الشیعة بین إخفاء ولادة الإمام المهدی وبین من مات ولم یعرف إمام زمانه

یُقال للشیعة : لو کتم الصحابة مسألة النصّ على علیّ(علیه السلام)لکتموا فضائله ومناقبه فلم ینقلوا منها شیئاً ، وهذا خلاف الواقع ، فعُلم أنّه لو کان شیء من ذلک لنُقل ، لأنّ النصّ على الخلافة واقعةٌ عظیمة . الجواب : لم یقل الش

یُقال للشیعة : لو کتم الصحابة مسألة النصّ على علیّ(علیه السلام)لکتموا فضائله ومناقبه فلم ینقلوا منها شیئاً ، وهذا خلاف الواقع ، فعُلم أنّه لو کان شیء من ذلک لنُقل ، لأنّ النصّ على الخلافة واقعةٌ عظیمة . الجواب : لم یقل الشیعة فی أیّ وقت من الأوقات أنّ الصحابة کتموا النصّ على خلافة علیّ(علیه السلام) وأخفوه ، وإنّما الشیعة یقولون إنّ النصّ على ولایة علیّ(علیه السلام) نقله مائة وعشرون صحابیاً وأربعة وثمانون تابعیّاً وثلاثمائة وستّون عالماً.([1]) وأمّا بالنسبة لذِکر الفضائل فیلزم التذکیر أنّها کانت رهینة الحبّ والبغض ، فامتنع بعض أصحابه عن ذکر فضائله خوفاً وامتنع أعداءه بغضاً وحقداً ، ومع ذلک أتاح سبحانه لسان قوم لذکر مناقبه وفضائله إتماماً للحجة . قال أحمد بن حنبل: ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله (صلى الله علیه وآله وسلم)من الفضائل ما جاء لعلی بن أبی طالب (رضی الله عنه).([2]) وقال الشافعی: ما أقول فی رجل أخفت أعداؤه مناقبه حسداً وأولیاؤه خوفاً وظهر بین ذین وذین ما به ملؤ الخافقین .([3]) وقال آخرون: ما أقول فی رجل أقرّ له أعداؤه وخصومه بالفضل، ولم یمکنهم جحد مناقبه، ولا کتمان فضائله، فقد علمت أنّه استولى بنو أُمیة على سلطان الإسلام فی شرق الأرض وغربها واجتهدوا بکل حیلة فی إطفاء نوره، والتحریض علیه، ووضع المعایب والمثالب له، ولعنوه على جمیع المنابر، وتوعّدوا مادحیه، بل حبسوهم وقتلوهم، ومنعوا من روایة حدیث یتضمن له فضیلة، أو یرفع له ذکراً، حتّى حظروا أن یسمّى أحد باسمه، فما زاده ذلک إلاّ رفعة وسمواً .(2) نعم نقلوا فضائله ولکنهم بین متساهل فی الأخذ بها ومؤوّل لها، والأوّل شیعة المتقدّمین والثانی: رسم المتأخّرین.   [1] . الغدیر : 1 / 41 ـ 311 . [2] . المستدرک للحاکم : 3 / 107 ; تاریخ دمشق لابن عساکر : 3 / 83، الطبعة الثالثة; الریاض النضرة : 3 / 165 . [3] . مناقب ابن شهرآشوب: 2 / 3 .           2 .  شرح نهج البلاغة، لابن أبی الحدید: 1 / 16 .


| رمز الموضوع: 12911