك احتياجات العالم الاسلامي، كان سريعا في تلبيتها والرد عليها - لقد ألف كتاب "البنك اللاربوي" استجابة لطلب قدمه اليه مجموعة من المتخصصين في الشؤون المصرفية، وكما سمعت فانهم كانوا يريدون القيام بعمل مثل هذا، والفقيد الراحل قام بتاليف الكتاب باسرع ما يمكن وبعث به اليهم -... الفقيد كان عبقريا بما لهذه الكلمة من معنى، كان يدرك القضايا ويخمنها.
رغم انه لم تربطه علاقة قوية بالامام الخميني (ره) في النجف كما هو الحال بالنسبة لحاشيته، الا انه وبمجرد انتصار الثورة الاسلامية وتوجه الامام الى ايران اطلق مقولته الشهيرة لتلاميذه الا وهي :"ذوبوا في الامام الخميني كما ذاب هو في الاسلام"؛ ان اطلاق مثل هذه العبارة بحاجة الى المعرفة الواسعة للاوضاع، لاسيما قضايا الثورة. نحن لدينا اشخاص لازالوا ولحد يومنا هذا حيث مضت اربعة عقود على انتصار الثورة، لم يدركوا حقيقة هذه الثورة، وماذا حدث... هذه الشخصية ادركت الثورة وقضاياها ومفاهيمها وما حدث آنذاك . وهذه عبقرية؛ اي معرفة الاجواء وما يكتنفها والعلم والبيان وكيفية والتبيين والتأثير.
ان مسالة التنظير التي اشار اليها السيد الاشكوري، مسالة مهمة جدا؛ انه يقول الحقيقة، ان الحكومة والنظام الاجتماعي لا يمكن ان يوجدا او يدوما بعيدا عن التنظير؛ ان هذا الشخص كان شخصا منظرا؛ ان هذا الانسان كان انسانا فذا. اعتقد ان شخصية السيد الصدر ان لم نقل لامثيل لها فانه يقل مثيلها. نحن نعرف بحمد الله اشخاصا موهوبين في الحوزات العلمية؛ نحن نعرف اشخاصا من هذا الوسط في قم، لكن مثل تلك العبقرية التي كان يتمتع بها السيد الصدر هي شيئ آخر.
على اي حال انا اعتقد بان هذا العمل الذي تقومون به هو حسنة وان شاء الله سيتقبل الباري تعالى هذه الحسنة ويباركها وتكون «كَشَجَرَةٍ طَيِّبَة» ان شاء الله «اَصلُها ثابِت وَ فَرعُها فِي السَّمآء تُؤتي اُكُلَها كُلَّ حينٍ بِاِذنِ رَبِّها». وستنمو في المستقبل.
اسأل الباري تعالى ان يزيد في علو درجات ذلك الشهيد الكريم؛ لقد من الله على هذا الرجل العظيم بالشهادة؛ واي شهادة؟ شهادة عصيبة. نسأل الباري تعالى ان يزيد في علو درجاته ويزيد من قربه كل حين ويحشره مع اجداده الطاهرين .
المصدر: موقع قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي