ممثل الولي الفقيه في شوون الحج و الزيارة؛ للحج أبعاد تربوية ومعنوية و اجتماعية و سياسية مختلفة / يجب أن نسعى لإحياء الحج الإبراهيمي الحقيقي

أكد ممثل الولي الفقيه في شؤون الحج و الزيارة بأن للحج أبعادا تربوية و معنوية و اجتماعية و سياسية مختلفة و يجب أن نسعى لإحياء الحج الإبراهيمي.

وفقا لتقرير مركز معلومات الحج، تتطرق حجة الإسلام السيد عبد الفتاح نواب ممثل الولي الفقيه في شؤون الحج و الزيارة و رئيس الحجاج الإيرانيين بمناسبة بداية أسبوع الحج في كلمة قبل خطب صلاة الجمعة في طهران الي الفلسفة الرئيسية للحج الابراهيمي. قال حجة الإسلام نواب في معرض إشارته إلى قول الإمام الخميني (ره) الذي قال فيه بان «الحج هو تجلي و تكرار لكل مشاهد الحب في حياة الإنسان والمجتمع المثالي في العالم» اردف نواب قائلا إذا نظرنا إلى هندسة الإله العظيم في نظام العبودية نرى أن الله قد وضع سلسلة من العبادات في نظام العبودية هذا، لكل منها شروطه و إطاره الخاص. بعض العبادات كالصلاة اليومية و بعضها كصلاة الجمعة الأسبوعية و بعضها كالصيام وعيد الفطر والأضحى السنوية كما أن الخُمس و الزكاة من العبادات السنوية و لكن أداء فريضة الحج يكون مرة واحدة في العمر حتى يتمكن الإنسان من تخزين الأمتعة لبقية حياته في هذه الرحلة. و أضاف نواب لقرون عديدة نأت ممارسة الحج بنفسها تدريجياً عما فرضه الله تعالى و أداءه على النبي إبراهيم عليه السلام حتى أن بعض الناس يؤدون فريضة الحج للسياحة و لهذا قال إلامام الخميني بانه يجب إحياء صفات الحج الإبراهيمي. قال نواب في شرح فلسفة الحج الإبراهيمي بان المحاور الثلاثة الحج الابراهيمي هي الاستسلام لله و محاربة الشرك بأشكاله و إصلاح النفس و المجتمع. قَالَ نواب بان َأَوَّلُ هدف رئيسي للحَجِّ هو خضوعٌ التام لِلَّهِ أي أن الحاج يجب أن يتبع هذا الدرس لنبي إبراهيم يقول النبي إبراهيم رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَينِ لَك وَمِنْ ذُرِّيتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَك و من الأمثلة على هذا الاستسلام الخالص في حلم السيد إبراهيم عن إسماعيل، الذي على الرغم من سنوات الفراق «قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ» سأل نبي إبراهيم اسماعيل عن رأيه حتى يظهر أعلى قيمة للاستسلام باختياره. أخيرًا تعبد إسماعيل و قال على الفور يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ و قد خرج هذان الآباء و الأبناء فخورون بهذا الاختبار الإلهي و نالا أجر هذا الخير من الله لذلك اعتبر الإمام الراحل أن مثل هذا النموذج ضروري للحج الحقيقي. اضاف نواب بان قوله تعالى «وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ » و قد تبع نبي نوح نبي إبراهيم و قلبه طاهر بسبب خضوعه الإلهي و إن جوهر الحج الإبراهيمي هو الاستسلام الخالص لله تعالى. في مثل هذه الحالة  لا يشك الحاج في سبب قيامه بأعماله أو شعائره بهذه الطريقة لأنه في العبادة النقية هو أمر الله. قال نواب من تدرب على الحج على العبادة الله يكون هكذا في جميع مراحل حياته كما هو الحال مع الإمام الخميني الذي بالرغم من مكانته الرفيعة كشخصية و قائد للمجتمع إلا أنه كان مخلصًا تمامًا لرأي الأطباء. تابع حجة الإسلام نواب بان الجانب الثاني للحركة الإبراهيمية هو محاربة عبادة غير الله كما جاء في الروايات أن الحج نوعان، واحد هو الحج لله والآخر لغير الله يعني عباد الله. قد يحج بعض الناس بسبب اسم و سمعة الحاج الذي يكون أجره في الحج مع نفس الناس و في اليوم القيامة يأمرونه بالحج من نفس الناس و أما من حج في سبيل الله فإن أجره عند