کان للجمهوریة الإسلامیّة دورٌ مهمٌ فی قصم ظهر التکفیریین وإبطال المخطط الأمریکی فی المنطقة

فی أول أیام عید النیروز وخلال لقائه الآلاف من زوار حرم الإمام علی بن موسى الرضا (ع) رأى قائد الثورة الإسلامیة الإمام السید علی الخامنئی أنَّه لیس ثمة دافع لدى الأمریکیین للقضاء على تنظیم داعش الإرهابی حیث اعتبر سماحته إدعاء الأمریکیین مشارکتهم فی القضاء على هذا التنظیم کذبٌ محض کما لفت سماحته إلى أن أمریکا ترید داعش أن یکون خاضعاً لها ویأتمر بأمرها وهی التی أوجدته ودعمته.

و أفاد موقع الحج نقلا عن موقع قائدالثورة الاسلامية أنه في التفاصيل التقى قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي بعد ظهر يوم الأربعاء 21 آذار 2018 والموافق لأول أيام العام الهجري الشمسي الجديد الآلاف من زوار حرم الإمام علي بن موسى الرضا عليه آلاف التحية والسلام. وخلال هذا اللقاء أشار سماحته إلى دور الجمهورية الإسلامية في ترسيخ عزة واقتدار الشعب الإيراني في المنطقة حيث قال سماحته: الجمهوريّة الإسلاميّة جعلت بيرق عزّة واقتدار الشعب الإيراني يخفق بقوّة في المنطقة خلال العام المنصرم.
وفي إشارة منه إلى دور الجمهورية الإسلامية في محاربة التنظيمات الإرهابية في المنطقة قال قائد الثورة الإسلامية: لقد كان للجمهورية الإسلاميّة دورٌ كبيرٌ في قصم ظهر التكفيريين في المنطقة وقد تمكنت من تقليص أشرار هؤلاء التكفيريين في جزء مهم من المنطقة وهذا ما كان عملاً مهماً للغاية.
ورأى قائد الثورة الإسلامية في المخططات الأمريكية أنها هي من كانت وراء إيجاد تنظيم داعش الإرهابي حيث قال سماحته متحدثاً عن القادة الأمريكيين: هم يكذبون عندما يدّعون مشاركتهم في القضاء على هذا التنظيم الإرهابي.
وفيما يخصّ تدخّل بعض القوى العالمية في المنطقة قال قائد الثورة الإسلاميّة: يعترض الفضوليّون الدوليّون؛ أولئك الذين يسعون للتدخّل في شؤون مختلف المناطق في العالم ويقولون: لماذا تتدخّل إيران في قضايا سوريا والعراق وتشارك فيها؟ حسناً وما علاقتكم أنتم بهذا الأمر؟!
وتابع سماحته: لقد تمكّنت الجمهوريّة الإسلاميّة من إبطال مفعول مخطّطات أمريكا في المنطقة... كانت المخططات الأمريكية تنصُّ على إيجاد الجماعات الظالمة والسفاحة والشريرة مثل تنظيم داعش لكي يتمكنوا من خلالها من إشغال أذهان الشعوب بالحروب الأهلية والقضايا والمشكلات الداخلية وعدم إتاحة الفرصة للشعوب للتفكير بالكيان الصهيوني.
وأكّد سماحته: المخططات الأمريكية هي التي أوجدت تنظيم داعش الإرهابي ونحن استطعنا بعون وتوفيق الله أن نُبطل هذه المخططات.
وحول الدور الأمريكي في إيجاد التنظيمات الإرهابية قال قائد الثورة الإسلامية: السياسة الأمريكية تتطلب امتلاكهم داعش، ولكن داعش المطيع الذي يكون دمية في أيديهم. طبعاً داعش وأمثاله تنظيماتٌ أوجدها الأمريكيون، ولكن الحفاظ عليها أمرٌ دونه الكثير من المشكلات والمصاعب؛ الأمريكيون يريدون أن تكون هذه التنظيمات تحت أمرهم، لا توجد لديهم أيّة رغبة للقضاء على أمثال هذه التنظيمات.
