عصمة الأئمة(علیهم السلام)وصدور السهو والخطأ منهم (علیهم السلام)

یدّعی الشیعه عصمة أئمّتهم وهذا یخالف الروایات التی فیها أنّ الأئمّة یجوز علیهم صدور السهو والخطأ ، حتّى أنّ عالم الشیعة المجلسی قال : بأنّ المسألة فی غایة الإشکال ، لدلالة کثیر من الروایات والآیات على صدور السهو عنهم . الجواب :

یدّعی الشیعه عصمة أئمّتهم وهذا یخالف الروایات التی فیها أنّ الأئمّة یجوز علیهم صدور السهو والخطأ ، حتّى أنّ عالم الشیعة المجلسی قال : بأنّ المسألة فی غایة الإشکال ، لدلالة کثیر من الروایات والآیات على صدور السهو عنهم . الجواب : مسألة سهو الأئمّة مساویة لمسألة سهو النبیّ الأکرم(صلى الله علیه وآله) ، والرأی المشهور بین الإمامیّة هو أنّ المعصوم کما أنّه مصون عن ارتکاب الذنوب والمعاصی ، فهو أیضاً بعید عن الخطأ والنسیان ، لأنّ الخطأ والنسیان فی الأُمور الدنیویة ، یؤدّی شیئاً فشیئاً إلى شکّ الناس فی عصمتهم فی تبلیغ الأحکام . فقد نقل أهل السنّة أنّ النبیّ(صلى الله علیه وآله) صلّى رکعتین فقط فی الصلاة الرباعیّة ، وبعد أن فرغ سأله أحد الأصحاب واسمه ذو الیدین : أقصرت الصلاة، أم نسیت؟ فقال رسول الله (صلى الله علیه وآله وسلم)کل ذلک لم یکن».([1]) من هذه الجهة ، فإنّ فریقاً من أهل السنّة یعتقد أنّ النبیّ(صلى الله علیه وآله) کان یخطأ وینسى فی الأُمور الدنیویّة ، وهو نفس التساؤل المطروح فیما یتعلّق بالأئمّة(علیهم السلام) عند الشیعة ، فکبار الشیعة أمثال الشیخ المفید وهو من الشخصیّات البارزة الکبیرة ینفی عن الأئمّة أیّ نوع من أنواع السهو والخطأ ، وأجاب عن الروایات التی وردت فی إمکان حصول السهو والخطأ بأنّها خبر آحاد لا یفید علماً ولا عملاً. وأمّا الذین یعتقدون بسهو النبیّ(صلى الله علیه وآله)من الإمامیة فقد وجهت لهم انتقادات شدیدة. ([2]) والمرحوم المجلسی أیضاً ذکر أنّ المشهور بین الإمامیّة هو أنّه لا یمکن صدور السهو والخطأ عن الأئمّة ، ونقل أدلّة ذلک ، خصوصاً وأنّ الإمام مؤیّد بروح القُدس على الدوام ، وهی تحفظه من السهو والخطأ . ثمّ یذکر فی الأخیر : أنا لا أقول شیئاً فی هذه المسألة ; لأنّ لکلّ طرف دلیل. وأخیراً نذکّر أنّ عصمة الأنبیاء والأولیاء فی المسائل المتعلّقة بالتبلیغ والرسالة وبیان الأحکام الإلهیّة والمعارف لیست محلّ بحث وکلام ، وإن کان هناک من کلام فهو فی الأُمور الجزئیّة الدنیویّة التی لا علاقة لها بالدِّین والتربیة .   [1] . بحار الأنوار: 17 / 124 ; رسالة عدم سهو النبی للشیخ المفید: 4 وغیرهما. [2] . شرح عقائد الشیعة للصدوق : 66 .


| رمز الموضوع: 12888