لقد کفرت القادیانیّة بادّعائها النبوّة لزعیمها ، فما الفرق بینها وبین الشیعة الذین یزعمون لأئمّتهم خصائص الأنبیاء و...؟

الجواب : بالرجوع إلى أی کتاب من أحد الکتب العقائدیة للشیعة یتّضح الفرق بین الفریقین ; فقیاس الشیعة بهم إهانة لهم. فالشیعة یعتقدون أنّ النبوّة قد خُتمت بالنبیّ(صلى الله علیه وآله)، وأنّ الوحی قد انقطع بوفاته(صلى الله علیه وآله) ، وأنّه لن یک

الجواب : بالرجوع إلى أی کتاب من أحد الکتب العقائدیة للشیعة یتّضح الفرق بین الفریقین ; فقیاس الشیعة بهم إهانة لهم. فالشیعة یعتقدون أنّ النبوّة قد خُتمت بالنبیّ(صلى الله علیه وآله)، وأنّ الوحی قد انقطع بوفاته(صلى الله علیه وآله) ، وأنّه لن یکون هناک نبیٌّ بعده إلى یوم القیامة . ولکن کلّ هذا لا یکون مانعاً من أن تشمل عنایة الله سبحانه بعض عباده الصالحین فیجعلهم علماء فهماء من عنده من دون أن یدرسوا على ید أحد، کما هو الحال فی حق أئمتهم وهذا لیس بأمر غریب وله نظائر، فهذا مصاحب موسى یصفه القرآن الکریم: (فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَیْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَ عَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا)([1])، وعلى ضوء ذلک فقد شملت عنایته سبحانه أهل بیت النبی (صلى الله علیه وآله وسلم)فطهرهم من الدنس والذنب وعلّمهم من لدنه ـ من دون أن یکونوا أنبیاء ـ لیقوموا بوظائف النبی بعد رحیله باستثناء تلقّی الوحی . ویشیر إلى هذا ما رواه مسلم فی صحیحه حیث قال النبی (صلى الله علیه وآله)لعلیّ(علیه السلام) : «أنت منّی بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبیّ بعدی»([2]) . فأی إشکال فی هذا، فإنّ غلق باب النبوة وختمها لیس بمعنى ختم عنایته سبحانه ببعض عباده باللطف والرحمة والکرامة والعظمة. والخصائص الّتی زعم القائل بأنّ ثبوتها للأئمة یلازم النبوة عبارة عن القول بعصمتهم أو اطّلاعهم على الغیب بإذن الله تعالى، أو ما یشبه ذلک، ولکن السائل غفل عن أنّ العصمة أعم من النبوة، فهذه مریم بنت عمران کانت معصومة ومطهرة ولم تکن نبیّةً.([3]) وهذا مصاحب موسى کان مطلعاً على الغیب ولم یکن نبیاً بل کان ولیاً من أولیاء الله تعالى.(4) ألیس دفن الخلیفتین مع الرسول (صلى الله علیه وآله وسلم)دلالة على مکانتهما ومنزلتهما         وکان یوسف (علیه السلام)واقفاً على الغیب قبل أن یکون نبیاً حیث أخبر صاحبیه فی السجن بمصیرهما وأنّ أحدهما یصلب، والآخر یکون ساقیاً للملک .([4]) والحق أنّ القوم لم یدرسوا مسألة الولایة والخلافة عن النبیّ إلاّ على ضوء الحکومات العامة من وزیر إلى رئیس وزراء إلى رئیس جمهوریة وغیر ذلک، فالإمام والخلیفة عندهم کهؤلاء، ومن المعلوم أنّهم لا یوصفون بالعصمة ولا بالاطلاع على الغیب ولا بشیء غیر ذلک.   [1] . الکهف: 65 . [2] . صحیح مسلم: 7 / 120، برقم : 2404 . [3] . آل عمران: 42 .    4 . الکهف: 79 . [4] . یوسف: 41 .


| رمز الموضوع: 12816