العلامة الراحل الشیخ الفضلی فی سطور

إنتقل الى رحمة الله تعالى الداعیة والمفکر الإسلامی والشخصیة السعودیة البارزة آیة الله العلامة الشیخ عبد الهادی الفضلی أمس الإثنین الموافق ۰۸/۰۴/۲۰۱۳ بعد عمر حافل بالعطاء قضاه فی خدمة الإسلام والعقیدة ونشر الفکر المحمدی الأصیل.

و افاد موقع الحج بأن الفقید السعید عانی من المرض لعدة أعوام، وقد أدخل قبل یومین الى المستشفى بعد تعرضه لعارض صحی انتقل على اثره إلى جوار ربه عن عمر ناهز الـ ۷۸ عاما. نسبه هو الشیخ الدکتور عبد الهادی بن الشیخ میرزا محسن بن الشیخ سلطان بن محمد بن عبد الله بن عباد بن حسین بن حسن بن أحمد بن حسن بن ریشان بن علی بن عبد العزیز بن أحمد بن عمران بن فضل بن حدیثة بن عقبة بن فضل بن ربیعة البصری الأحسائی النجفی واشتهر بالعلامة الفضلی والدکتور الفضلی. مولده ونشأته ولد فی لیلة العاشر من شهر رمضان المبارک سنة 1354هـ الموافق للسادس من کانون الأول سنة ۱۹۳۵م بقریة (صبخة العرب) إحدى القرى القریبة من البصرة بالعراق حیث کانت تسکن العائلة بعد رحیلها من الأحساء بالسعودیة. ونشأ فی البصرة نشأة علمیة دینیة عالیة برعایة والده «آیة الله المیرزا محسن الفضلی». دراسته جمع الفضلی بین الدراسات الحوزویة والأکادیمیة وبلغ أعلى الدرجات العلمیة فی الحوزات العلمیة والأکادیمیة. ودرس فی الحوزة العلمیة فی النجف الأشرف «علم الأصول» على ید أبرز أساتذة الحوزة ومنهم سماحة «المرجع المرحوم السید أبو القاسم الخوئی»، «آیة الله الشیخ محمد طاهر آل راضی»، «آیة الله الشیخ محمد رضا المظفر» و«آیة الله السید محمد تقی الحکیم». کما درس «الفقه» على ید المراجع «المرحوم السید محسن الحکیم»، «المرحوم السید أبو القاسم الخوئی» و«المرحوم السید محمد باقر الصدر». غادر النجف الأشرف سنة ۱۹۷۱ للعمل استاذا لمادتی النحو والصرف فی جامعة «الملک عبد العزیز» فی مدینة جدة بالسعودیة. وابتعث بعدها لدراسة الدکتوراه فی کلیة «دار العلوم» بجامعة القاهرة التی تخرج منها سنة 1976 بدرجة دکتوراه فی اللغة العربیة فی النحو والصرف والعروض بتقدیر امتیاز مع مرتبة الشرف. مکانته العلمیة وینظر للشیخ الفضلی باعتباره ثقة المفکر الاسلامی الکبیر الشهید محمد باقر الصدر وقد أشار الشهید فی بعض رسائله للشیخ الفضلی بأنه من مفاخر الحوزة العلمیة بالنجف. وقال الشهید الصدر فی رسالته للشیخ الفضلی بعد أن غادر الأخیر الحوزة لإکمال دراسته الأکادیمیة فی القاهرة: الواقع إن مما یحز فی نفسی أن تکون أوضاع الحوزة بشکل یزهد فی الإقامة فیها أمثالکم ممن یرفع الرأس عالیاً ویشکل رقماً من الأرقام الحیة.. فأنت من آمال الحوزة ومفاخرها". وکان الفقید الراحل من رواد الحرکة الإسلامیة فی العراق، ومن الرعیل الأول الذی انضم الى حزب الدعوة الإسلامیة، واسهم مع آیة الله العظمى السید الشهید محمد باقر الصدر فی بناء الحرکة الإسلامیة فی العراق وقدم خدمات جلیلة للمکتبة الإسلامیة، وکان احد أعلام الحوزة العلمیة فی النجف الاشرف والمحافل العلمیة. کما إن المغفور له اسهم مساهمة فاعلة فی اغناء الحرکة العلمیة فی العراق وفی العالمین العربی والإسلامی وقد ترک عشرات المؤلفات القیمة واستمر فی جهوده العلمیة الى آخر یوم من حیاته الشریفة. وللراحل سلسلة من الکتابات والبحوث والدارسات العمیقة فی مجالات الفقه والأصول واللغة والأخلاق. وله من الکتب المطبوعة ما یربو على 66 کتابا. وهذا ما دعا الشیخ آغا بزرک الطهرانی صاحب کتاب (الذریعة) أن یصفه فی إجازته الروائیة له (المؤرخة 1374هـ) وهو ابن عشرین سنة بقوله: "الشیخ الفاضل البارع, الشاب المقبل, الواصل فی حداثة سنه إلى أعلى مراقی الکمال, والبالغ من الفضائل مبلغاً لا ینال إلا بالکد الأکید من کبار الرجال المدعو بالشیخ عبد الهادی بن الشیخ میرزا محسن بن الشیخ سلطان بن محمد الفضلی....... إلى أن قال: استجازنی فرأیته أهلاً لذلک فاستخرت الله وأجزته أن یروی عنی جمیع ما صحت لی روایته وساغت لی إجازته......