یدّعی الشیعة أنّ معاویة کان کافراً ومرتدّاً ، فلماذا سلّم له الحسن(علیه السلام) زمام أمر المسلمین وهو یعلم أنّه مرتدّ ؟

یدّعی الشیعة أنّ معاویة کان کافراً ومرتدّاً ، فلماذا سلّم له الحسن(علیه السلام) زمام أمر المسلمین وهو یعلم أنّه مرتدّ  ؟ ولازم ذلک أن یکون علی مغلوباً من المرتدّین وان الحسن قد سلّم أمر المسلمین إلى المرتدّین. الجواب : یعتقد فقهاء المسلم

یدّعی الشیعة أنّ معاویة کان کافراً ومرتدّاً ، فلماذا سلّم له الحسن(علیه السلام) زمام أمر المسلمین وهو یعلم أنّه مرتدّ  ؟ ولازم ذلک أن یکون علی مغلوباً من المرتدّین وان الحسن قد سلّم أمر المسلمین إلى المرتدّین. الجواب : یعتقد فقهاء المسلمین ـ شیعةً وسنّة ـ بأنّ معاویة بغى، یعنی خرج على إمام زمانه المفترض الطاعة ، فهو معدود عندهم من الظالمین والبُغاة . یقول أحمد بن حنبل : لو لم یُحارب أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب(علیه السلام) البُغاة لما عرف فقهاء الإسلام أحکام البُغاة ،([1]) وقد قاتل ثلاث فرق بأمر النبیّ(صلى الله علیه وآله) هم : أ ـ الناکثون (أصحاب الجمل) . ب ـ القاسطون (الظالمین والبُغاة) . ج ـ المارقون (الخوارج الذین مرقوا وخرجوا من الدِّین) . ثمّ إنّ أمیر المؤمنین(علیه السلام) یستحیل علیه أن یخسر حرباً ، لأنّه عمل بتکلیفه، تالیاً قوله سبحانه: (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَیَیْنِ)([2]) ، شأنه فی ذلک شأن النبیّ الأکرم(صلى الله علیه وآله) الذی قد انهزم ـ فی الظاهر ـ فی غزوة أُحد وغزوة حُنین ، إلاّ أنّ النصر الواقعی کان حلیفه لأنّه عمل بتکلیفه ووظیفته . وأمّا ما یرجع إلى الإمام الحسن(علیه السلام) فإنّه لم یلجأ إلى الصلح حتّى یُقال إنّه سلّم زمام أمر المسلمین للبُغاة ، وإنّما أُجبر على الصلح ، وقد أُشیر فی جواب الأسئلة المتکرّرة الماضیة إلى علل صلح الإمام الحسن(علیه السلام) . وإذا کان الحسن بن علیّ(علیهما السلام) ـ طبقاً لعقیدة صاحب الأسئلة ـ بصلحه مع معاویة قد جعل زمام أمر المسلمین بید شخص مرتدّ ، فإنّه یجب القول إنّ نبیّ الإسلام(صلى الله علیه وآله) الذی عقد صُلح الحدیبیّة مع مشرکی مکّة قد أودع بیت الله والمسلمین المحتجزین فی مکّة بید المشرکین . والجواب عن کلا الصلحین هو کونهما جاءا تحت الضغط والاضطرار ، وکون المصالح اقتضت ذلک أیضاً .   [1] . شرح إحقاق الحق: 31 / 359 . [2] . التوبة: 52 .


| رمز الموضوع: 12821