هل یعتبر إسلام من لم یسمع بولایة علی (علیه السلام)إسلاماً ناقصاً؟

کان فی عهد النبیّ(صلى الله علیه وآله) أُناس یرونه مرّة واحدة ثمّ یذهبون لدیارهم، فلم یسمعوا شیئاً عن ولایة علیّ بن أبی طالب(علیه السلام)وأبنائه وأحفاده (صلى الله علیه وآله وسلم)جمیعاً  . فهل إسلامهم ناقص ؟ الجواب : أمّا نقضاً فإنّ أئمة ا

کان فی عهد النبیّ(صلى الله علیه وآله) أُناس یرونه مرّة واحدة ثمّ یذهبون لدیارهم، فلم یسمعوا شیئاً عن ولایة علیّ بن أبی طالب(علیه السلام)وأبنائه وأحفاده (صلى الله علیه وآله وسلم)جمیعاً  . فهل إسلامهم ناقص ؟ الجواب : أمّا نقضاً فإنّ أئمة الحدیث والأشاعرة یعدّون الإیمان بخلافة الخلفاء الأربعة وحتّى تفاضلهم حسب زمن إمامتهم  من صمیم الإیمان .([1]) وعلى ضوء هذا نسأل: لقد کان عدد من الصحابة یرون النبی (صلى الله علیه وآله وسلم)مرة واحدة ثم یذهبون إلى دیارهم، فهؤلاء لم یسمعوا عن خلافة الأربعة فهل أنّ إسلامهم کان ناقصاً؟! أمّا حلاًّ: إنّ أُولئک الذین لم یشهدوا نزول کثیر من الأحکام کانوا قد بایعوا النبیّ(صلى الله علیه وآله) بیعة عامّة وإجمالیّة تتضمّن التزامهم بطاعة النبیّ(صلى الله علیه وآله) فی کلّ ما نزل وما سینزل علیه من وحی ویستجدّ من أحکام ، وإن وصلهم فیما بعد شیء من تلک الأحکام کانوا سیقبلونه طائعین ومسلّمین . وإمامة علیّ(علیه السلام) رغم أنّها طُرحت لأوّل مرّة فی ما یسمّى بـ «یوم الدار» عندما نزل قوله تعالى : (وَأَنذِرْ عَشِیرَتَکَ الاَْقْرَبِینَ)([2]) فی السنة الثالثة للبعثة ، إلاّ أنّها لم تکن ذات طابع رسمی ، أمّا مع حلول حجّة الوداع وما أعقبها من واقعة غدیر خمّ حیث تمّ إعلان إمامة علیّ(علیه السلام) بشکل رسمیّ وعلنی حضره أغلب المسلمین ، فقاموا بمبایعته رجلاً رجلاً وامرأةً امرأة . أمّا الأشخاص الذین فارقوا الحیاة قبل إعلان الإمامة فی یوم الغدیر ونزول حکمها من قِبل الله تعالى ، فهم أشخاصٌ لیس لهم أیّ تکلیف إزاء إمامة علیّ ، وقد کان إقرارهم الإجمالی والتصدیق الکلّی بجمیع ما جاء به النبیّ(صلى الله علیه وآله) وما سیجیء به کافیاً فی تمامیة إسلامهم . وبهذا لا یبقى مجال لصاحب الأسئلة للقول بأنّ إسلامهم کان ناقصاً!! .   [1] . لاحظ: مقالات الإسلامیین: 323 ; والإبانة عن أُصول الدیانة: 190، الباب 16 . [2] . الشعراء : 214 .


| رمز الموضوع: 12806