الشیعة یتقربون إلى الله سبحانه بسبّ کبار الصحابة

بینما نجد الشیعة یتقرّبون إلى الله بسبّ کبار الصحابة لا سیما الخلفاء الثلاثة ، لا نجد سنیّاً واحداً یسبّ واحداً من آل البیت(علیهم السلام) ؟ الجواب : الشیعة هم أتباع أمیر المؤمنین علیّ(علیه السلام) الذی کان یأمرهم دائماً بقوله :

بینما نجد الشیعة یتقرّبون إلى الله بسبّ کبار الصحابة لا سیما الخلفاء الثلاثة ، لا نجد سنیّاً واحداً یسبّ واحداً من آل البیت(علیهم السلام) ؟ الجواب : الشیعة هم أتباع أمیر المؤمنین علیّ(علیه السلام) الذی کان یأمرهم دائماً بقوله : «إنّی أکره لکم أن تکونوا سبّابین ، ولکنّکم لو وَصَفْتم أعمالهم وذکرتم حالهم کان أصوب فی القول وأبلغ فی العذر»([1]) . إذن ; فالسباب هو تصرّف بعید عن التربیة والأخلاق ، ورسول الله(صلى الله علیه وآله)یقول : «سِبابُ المؤمنِ فُسوق» کما یدلّ على افتقار صاحبه للعلم والثقافة . لذلک فإنّ ما یمکن مشاهدته أو سماعه عن الشیعة فهو : أوّلاً : أنّ عدد أصحاب النبیّ(صلى الله علیه وآله)قُدّر بمائة ألف شخص ، والمدوّن من أسمائهم هو حوالی خمسة عشر ألفاً والبقیّة المتبقّیة مجهولون ، فکیف نقبل بقیام شخص عاقل مثقّف بعداوة وسبّ أشخاص مجهولین لا یعرفهم ؟! ثانیاً : الصحابة الذین ذُکرت أسماؤهم حوالی خمسة عشر ألفاً ـ کما ذکرنا ـ فیهم قسمٌ کبیر لم یشارکوا فی ظلم أهل البیت(علیهم السلام) ، کما أنّ هناک فریقاً منهم کان من أتباع علیّ(علیه السلام) المعتقدین بإمامته من أوّل یوم نصبه فیه رسول الله(صلى الله علیه وآله) ، وکانوا من المدافعین عن حقّه . فکیف نسمح بسبّهم ؟! أمّا أُولئک الذین تجاوزوا حدودهم فی التعدّی على أهل بیت العصمة والطهارة وابتزّوهم وسلبوهم حقوقهم وأنزلوهم من منزلتهم التی ارتضاها الله لهم ، فهم الذین مازالوا مورداً لانتقاد الشیعة وإدانتهم، والمیزان فی ذلک هو عرض أعمالهم تلک على موازین الإسلام، وعند ذلک یتضح استحقاقهم لذلک الانتقاد والتقریع . مثلاً ولید بن عقبة قد وصفه القرآن بالفاسق فی الآیة السادسة من سورة الحجرات ، وهناک فریق ترک النبیّ(صلى الله علیه وآله) قائماً یصلّی الجمعة وتوجّه إلى التجارة واللهو عند سماعه بوصول القافلة المحمّلة بالبضائع، قال سبحانه: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَیْهَا وَتَرَکُوکَ قَائِماً . . .)([2]) . أفیمکن الترضی علیهم، وطلب الرحمة لهم، أو أنّ الوظیفة فی المقام هو التبری من الفاسق والمبتز لکرامة النبی (صلى الله علیه وآله وسلم)؟! والجدیر بالذِّکر أنّ الخلفاء والصحابة لم یکونوا یحظون بهذه القدسیّة والعصمة وبهذه المکانة الرفیعة التی یحاول البعض تصویرهم بأنّهم فوق النقد ولا یمکن الحدیث عن تاریخهم وما قاموا به وتحت غطاء کونهم صحابة النبی (صلى الله علیه وآله وسلم)، ولکن بمرور الزمن جاء من یُضفی هذه القداسة على الصحابة (بدون استثناء) کعنوان مماثل لما یحظى به أئمّة أهل البیت(علیهم السلام) . ولنعد مرّةً أُخرى إلى صحیح البخاری ونقلّب صفحاته ونحقّق ما جاء فیه حول تفسیر سورة النور فی الحدیث رقم 4720 ، حیث نرى أنّ اثنین من کبار الصحابة  ـ أحدهما سعد بن معاذ والآخر سعد بن عبادة ـ تخاصما فی محضر النبیّ(صلى الله علیه وآله) حیث قال سعد بن عبادة لسعد بن معاذ : أُقسم بالله إنّک لتکذب! وقال أسید بن حضیر لسعد بن عبادة : أُقسم بالله إنّک أنت الذی یکذب! أنت منافق وتدافع عن المنافقین!! . هذا هو موقف الصحابة عند أنفسهم فی ذلک الوقت فکیف نصفهم بالعدل والقداسة من أوّلهم إلى آخرهم فی حیاة  النبی وبعد رحیله. إنّ خصام عمّار بن یاسر مع خالد بن الولید فی محضر النبیّ(صلى الله علیه وآله)معروف([3]) ، ولم یقل النبیّ(صلى الله علیه وآله) على الإطلاق أنّکما وصفتُما بعضکما بالکذب والنفاق ، وعلیه تکونا قد خرجتما من الإسلام . والنبیّ(صلى الله علیه وآله) وصف قسماً من أصحابه بـ «الفئة الباغیة» عندما رأى عمّار بن یاسر ووجهه ملطّخ بالطین والتراب وهو جالس فجعل(صلى الله علیه وآله) یمسح رأسه ویقول : «طوبى ابن سمیّة ، تقتلک الفئة الباغیة» . وقال أیضاً : «ما لهم ولعمّار یدعوهم إلى الجنّة ویدعونه إلى النار» ([4]). أضف إلى کلّ هذا إنّ التکفیر واللّعن لا یخرج الإنسان عن الدِّین طِبقاً للمذهب الأشعری. ([5]) ثم کیف یدّعی السائل أنّه لم یجد سنیّاً واحداً یسب واحداً من آل البیت!! فهل نسیَّ ما قام به معاویة من سب الإمام علی (علیه السلام)والأمر بلعنه وسبه على المنابر!! وهل هو یجهل أو یتجاهل الحیف والضیم الّذی تعرّض له أهل البیت(علیهم السلام)على مرّ التاریخ من سم الإمام الحسن (علیه السلام)مروراً بواقعة کربلاء و... ویکفی أن یراجع فی هذا المجال «مقاتل الطالبین» لأبی الفرج الاصفهانی، لیعرف بطلان ما یدّعیه. ولا ینسى الکاتب أن یراجع الشعراء الذین أثنوا على قاتل أمیر المؤمنین (علیه السلام)، کما فعل ذلک عمران بن حطّان.   [1] . نهج البلاغة ، الکلمات القصار : 206 . [2] . الجمعة : 11 . [3] . مستدرک الحاکم: 3 / 29 . [4] . صحیح البخاری: 1 / 115 ; مسند أحمد: 3 / 91 ; مستدرک الحاکم : 3 / 149 ; جامع الأُصول : 9 / 44، الحدیث 6583 . [5] . راجع: الفصل لابن حزم: 4 / 204 .


| رمز الموضوع: 12809