الخلیفة الحق بعد رسول الله (صلى الله علیه وآله وسلم)هو أبو بکر

لقد کان الخلیفة الحقّ بعد رسول الله(صلى الله علیه وآله) هو أبو بکر ، والدلیل على هذا : 1 ـ اتّفاق الصحابة وإجماعهم على طاعته ، ولو لم یکن خلیفة حقّاً لما أطاعوه . 2 ـ أنّ علیّاً(علیه السلام) ما خالفه ولا قاتله . الجواب&nb

لقد کان الخلیفة الحقّ بعد رسول الله(صلى الله علیه وآله) هو أبو بکر ، والدلیل على هذا : 1 ـ اتّفاق الصحابة وإجماعهم على طاعته ، ولو لم یکن خلیفة حقّاً لما أطاعوه . 2 ـ أنّ علیّاً(علیه السلام) ما خالفه ولا قاتله . الجواب : أمّا فیما یتعلّق بالنقطة الأُولى ، حیث یقول : إنّ خلافة أبی بکر کانت باتّفاق الصحابة ، فهذا ادّعاء لیس بعده ادّعاء ، وصاحب هذا الکلام إمّا أنّه لا یعرف ما حدث فی سقیفة بنی ساعدة ، وإمّا أنّه یعرفها ویُخفیها ; لأنّ مخالفة بیعة أبی بکر ورفضها من قِبل جُلّ المسلمین آنذاک ، أمر ثابت فی التاریخ ومن أمثلته ما یلی: 1 ـ امتناع قبیلة الخزرج عن بیعة أبی بکر ـ وهی تشکّل نصف الأنصار کما نعلم ـ لأنّ هذا الفریق کان مصمّماً على أن یتولّى زمام الخلافة الصحابی سعد بن عبادة ، ولما تمت الخلافة لأبی بکر بأسباب وأسباب خاف سعد فلحق بالشام ، ولکن للأسف تعرّض هناک لعملیّة اغتیال مدبّرة أودت بحیاته ، ولم یُعرف قاتله ، وقد نسبوا عملیّة قتله إلى الجنّ ، یقول شاعرهم : قد قتلنا سیّد الـ *** ـخزرج سعد بن عبادة فرمیناه بسهمیـ *** ـن فلم نخط فؤاده([1]) 2 ـ امتناع بنی هاشم وعدد من الصحابة عن بیعة أبی بکر ، فتحصنوا فی بیت فاطمة (علیها السلام) فتعرّضوا للتهدید من قبل مبعوث الخلافة بأنّه إذا لم یخرجوا للمبایعة فسیتمّ إحراق البیت بمَن فیه ، وهذه الحادثة لیس من السهل إنکارها ، فقد اتفقت المصادر التاریخیة على أنّ عمر وقنفذ مولى أبی بکر وغیرهما أتوا دار علیّ(علیه السلام)وکریمة النبیّ(صلى الله علیه وآله)فاطمة الزهراء(علیها السلام)، واقتحموه لیخرجوا من فیه للبیعة. قال ابن قتیبة: إنّ أبا بکر تفقّد قوماً تخلّفوا عن بیعته عند علی (کرّم الله وجهه)، فبعث إلیهم عمر فجاء فناداهم وهم فی دار علی، فأبوا أن یخرجوا فدعا بالحطب، وقال: والّذی نفس عمر بیده لتخرجنّ أو لأحرقنها على مَنْ فیها، فقیل له: یا أبا حفص أنّ فیها فاطمة، فقال: وإن... إلى أن قال: ثم قام عمر فمشى معه جماعة حتّى أتوا دار فاطمة فدقوا الباب فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: یا أبت ] یا [ رسول الله، ماذا لقینا بعدک من ابن الخطاب، وابن أبی قحافة .([2]) وأمّا النقطة الثانیة التی قال فیها: إنّ علیّاً ما خالف أبا بکر وما قاتلهُ ، فقد تعرّضنا للحدیث عنها مرّات عدیدة ، وقلنا خلالها إنّ أمیر المؤمنین علیاً(علیه السلام)قد ذکر فی بعض خطبه([3]) علّة سکوته حیث إنّ الأوضاع بعد وفاة النبیّ(صلى الله علیه وآله)کانت فی غایة الاضطراب لدرجة أنّ قیامه(علیه السلام) من أجل أخذ حقّه سیکون له أثرٌ فی إزالة الإسلام من أصله ، فقدّم بقاء أصل الإسلام على المطالبة بحقّه ، لأنّ الأوضاع السائدة آنذاک خیّرته بین أخذ حقّه وزوال أصل الإسلام ، هذا هو الإمام علی (علیه السلام)وقد رفع الستر عن سبب عدم قتاله القوم: «فأمسکت یدی حتّى رأیت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام یدعون إلى محق دین محمد (صلى الله علیه وآله وسلم)، فخشیت إن لم أنصر الإسلام وأهله أرى فیه ثلمة أو هدماً تکون المصیبة به علیَّ أعظم من فوت ولایتکم».([4]) لو کان معاویة کافراً ومرتداً فلماذا سلم له الحسن(علیه السلام) زمام أمر المسلمین؟  وأمّا بالنسبة للناکثین والقاسطین والمارقین (أصحاب الجمل وجیش معاویة والخوارج) فقد أمره(صلى الله علیه وآله)بقتالهم ، وقد تعرّضنا لهذه المسألة فلا داعی للتکرار .   [1] . تفسیر القرطبی: 1 / 317 ; تاریخ مدینة دمشق: 2 / 266 . [2] . المصنّف لابن أبی شیبة: 8 / 572; أنساب الأشراف للبلاذری: 1 / 586، طبعة دار المعارف، القاهرة; الإمامة والسیاسة لابن قتیبة: 1 / 12 و 13 طبعة المکتبة التجاریة الکبرى، مصر; تاریخ الطبری: 2 / 443 طبعة بیروت، ; العقد الفرید لابن عبد ربه: 3 / 87 تحقیق خلیل شرف الدِّین; الاستیعاب: 3 / 979 تحقیق علی محمّد بجاوی . [3] . نهج البلاغة ، الخطبة رقم 56 . [4] . نهج البلاغة، الکتاب رقم 62 .


| رمز الموضوع: 12820