الشیعة والتناقض فی عقیدة الاختیار

یعتقد الشیعة أنّ الله عزّ وجلّ خلق الشیعة من طینة خاصّة وخلق السنّة من طینة خاصّة ، وجرى المزج بوجه معیّن بین الطینتین فما فی الشیعی من معاص وجرائم هو من تأثّره بطینة السنّی ، وما فی السنّی من صلاح وأمانة هو بسبب تأثّره بطینة الشیعی ، فإذا

یعتقد الشیعة أنّ الله عزّ وجلّ خلق الشیعة من طینة خاصّة وخلق السنّة من طینة خاصّة ، وجرى المزج بوجه معیّن بین الطینتین فما فی الشیعی من معاص وجرائم هو من تأثّره بطینة السنّی ، وما فی السنّی من صلاح وأمانة هو بسبب تأثّره بطینة الشیعی ، فإذا کان یوم القیامة جُمعت سیّئات الشیعی ووضعت على السنّی ، وجُمعت حسنات السنّی ووضعت على الشیعی ، وهذا یناقض ما یعتقده الشیعة فی «عقیدة الاختیار» ؟ الجواب : أخبار الطینة لیست بمعنى الماء والتراب کما تصوّر ، بل هی کنایة عن قانون وراثی صرّح به القرآن، قال تعالى: (وَالْبَلَدُ الطَّیِّبُ یَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِی خَبُثَ لاَ یَخْرُجُ إِلاَّ نَکِداً . . .)([1]) . إذن ، فالآباء والأُمّهات ذوو الأصلاب الطاهرة والأرحام المطهّرة یهدون إلى المجتمع أولاداً صالحین ، أمّا الأصلاب والأرحام التی ترعرعت فی أرضیّة ملوّثة وقذرة ، فإنّها لا تُعطی إلاّ أولاداً ملوّثین ، وحتماً فإنّ کلا الصورتین تشکّل أرضیّة فقط ، وإلاّ فباستطاعة الشخص بإرادته أن یقوّی تلک الأرضیّة أو أن یتغلّب هو علیها . وباعتبار أنّ هذه المسألة اتّخذت شکل الأرضیّة ، فإنّه یستحیل أن تنافی اختیار الإنسان ، وکلّ ما هنالک أنّ الأشخاص الذین نشأوا فی أرضیّة سیّئة ، إذا حدث وأن تغلّبوا على تلک الأرضیّة ولم یتأثّروا بها ، فسیکون ثوابهم مضاعفاً . والشیء المهمّ هو الکذب الذی أورده فی آخر السؤال من أنّ ذنوب الشیعة تُکتب على السنّة ، فهذه تهمة ، لا وجود لها فی أیّ کتاب من کتب الشیعة المعتمدة ولو تفوه به واحد منهم فلا یُعدّ عقیدة لهم بل هی على خلاف القرآن الذی یقول : (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)([2]) . ووجود الروایة لا یُعدّ دلیلاً على العقیدة ولسنا من الذین یأخذون عقائدهم من کتاب التوحید لابن خزیمة المفعم بروایات تدل على التجسیم والتشبیه والجبر.   [1] . الأعراف : 58 . [2] . النجم : 38 .


| رمز الموضوع: 12915