السنن الکونیة والشرعیة تشهد بأن أصحاب الأنبیاء أفضل أهل دینهم

السنن الکونیّة والشرعیّة تشهد بأنّ أصحاب الأنبیاء هم أفضل أهل دینهم ، فإنّه لو سئل أهل کلّ دین عن خیر أهل ملّتهم لقالوا أصحاب الرسل ، فلو سُئِلَ أهل التوراة عن خیر ملّتهم لقالوا أصحاب موسى ، ولو سُئل أهل الإنجیل عن خیر أهل ملّتهم لقالوا أصح

السنن الکونیّة والشرعیّة تشهد بأنّ أصحاب الأنبیاء هم أفضل أهل دینهم ، فإنّه لو سئل أهل کلّ دین عن خیر أهل ملّتهم لقالوا أصحاب الرسل ، فلو سُئِلَ أهل التوراة عن خیر ملّتهم لقالوا أصحاب موسى ، ولو سُئل أهل الإنجیل عن خیر أهل ملّتهم لقالوا أصحاب عیسى ، وکذلک سائر الأنبیاء . فلماذا عندما یتعلّق الأمر بأصحاب نبیّنا(صلى الله علیه وآله)تقولون إنّهم کفّار ؟ الجواب : اعتاد جامع الأسئلة على التکرار المملّ فی طرح أکاذیبه التی لا تنتهی ، ویحاول إلباسها بلباس الإشکال ، وممّا یزید فی صعوبة موقفه انعدام المصدر الذی ینقل عنه ، فراح یعوّض عنه بالکذب . فالادّعاء سهل ، ولکن إقامة الدلیل أمرٌ صعب . یقول : لو سئل أهل التوراة عن خیر ملّتهم لقالوا أصحاب موسى ، وهذا کلامٌ عجیب ، حیث إنّه یسأل أهل التوراة ویحتج به علینا، ولکنّه لم یسأل القرآن ماذا یقول فی أصحاب موسى(علیه السلام) ؟ ألم یرتدّوا فی غیاب موسى ؟ ألم یعبدوا العِجل بدلاً عن عبادة الله تعالى ؟! لقد اصطحب موسى(علیه السلام) معه أفضل بنی إسرائیل للمیقات ، ولکن بسبب کثرة عنادهم ولجاجهم سمّاهم بالسفهاء وقال : (أَتُهْلِکُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا)([1]) ، والقرآن قال فی شأن الطبقة الأُولى من أصحاب موسى (علیه السلام): (وَأُشْرِبُوا فِی قُلُوبِهِمْ الْعِجْلَ بِکُفْرِهِمْ)(2) . والعجیب هنا أنّ نفس هذه الطبقة الأُولى من أصحاب موسى(علیه السلام)تتعرّض للتوبیخ من قِبل الله تعالى: (وَلَقَدْ جَاءَکُمْ مُوسَى بِالْبَیِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمْ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ)([2]) . ویقول : لو سُئِل أهل الإنجیل عن خیر أهل ملّتهم لقالوا أصحاب عیسى(علیه السلام) ، والعجیب أنّ أصحاب الإنجیل ، یقرأون فی الإنجیل أنّ واحداً من حواریّی عیسى(علیه السلام) واسمه (یهودا الأسخریوطی) هو الذی أخبر عن مکان عیسى ممّا جعل أعداءه یُلقون القبض علیه ویتآمرون على قتله . أضف إلى ذلک فإن منطق القرآن یخالف ما ذکره جامع الأسئلة فهو یبشر ببروز شخصیات لامعة ـ بمرور الزمان ـ أفضل من الملتفین حول رسول الله، قال سبحانه: (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا مَنْ یَرْتَدَّ مِنْکُمْ عَنْ دِینِهِ فَسَوْفَ یَأْتِی اللهُ بِقَوْم یُحِبُّهُمْ وَیُحِبُّونَهُ أَذِلَّة عَلَى الْمُؤْمِنِینَ أَعِزَّة عَلَى الْکَافِرِینَ یُجَاهِدُونَ فِی سَبِیلِ اللهِ وَلاَ یَخَافُونَ لَوْمَةَ لاَئِم ذَلِکَ فَضْلُ اللهِ یُؤْتِیهِ مَنْ یَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِیمٌ)(4) . لماذا عمل الأئمة بالتقیة خلافاً لجدهم رسول الله (صلى الله علیه وآله وسلم)   ونحن نطلب من جامع الأسئلة أن یقرأ ما ورد فی تفاسیر أهل السنّة حول هذه الآیة المبارکة ، حتّى یتبیّن له أنّ المتأخّرین من المسلمین أفضل من المجموعة الأُولى من أصحاب النبیّ(صلى الله علیه وآله) . وسیرى أنّ الآیة المبارکة تصرّح باحتمال ارتداد فریق من المؤمنین ، وهناک آیات أُخرى أیضاً تشهد على حصول الارتداد فی صفوفهم ، قال تعالى : (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِیْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِکُمْ وَمَنْ یَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَیْهِ فَلَنْ یَضُرَّ اللهَ شَیْئاً وَسَیَجْزِی اللهُ الشَّاکِرِینَ)([3]) . هذا بالنسبة إلى الشق الأوّل من السؤال، وأمّا الشق الثانی منه فهو افتراء واضح لأنّ الشیعة تجل أصحاب النبی وتعتبرهمّ روّاد الدین الإسلامی وهی تتبع فی ذلک منهج الأئمة(علیهم السلام)ویکفیک أن تراجع دعاء الإمام السجاد (علیه السلام)وغیره فی هذا الصدد.   [1] . الأعراف : 155 .  2 . البقرة : 93 . [2] . البقرة : 92 .        4 . المائدة : 54 . [3] . آل عمران : 144 .


| رمز الموضوع: 12836