لا یقبل الشیعة قول جعفر أخی الإمام الحسن العسکری بعدم ولادة المهدی ویقبلون قول عثمان بن سعید

لا یقبل الشیعة قول جعفر أخی الإمام الحسن العسکری(علیه السلام)فی أنّ أخاه لم یخلِّف ولداً لأنّه ـ کما یقولون ـ غیر معصوم ، ثمّ یقبلون قول عثمان بن سعید فی إثبات الولد للإمام العسکری(علیه السلام) وهو غیر معصوم ، فکیف یمکن الجمع بین الأمرین ؟ الجواب : أوّلاً : مسألة انحراف جعفر أخی الإمام الحسن العسکری(علیه السلام)هی مسألة تأریخیّة ورجالیّة معروفة ، لا یمکن التطرّق إلیها فی هذا الکتاب ، فکم استغل الخلفاء العبّاسیّون وجوده ونشروا بعض الأکاذیب على لسانه . ثانیاً : اعتقاد الشیعة بولادة الإمام المهدی(علیه السلام) لیست متعلّقة بعثمان بن سعید ، لأنّه علاوة على الشیعة فإنّ ما یفوق الـ 40 عالماً من أهل السنّة صرّحوا بولادته (علیه السلام) ، وحتّى ابن العربی فی الفتوحات المکّیة ذکر أسماء الأئمّة الاثنی عشر حتّى أتى على ذکر الإمام المهدی (عجل الله فرجه) . وأمّا الشیعة الذین کانوا من المقرّبین عند الإمام الحسن العسکری(علیه السلام)فقد سمح لهم (علیه السلام) برؤیة الإمام المهدی (عجل الله فرجه) ، وقد نقلوا ذلک فیما بعد ، فبلغ خبر ولادته(علیه السلام) حدّ التواتر . ولنتجاوز ذلک ونقول : إنّ الروایات المتعلّقة بتعریف الإمام المهدی(علیه السلام)بجمیع خصوصیّاته ومن بینها أنّه ابن الإمام الحسن العسکری ، هی أکثر من أن تُحصى لکی ننقلها هنا . وأنا أُناشد جامع الأسئلة هذا بأن یراجع کتاب «تذکرة الخواص» لابن الجوزی وکتاب «منتخب الأثر» وهما کتابان أحدهما لمؤلف سنّی والآخر شیعی ، من أجل الاطّلاع على البشارات الواردة فی شأن ظهوره(علیه السلام) ، حیث ذکر الکتابان أنّ مسألة ظهور المهدی (عجل الله فرجه) کانت جاریة على ألسن المحدّثین والرواة والمفسّرین من قبل أن یولد(علیه السلام) ، وقد بشرت الروایات بأنّه ابن الإمام العسکری (علیه السلام). ومع هذا هل یصح للسائل أن یسند القول بولادة الإمام المهدی (علیه السلام)إلى شخص واحد هو عثمان بن سعید.