رضا الله عن الصحابة فی القرآن الکریم

وردت آیات کثیرة تدلّ على أنّ الله رضی عن الصحابة ، ویشهد علیه قوله تعالى: (الَّذِینَ یَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِیَّ الأُمِّیَّ الَّذِی یَجِدُونَهُ مَکْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِی التَّوْرَاةِ وَ الإِنْجِیلِ یَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَاهُمْ عَ

وردت آیات کثیرة تدلّ على أنّ الله رضی عن الصحابة ، ویشهد علیه قوله تعالى: (الَّذِینَ یَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِیَّ الأُمِّیَّ الَّذِی یَجِدُونَهُ مَکْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِی التَّوْرَاةِ وَ الإِنْجِیلِ یَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْکَرِ وَ یُحِلُّ لَهُمُ الطَّیِّبَاتِ وَ یُحَرِّمُ عَلَیْهِمُ الْخَبَائِثَ وَ یَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الأَغْلاَلَ الَّتِی کَانَتْ عَلَیْهِمْ فَالَّذِینَ آمَنُوا بِهِ وَ عَزَّرُوهُ وَ نَصَرُوهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِی أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)([1]) ولکن الشیعة یقولون إنّ الصحابة کانوا مؤمنین فی حیاة رسول الله(صلى الله علیه وآله)لکنّهم ارتدّوا بعد وفاته ، وهذا أمرٌ عجیب ؟ الجواب : بعض الآیات التی استند إلیها فی الاستدلال على أفضلیّة الصحابة لا تختصّ بالصحابة ، بل بیّنت قضایا کلّیة شملت الصحابة والتابعین وجمیع المسلمین الذین سیأتون مستقبلاً على طول الزمان ، مثل قوله تعالى : (الَّذِینَ یَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِیَّ الاُْمِّیَّ الَّذِی یَجِدُونَهُ مَکْتُوباً عِنْدَهُمْ فِی التَّوْرَاةِ وَالاِْنجِیلِ . . .) . فنقول: أوّلاً : هذه الآیة مرتبطة بأهل الکتاب وذلک بقرینة: (مَکْتُوباً عِنْدَهُمْ)یعنی أنّ الأشخاص من أهل الکتاب الذین یعرفون علامات النبیّ(صلى الله علیه وآله)الموجودة فی کتبهم یؤمنون به ویکونون عوناً له . إذن : فالآیة لیس لها علاقة إلاّ بأهل الکتاب ، وإذا قلنا إنّها کلّیة فهی تشمل جمیع المسلمین الذین سیکونون فی المستقبل . ثانیاً : ذکرنا «أنّ القول بارتداد الصحابة کلهم إلاّ ثلاثة» تهمة یحاول جامع الأسئلة جاهداً إلصاقها بالشیعة ، ومن المحال أن یکون لدینا اعتقاد بارتداد عامة الصحابة ، وقلنا مراراً إنّ ما یناهز مائتی وخمسین صحابیاً کانوا من روّاد التشیّع ، وأنّ فریقاً کبیراً من الصحابة غیر معروف عند المسلمین أصلاً ، وإذا وردت روایات فی هذا الشأن ([2]) فهی أخبار آحاد ومتشابهة ، وجامع الأسئلة على طبق عادته فی أغلب ما طرحه من مسائل لم یأت بشاهد واحد على هذه التهمة ، مرکّزاً فقط على تکرار کذبه عَلّه یجد له مکاناً عند القارئ ویؤثر علیه . ولکن نعطف نظره إلى وجود أکثر من عشر روایات فی مجموع صحاح أهل السنة تتحدّث عن ارتداد الصحابة ، حتّى أنّه وردت فیها; عندما رأى رسول الله(صلى الله علیه وآله) أنّ أصحابه منِعُوا من ورود حوض الکوثر نادى «أصیحابی! أصیحابی!» فجاء الجواب : «إنّک لا تدری ما أحدثوا بعدک ، إنّهم ارتدّوا على أدبارهم القهقرى» ، یرجى مراجعة کتاب جامع الأُصول لابن الأثیر حول هذه الروایات  . وإذا صحّ استدلالکم بالآیات الّتی تمدح الصحابة فیجب علیکم دراسة الآیات الّتی تذکر الأعمال السیئة لبعضهم ویکفی فی ذلک ما ورد من الآیات فی سورة التوبة، والآیة 11 من سورة الجمعة، والسادسة من سورة الحجرات، إلى غیر ذلک من الآیات الّتی تدل على أنّ الصحابة لم یکونوا على خط واحد.   [1] . الأعراف: 157 . [2] . الکشی فی رجاله: 6،  الحدیث 12 .


| رمز الموضوع: 12835