الشیعة والجمع بین العصمة والتقیة للأئمة(علیهم السلام)

لقد جمع الشیعة لأئمّتهم بین العصمة والتقیّة ، وهما ضدّان لا یجتمعان ، لأنّه ما الفائدة من عصمة أئمّتکم إذا کنتم لا تدرون صحة ما یقولونه ویعملونه، طالما أنّ تسعة أعشار دینکم التقیة؟ أهو من التقیّة أم لیس من التقیّة ؟ الجواب : أوّلاً:

لقد جمع الشیعة لأئمّتهم بین العصمة والتقیّة ، وهما ضدّان لا یجتمعان ، لأنّه ما الفائدة من عصمة أئمّتکم إذا کنتم لا تدرون صحة ما یقولونه ویعملونه، طالما أنّ تسعة أعشار دینکم التقیة؟ أهو من التقیّة أم لیس من التقیّة ؟ الجواب : أوّلاً: أنّ أئمة أهل البیت(علیهم السلام)ینطقون بالحقائق ویفتون بأحکام الله سبحانه حسب ما فی الکتاب والسنّة وحسب ما رُزقوا من العلم من لدنه سبحانه وتعالى. نعم هم فی موارد خاصة إذا کان الحکم الواقعی مخالفاً لما راج عن فقهاء السلطة، فهنا یفتی الإمام بما یطابق آراءهم حفاظاً على دماء الشیعة وأموالهم ونوامیسهم، وهذا بالنسبة للقسم الأوّل شیء قلیل، وذلک لأنّ فقهاء السنة لم یکونوا على رأی واحد فهم کانوا مختلفین، وإنّما الخطر فی المورد الّذی تتفق کلمتهم فیه على حکم معیّن وشاع بین الحکام، وکان هذا الأمر مخالفاً للواقع . وثانیاً:  أنّ استعمال التقیّة فی تلک الموارد الخاصّة ، لا یورث عدم الاعتماد على أقوالهم فی کافة الموارد ; لأنّ أُسلوب الإمام فی موارد التقیّة یکون بشکل یوحی بأنّ الإمام أفتى تقیة، وقد کان أصحاب الأئمّة یفهمون ذلک جیّداً ویمیّزون بین ما هو صادر منهم(علیهم السلام) على نحو التقیّة ، وبین غیره . والمطّلعون على روایات الأئمّة المعصومین یفرّقون بین تلک الأحادیث اعتماداً على القرائن الحافّة بنفس الحدیث ویمیزون بین ما صدر تقیّة عن غیره.


| رمز الموضوع: 12828