الله و تعليم الحج الإبراهيمي ترك غير الله في الأعمال «اَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ». و أضاف نواب بإن الرسالة الكبرى للنبي إبراهيم في تحطيم الأصنام أن يستيقظ الناس و ليضعوا الأوثان و كل ما عدا الله جانبا. و تابع نواب بان الشيطان دائما في تربص للبشر و المؤمنين عندما استسلم إسماعيل لنبي إبراهيم لينفذ أمر الله حاول الشيطان أن يغريه بطرق مختلفة على ثلاث مراحل و يثنيه عن قراره و هو الأمر الذي اتخذه الآن الحاج رمي على شكل ثلاثة أحجار. و أشار حجة الإسلام نواب بان تفسير الإمام الخميني في هذا الصدد على النحو التالي الطواف حول بيت الله يتجلّى بأنّ الإنسان لا يطوف إلّا لله و يرفض أن يطوف لأحد آخر غير الله و إنّ رجم العقبات هو رجم شياطين الإنس والجن، أنتم برجمكم تُعاهدون الله على أن تطردوا شياطين الإنس و القوى العظمى من بلادكم الإسلاميّة. تتطرق نواب الي الفلسفة الثالثه للحج و قال بان المحور الثالث في الحج هو النمو الاجتماعي والإصلاح و أساس الحج تقوية الدين و نمو المجتمع. يطلب إبراهيم نبي الله في القران الكريم من الله أن يعلّمه الطقوس وغفران ذنوبه و يقول أولادي و ذريتي بحاجة إلى المربي وهذا الطلب يدل على أننا يجب أن نلتمس الإرشاد وسبيل الخير لذريتنا و استجاب الله تعالى على طلب إبراهيم نبي الله و نبي الإسلام الكريم و بعث نبي الإسلام الكريم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) من ذريته و قال رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ  «أَنَا دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ». و تتطرق حجة الإسلام نواب الي شرح الأبعاد المختلفة للحج الإبراهيمي و قال بإن للحج الإبراهيمي ابعادا فرديا و اجتماعيا و سياسيا مختلفا و قال الإمام الخميني بان الحج بلا روح و حركة و انتفاضة و الحج بلا براءة و الحج بلا وحدة و حج لايودي الي هدم الكفر و الشرك  ليس حجًا. الحج هو مركز المعرفة الإلهية و يجب البحث منه عن محتوى السياسة الإسلامية في جميع مناحي الحياة. و تابع نواب بانه من الأبعاد الاجتماعية الحج لمسلمين هي معرفه المسلمين بعضهم البعض و في هذا البعد «الترابط والتلاحم الإسلامي» و «الاهتمام في شؤون المسلمين» الذي كانت موضع الاهتمام الرسول صلى الله عليه و سلم و «الاستشارة في العالم الإسلامي من أجل مستقبل أفضل» و «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر». اضاف ممثل الولي الفقيه في شوون الحج و الزيارة بان الإمام الخميني يقول بشان الأبعاد الاجتماعية و السياسية للحج من بين جميع أبعادها فإن أكثرها هجرًا و إهمالًا هو البعد السياسي لهذه المناسك العظيم الذي كان الخونة و سيواصلون العمل من أجل التخلي عنها. ويري الإمام الخميني فإن أحد الجوانب السياسية الرئيسية للحج هو إقامة مراسم تبرئة المشركين و من الضروري تبرئة الحجاج من أي ظلم في أداء هذا الواجب و من الأمثلة الواضحة على من يقتل الأطفال و ينشرون القمع و الغطرسة العالمية و بالتحديد الولايات المتحدة و النظام الصهيوني. قال الإمام الفقيد بحكمة تامة أن الحج دون البرائة ليس حجا لأن العدو لم يعد يخاف من مثل هذا الحج. هنأ نواب في خطابه العشره الكرامة و ذكرى رحيل الإمام الخميني محيي الحج الإبراهيمي و كذلك شهداء انتفاضة 6 يونيو. الجدير بالذكر أن أسبوع الحج يقام كل عام عشية تشرف حجاج بيت الله الحرام من الأول إلى السابع من ذي القعدة ببرامج متنوعة. سيبدأ الحجاج الإيرانيون أيضًا رحلتهم إلى مهبط الوحي هذا العام مع ازاله الجزئي للقيود المفروضة بسبب تفشي كورونا اعتبارًا من العقد الثالث من شهر يونيو.