وأضاف الإمام الخامنئي: الأمريكيون يكذبون عندما يدّعون مشاركتهم في القضاء على هذا التنظيم الإرهابي.
وتساءل قائد الثورة الإسلامية عن سبب عدم تمكن الأمريكيين من توفير الأمن في أفغانستان بعد مضي أربعة عشر عاماً على دخولهم إليها حيث قال سماحته: مضى على دخول الأمريكيين أفغانستان 14 عاماً، أية حماقة كانوا يرتكبونها في هذا البلد حتى لم يستطيعوا توفير الأمان هناك؟!
وأردف سماحته: البعض يقولون لم يستطيعوا، والبعض الآخر يقولون لم يريدوا، أياً كان السبب فإنَّ من شأنه جعل إدعاء أمريكا وبريطانيا للتواجد في المنطقة إدعاءً باطلاً.
وفي إشارة منه لتواجد الجمهورية الإسلامية في بعض بلدان المنطقة أوضح الإمام الخامنئي: أينما ذهبنا كان سبب ذلك أنّ الشعوب والحكومات طلبت منّا ذلك، لم نمارس الإجبار والقوّة، لم نمارس الأمر والنّهي، كانوا يطلبون العون وقمنا بمساعدتهم، قمنا بالمساعدة انطلاقاً من دوافع عقلانيّة ومنطقيّة، لقد كانت كلّ مساعدة قُدّمت فيما يخصّ شؤون المنطقة مبنيّة على حسابات منطقيّة وعقلانيّة ولم يكن ذلك بناء على المشاعر، وهذا ما سيكون الأمر عليه بعد الآن.
وأعاد الإمام الخامنئي التأكيد على موقف الجمهورية الإسلامية الثابت فيما يتعلق بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبدان العالم حيث قال سماحته: لسنا ننوي التدخّل في شؤون بلدان العالم ولا شكّ في أنّ أمريكا لن تبلغ مآربها فيما يخصّ شؤون المنطقة.
وفي جزء آخر من كلمته عدّد الإمام الخامنئي شعارات وقيم الثورة الإسلامية بقول سماحته: شعارات وقِيم الثورة الإسلامية هي "الاستقلال"، "الحرية"، "السيادة الشعبية"، "الثقة بالنفس الوطنية"، "الإيمان بالذات الوطنية"، "العدالة" وفوق وأهم من كل ذلك "إجراء أحكام الدين والشريعة في البلاد".
ونوّه سماحته بالاستقلال الذي تتمتع به الجمهورية الإسلامية اليوم حيث اعتبر سماحته هذا الأمر وليد مشيئة عموم الناس مع انتصار الثورة الإسلامية والتي رأى فيها سماحته ردة فعلٍ أبداها الشعب الإيراني تجاه مئتي عامٍ من تسلط الأعداء على إيران.
وتابع سماحته: ليس هناك أي بلد في العالم يتمتع بالاستقلال الذي تتمتع به إيران اليوم. جميع شعوب العالم تراعي القوى العالميّة بشكل من الأشكال. الشّعب الإيراني هو الشعب الذي لا تتأثّر آراؤه بأيّ شعب من الشعوب.
كما لفت الإمام الخامنئي إلى الحرية الموجودة في الجمهورية الإسلامية وأكد سماحته أنَّ هذه الحرية مؤطرةٌ بالدستور المستخلص من الشريعة الإسلامية وأنّه ليس من الصواب تخيل أحدهم أن يكون حُرَّاً ويعمل خلاف القانون.
ورأى قائد الثورة الإسلامية في السيادة الشعبية واحداً من أصول نظام الجمهورية الإسلامية الأساسية وقال سماحته: خلال الأربعين عاماً الماضية، كان لدينا كل سنة أو سنتين استحقاق انتخابي شارك الناس خلاله بحرية وحماس وشوق ونتج عنه وصول حكومات ذات توجهات سياسية مختلفة إلى السلطة.