هل أتمّ الله نوره بنشر الإسلام أم بإعطائه الولایة لأهل البیت (علیهم السلام)

یروی الشیعة عن أبی الحسن فی قوله تعالى : (یُرِیدُونَ لِیُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ (یریدون لیطفئوا ولایة أمیر المؤمنین) وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ )([1]) یقول: والله متم الإمامة، والإمامة هی النور، وذلک قول الله عزوجل: (فَآَمِنُوا بِاللهِ وَ

یروی الشیعة عن أبی الحسن فی قوله تعالى : (یُرِیدُونَ لِیُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ (یریدون لیطفئوا ولایة أمیر المؤمنین) وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ )([1]) یقول: والله متم الإمامة، والإمامة هی النور، وذلک قول الله عزوجل: (فَآَمِنُوا بِاللهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الذِی أَنْزَلْنَا) (2) قال: النور والله الأئمة من آل محمد یوم القیامة». والسؤال: هل أتم الله تعالى نوره بنشر الإسلام أم بإعطائه الولایة والخلافة لأهل البیت(علیهم السلام) ؟ الجواب : أنّ جامع الأسئلة حرّف وحذف بعض جمل الروایة ولم یذکرها بشکل صحیح، ونحن نذکر هذا المقطع من الروایة کما ذکرها الکلینی. ([2]) عن محمد بن الفضیل، عن أبی الحسن الماضی (علیه السلام)قال: سألته عن قول الله عزَّوجلَّ: (یُرِیدُونَ لِیُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ) قال: یریدون لیطفئوا ولایة أمیر المؤمنین (علیه السلام)بأفواههم، قلت: (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ)قال: والله متمُّ الإمامة، لقوله عزَّوجلَّ: (فَآَمِنُوا بِاللهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الذِی أَنْزَلْنَا) فالنور هوالإمام. قلت: (هُوَ الَّذِی أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَ دِینِ الْحَقِّ)([3]) قال: هو الّذی أمررسوله بالولایة لوصیّه والولایة هی دین الحقِّ، قلت: (لِیُظْهِرَهُ عَلَى الدِّینِ کُلِّهِ) قال: یظهره على جمیع الأدیان عند قیام القائم، قال: یقول الله: (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ)ولایة القائم (وَ لَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ )بولایة علیّ، قلت: هذا تنزیل؟ قال: نعم أمّا هذا الحرف فتنزیلٌ وأمّا غیره فتأویلٌ.([4]) ومن خلال قراءة الروایة بنصها الصحیح نجد أنّ الإمام بصدد تأویل الآیة وتفسیرها لا بصدد بیان تنزیلها، ولذلک قال: «أمّا هذا الحرف فتنزیل، وأمّا غیره فتأویل»، أی أنّ الحروف الموجودة فی القرآن فتنزیل لا یزید ولا ینقص، وأمّا غیرها فتأویل أی تفسیر وتطبیق للضابطة الکلیة على المصادیق. فإنّ القرآن الکریم حسب ما وصفه النبی (صلى الله علیه وآله وسلم)له ظهر وبطن فظاهره حکم وباطنه علم، ظاهره أنیق، وباطنه عمیق، له تخوم وعلى تخومه تخوم، لا تحصى عجائبه، ولا تبلى غرائبه .([5]) فما ذکره الإمام فی تطبیق النور فإنّما هو من قبیل التأویل والعلم بالباطن لا أنّه تنزیل. وهؤلاء لم یفرقوا بین التنزیل والتأویل، أو بین التنزیل والجری، بمعنى تطبیق الضابطة على المصادیق المختلفة عبر القرون. کما أنّ المراد من النور الإسلام حیث إنّه دین عالمی له أُصول وفروع. وخلافة الأوصیاء الإلهیّین هی من جملة هذه الأُصول التی یرتکز علیها الإسلام ، کما أنّ وظائف النبیّ(صلى الله علیه وآله) تکمل بإمامة هؤلاء الأوصیاء ، وأیّ حکومة من حکومات العالم إذا ظهرت فی منطقة ما فإنّها تعمل على ضمان دیمومة مشروعها بنصب من یلی الأُمور وإلاّ فإنّها لن تحقق أهدافها ولم تکمل برنامجها. ولذلک قام النبیّ(صلى الله علیه وآله) قبل التحاقه بربّه بتعیین أمیر المؤمنین(علیه السلام)وصیّاً من بعده ، وعمله (صلى الله علیه وآله وسلم)هذا أشبه بعمل مهندس مکلف ببناء عمارة ضخمة لا ینبغی له أن ینقص منها شیئاً، والنبی (صلى الله علیه وآله وسلم)کان مکلفاً ببناء صرح الإسلام ومسؤولاً عن دیمومته واستمراره ، فنزلت بعد تنصیبه لعلی الآیة الکریمة : (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَرَضِیتُ لَکُمْ الاِْسْلاَمَ دِیناً)([6]) ،([7]) فالإمامة هی جزءٌ من النور الذی وعد الله بإکماله .   [1] . الصفّ: 8 .          2 . التغابن: 8 . [2] . الکافی: 1 / 432، برقم 91 . [3] . التوبة: 33 . [4] . الکافی: 1 / 432، برقم 91 . [5] . المصدر السابق: 2 / 599. [6] . المائدة : 3 . [7] . نزول آیة الإکمال فی غدیر خمّ نقلها 16 محدِّثاً ومفسِّراً ، راجع کتاب الغدیر : 1 / 230ـ 238 .


| رمز الموضوع: 12801