لو کان مجتمع الصحابة کما یصفه الشیعة مجتمعاً متباغضاً لم تحصل الفتوحات الکثیرة

لو کان مجتمع الصحابة کما یصفه الشیعة مجتمعاً متباغضاً یحسد بعضه بعضاً، ویحاول کلٌّ من أفراده الفوز بالخلافة، مجتمعاً لم یبق على الإیمان من أهله إلاّ نفر قلیل، لم نجد الإسلام قد وصل إلى ما وصل إلیه من حیث الفتوحات الکثیرة، واعتناق آلاف البشر له فی زمن الصح

لو کان مجتمع الصحابة کما یصفه الشیعة مجتمعاً متباغضاً یحسد بعضه بعضاً، ویحاول کلٌّ من أفراده الفوز بالخلافة، مجتمعاً لم یبق على الإیمان من أهله إلاّ نفر قلیل، لم نجد الإسلام قد وصل إلى ما وصل إلیه من حیث الفتوحات الکثیرة، واعتناق آلاف البشر له فی زمن الصحابة. الجواب : إن موقف الشیعة من الصحابة تکرر مراراً عدیدة فی الأسئلة المتقدّمة، ونحن اجبنا عن ذلک، إلاّ أنّنا نضیف شیئاً آخر، فنقول : إنّ الادّعاء بأنّ الشیعة یعتقدون بعداء الصحابة بعضهم لبعض وتباغضهم، هو ادّعاء بلا أساس وعار عن الصحّة ، لأنّ الشیعة یعتقدون أنّ قسماً من الصحابة یُعتبرون من أرکان التشیّع وصفوة الموالین لأهل البیت(علیهم السلام) ، وأنّ الأقسام الأُخرى التی یُمثّلها أغلب الصحابة لم تکن على صعید واحد من الرؤیة الفکریّة والعقائدیّة ، ولم یکن بینهم اتّفاق فی جمیع المسائل ، بل کانت هناک اختلافات کثیرة بینهم ، إلاّ أنّ هذه الاختلافات الفکریّة والعقائدیّة لم تکن لتظهر على شکل خلاف فی العمل وذلک یعود للظروف السائدة والأجواء المسیطرة على حیاتهم ، حیث منع خلفاء زمانهم إبراز تلک الاختلافات الفکریّة بدعوى المحافظة على وحدة المجتمع الإسلامی معتمدین فی ذلک على قاعدة «الحکم لمَن غلب» ، فکانت الأفکار المسیطرة والبارزة هی أفکار عدة من الصحابة ، وکلّ من له أفکار مخالفة وحاول إظهارها قُوبل بلوم کبیر وعقاب شدید ، بل والقتل أیضاً . فهذا سعد ابن عبادة یُغتال فی الشام وقد قیل عنه یومذاک أنّه اغتیل بسهم من الغیب ، وهذا عبدالله بن مسعود یُضرب ویُشتم ، وذاک أبو ذرّ یُنفى ویُبعد ، وأمثالهم ممّن ذکر التاریخ ما تعرضوا له من الأذى والتنکیل. إنّنا ننصح جامع الأسئلة بقراءة التاریخ بعقل مجرد ، بعید عن الخلفیّات والرواسب التی ملأت ذهنه وأسرت عقله .


| رمز الموضوع: 12798