علماء الشیعة والتناقض فی الإجماع

یعترف الشیعة بأنّ أحد أبرز علمائهم وهو ابن بابویه القمّی صاحب «من لا یحضره الفقیه» یقول بالإجماع فی مسألة ویدّعی إجماعاً آخر على خلافها ، فکیف یمکن الاعتماد علیه ؟ الجواب : أوّلاً : الکلام المنقول لا علاقة له بابن بابویه

یعترف الشیعة بأنّ أحد أبرز علمائهم وهو ابن بابویه القمّی صاحب «من لا یحضره الفقیه» یقول بالإجماع فی مسألة ویدّعی إجماعاً آخر على خلافها ، فکیف یمکن الاعتماد علیه ؟ الجواب : أوّلاً : الکلام المنقول لا علاقة له بابن بابویه المعروف بالصدوق ، بل هو عن الشیخ الطوسی ، ومؤلّف الکتاب ـ قصد السیّد الطریحی ـ یقول : إنّ الشیخ یدّعی فی مسألة الإجماع ، ویدّعی إجماعاً آخر على خلافها . ثانیاً : أنّ المتبحّرین فی الفقه أمثال الشیخ الطوسی الذی کان على مدى خمسین عاماً مشغولاً بالتحقیق والتدقیق فی بحر الفقه ، یمکنهم فی برهة زمانیة أن یتصوّروا أنّ الحکم الفلانی إجماعی بسبب بعض المعلومات الناقصة ، ولکن بمرور الزمان وتکامل العلم والفقاهة عندهم یظهر لهم خلاف ما رأوا. وهذا العمل من شخص غیر معصوم لیس أمراً بعیداً ، أضف إلى أنّ هذا النوع من الاختلاف فی عملیّة استنباط الحکم الشرعی لا علاقة له بالمسائل العقائدیّة والکلامیّة . وهذا لیس بالأمر العجیب وله ما یشابهه عند علماء أهل السنة، فهذا الإمام الشافعی له فقه کتبه فی العراق فلما ذهب إلى مصر غیّر فی کثیر من مسائله، فهل یصح أن نقول لأتباعه کیف تعتمدون علیه؟!


| رمز الموضوع: 12907