الهدف من تنصیب الإمام هو رفع الظلم والشرّ عن الناس ، ولکن نحن نرى أنّ تنصیب علیٍّ وأبنائه للخلافة لم یرفع ذلک الظلم وذلک الشرّ ؟!

الجواب : لقد بعث الله جمیع الأنبیاء والرُّسل من أجل ذلک الهدف (رفع الظلم والشرّ ) حیث یقول جلّ وعلا : (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَیِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْکِتَابَ وَالْمِیزَانَ لِیَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)([1]) . ون

الجواب : لقد بعث الله جمیع الأنبیاء والرُّسل من أجل ذلک الهدف (رفع الظلم والشرّ ) حیث یقول جلّ وعلا : (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَیِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْکِتَابَ وَالْمِیزَانَ لِیَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)([1]) . ونحن نسأل الکاتب : هل تحقّق هذا الهدف الإلهی ، بحیث صار فعلیّاً وعملیّاً ، وهل رُفع الظلم والشرّ عن العالم ، بعد إرسال کلّ هؤلاء الرسل وإنزال کلّ هذه الکتب ؟! فما هو جوابه فی مدى نجاح الأنبیاء، هو جوابنا فی مورد نجاح الأئمة. اعلم أنّ الإمام المنصوب من قِبَل الله تعالى یتمتّع بکلّ وظائف النبیّ(صلى الله علیه وآله) ما عدا تلقّی الوحی ، فهو یبیّن ما استجدّ من حوادث ، ویدفع شبهات المعاندین ، وینفذ تطبیق الأحکام الإلهیّة بکلّ ما أُوتی من قوّة . ومن جهة أُخرى فإنّ تنصیب الإمام من قِبل الله تعالى یُعتبر حجّة إلهیّة بالغة على جمیع عباده  . أمّا رفع الظلم والشرّ ونشر العدالة والقسط فقد تجسّد فی أیّام خلافة الإمام علیّ(علیه السلام) ، حیث کانت مرحلة حکومته القصیرة نموذجاً فریداً فی العمل بتلک الأوامر الإلهیّة والاضطلاع بوظائف الإمام المنصوب من قِبله عزّ و جلّ . وأمّا الأئمة من بعده فلم یتسنَّ لهم الأخذ بزمام الحکم فی حیاتهم إلاّ الحسن بن علی فی شهور قصیرة، فلو کان هناک قصور فیرجع سببه إلى الأُمّة الّتی لم تساند الأئمة(علیهم السلام). وأخیراً نتساءل : أیّ النظریّتین یمکن الاعتماد علیها فی إیصال البشریة إلى کمالها المنشود ; أهی نظریّة انتخاب الخلیفة من قِبل الناس بحیث یکون ذلک الخلیفة إنساناً عادیّاً عرضة للوقوع فی الخطأ والمعصیة ، أم هی نظریة تنصیب إمام معصوم من قِبل الله تعالى لیطهّر العالم من الذنوب والمعاصی ویسیر بهم نحو الکمال ؟!   [1] . الحدید : 25 .


| رمز الموضوع: 12771