الأئمة(علیهم السلام)والأُمور الخارقة للعادة

إذا کان لعلیّ وولدیه(علیهم السلام) کلّ تلک الخوارق التی یرویها الشیعة ، فلماذا نجد الحسن یضطرّ للصلح مع معاویة ، والحسین یتعرّض للتضییق ثمّ للقتل ولم یحصل على مبتغاه ؟ الجواب : نقضاً: أنّ النبیّ(صلى الله علیه وآله) یتمتّع بقدرة کبیر

إذا کان لعلیّ وولدیه(علیهم السلام) کلّ تلک الخوارق التی یرویها الشیعة ، فلماذا نجد الحسن یضطرّ للصلح مع معاویة ، والحسین یتعرّض للتضییق ثمّ للقتل ولم یحصل على مبتغاه ؟ الجواب : نقضاً: أنّ النبیّ(صلى الله علیه وآله) یتمتّع بقدرة کبیرة جدّاً تفوق العادة ، فحادثة المعراج وشقّ القمر وغیرها من المعجزات والکرامات التی ملأت کتب الحدیث ونُقِلت بشکل متواتر ، شاهدة على ذلک ; ومع هذه القدرة التی تفوق العادة فإنّه(صلى الله علیه وآله) تعرّض فی غزوة أُحد لکسر رباعیّته من قِبل أحد الأعداء حیث رماه بسهم وقیل بحجر ، فأُدمی وجهه الشریف ، واستشهد سبعون صحابیّاً بین یدیه. وفی غزوة الخندق ربط حجراً على بطنه الشریف من شدّة الجوع ، وفی الحدیبیّة اضطرّ إلى عقد الصلح مع مشرکی مکّة ، وفی غزوته ضدّ هوازن فرَّ جیشه من المعرکة منهزماً ، وفی محاصرته(صلى الله علیه وآله) فی الطائف لم یحقّق أیّ انتصار یُذکر . فلماذا یواجه النبیّ(صلى الله علیه وآله) کلّ هذه المشکلات رغم أنّ له قوّةً خارقة للعادة ؟! والجواب: حلاًّ : أنّ الأنبیاء(علیهم السلام) یعتمدون فی تبلیغ دعوتهم ومحاربة أعدائهم على أسالیب عادیة ، ولا یستخدمون قدرتهم التی تفوق العادة إلاّ فی إثبات نبوّتهم أو فی بعض الموارد الخاصّة التی توجب لجوءهم إلى القوّة الغیبیّة والاستعانة بها . وکذلک الحال فی أمیر المؤمنین وأبنائه(علیهم السلام) فإنّهم أُمروا بإدارة شؤون الخلافة والإمامة بالوسائل الطبیعیّة ، ولذلک لم یلجأوا إلى استخدام القوّة الغیبیّة . ثمّ إنّ السائل الجاهل قد سمح لنفسه بأن یتجرّأ على الإمام الحسین(علیه السلام)وینتقص منه ؟! لیأتی ویقول إنّ الحسین(علیه السلام) لم یحقّق هدفه ؟! وقد جهل أنّ الحسین(علیه السلام) قد حقّق أقصى هدف له ، لأنّ هدفه کان إیقاظ الهمم وبعث روح حبّ الشهادة ، والأمر بالمعروف والنهی عن المنکر ، وتحریر الأُمّة من قبضة الحکّام الأمویّین  الظلمة، بل وتألیب الأُمّة علیهم . وقد تحقّق له ذلک ، فکلّ الثورات التی أعقبت شهادته(علیه السلام) کانت من ثمار ثورته المبارکة . إنّ جامع الأسئلة ومروّجها تصوّر أنّ الحسین (علیه السلام) یسعى للحصول على القدرة السیاسیّة والسلطنة، ولهذا تراه یقول : إنّه لم یحقّق مبتغاه!! . لقد أعطى(علیه السلام) بشهادته حیاةً جدیدة للأُمّة ، وأوجد فی المجتمع الإسلامی حیاةً اجتماعیّة دائمة ومتجدّدة بفضل تضحیته بحیاته الدنیویة ، وفتح صفحة جدیدة فی حیاته البرزخیّة لیحیا فیها خالداً (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْیَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ _169_ƒ_فَرِحِینَ بِمَا آتَاهُمْ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ)([1]) .   [1] . آل عمران : 168 ـ 169 .


| رمز الموضوع: 12813