محکم عراقی للقرآن:

المسابقات القرآنیة الدولیة فرصة لتواصل الجهات القرآنیة وتعارفها

أکد المحکم الدولی للمسابقات القرآنیة ان المسابقات الدولیة للقرآن الکریم تضم أعضاء فی المؤسسات والجمعیات والمنظمات القرآنیة من جمیع أنحاء العالم ولذلک فإنها تعتبر فرصة ثمینة لتعزیز التواصل بین الجهات القرآنیة وجمعها فی ندوات وجلسات مختلفة.

و أفاد موقع الحج بأن المحکم العراقی فی المسابقات الدولیة للقرآن الکریم، الشیخ محمود الکرخی بین فی حدیث خاص له مع وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (ایکنا)أن للمسابقات دوراً کبیراً فی ترسیخ التعالیم الإسلامیة وفی التربیة الإسلامیة وان المتسابقین هم من حملة القرآن الکریم وحامل القرآن یجب أن یتصف بأخلاق القرآن وبآداب القرآن. وأکد ان الشباب المشارکین فی المسابقات الدولیة للقرآن الکریم کلهم من طلبة المؤسسات القرآنیة ومن أعضاء المنظمات القرآنیة واعضاء الجمعیات القرآنیة وان حضورهم فی المسابقات الدولیة للقرآن یتیح لهم فرص المشارکة فی الجلسات والندوات والتواصل الذی یحصل على هامش المسابقات وفیما بین المتسابقین وهذا یعزز التعارف بین هؤلاء المشارکین وتزداد معرفة الأشخاص بالقراء وان هذا الأمر یحصل فی المسابقات کلها محلیة کانت أم دولیة. وحول العیوب والنقائص التی تعانی منها المسابقات الدولیة للقرآن الکریم والتی قد لمسها من خلال مشارکته قال الکرخی: ان لیس هنالک عمل یخلو من النقص مبیناً ان العیوب التی تشهدها المسابقات الدولیة للقرآن الکریم على ثلاثة أقسام؛ القسم الأول هی العیوب والنقائص التنظیمیة وان الإجراءات فی التنظیم واستضافة المتسابقین تواجه خللاً أو نقصاً. وأوضح الشیخ محمود الکرخی والقسم الثانی هی العیوب التی مصدرها الحکام وذلک عندما لیسوا فی المستوى المطلوب والقسم الثالث من العیوب التی تعانی منها مسابقات القرآن الکریم الدولیة ترتبط بالمتسابقین وذلک عندما یکونوا غیر مؤهلین للمشارکة فی المسابقات الدولیة وهذا العیب لا یرتفع الا اذا إهتم البلد الذی یرشح المتسابقین بإختیار الکفاءات وأصحاب الخبرة العالیة فی التجوید والقراءة والنغم. وأوضح ان هنالک أخطاء یبادر بها المتسابقون لیست فی مستوى المسابقات الدولیة وانها عیب على أی مسابقة وتقلل من مستوى المسابقة کما انه عیب على الدولة المرشحة له خاصة وان کان الخطأ فی أمور صغیرة وبسیطة مطالباً بإعداد القارئ قبل ایفاده الى أی مسابقة دولیة وعرض قراءته أو حفظه على شیخ وان تتم دراسة صوته وکل قدراته على لجنة تقوم بتقییمه وخاصة فی مجال النغم یجب تعزیز معرفة القارئ بالأنغام قبل المشارکة فی أی مسابقة دولیة. وأشار المحکم الدولی للمسابقات القرآنیة الى ضرورة تصنیف المسابقات الدولیة على حسب المستوى قائلاً: ان هنالک متسابقین یفوزن ویحصدون المراکز الأولى فی بلدانهم وفی مسابقاتهم الوطنیة هؤلاء هم من یجب ایفادهم الى المسابقات الدولیة وهنالک متسابقون یکسبون المراکز الأخرى هؤلاء أیضاً یجب ایفادهم الى المسابقات ولکن المسابقات التی أضعف فی المستوى کی یتنافسون مع من هم فی مستواهم ولهذا السبب یجب تصنیف المسابقات والمتسابقین لیشارک أصحاب کل مستوى فی مسابقة خاصة دون غیرها. وتحدث حول إنشاء لجنة دولیة أو لجنة تحت إشراف منظمات دولیة کبرى تقوم بتصنیف المحکمین والمتسابقین على أساس خبراتهم قائلاً: ان هذا الأمر نطالب به منذ وقت طویل وقد تحدثنا به الى رئیس الرابطة العالمیة للقرآن الکریم فی العراق وقد طلبنا منه متابعة ذلک. وأکد الخبیر العراقی فی مجال القرآن الکریم انه من الضروری ان تکون لجنة دولیة علیا تتخذ من إحدى الدول الإسلامیة مقراً لها ویکون اختیار المحکمین لکل مسابقة دولیة على عاتق هذه اللجنة کما انها تعقد لقاءات بین المحکین الدولیین على مر السنة وایضاً تعمل على تثقیف المحکمین وتنظم لهم دورات فی النغم والصوت وغیرها من الفروع القرآنیة لیکون على جاهزیة للتحکیم دائماً. وحول أهم مؤهلات یجب ان یتحلى بها المحکم الذی یرید التحکیم فی المسابقات الدولیة للقرآن الکریم قال محمود الکرخی: ان العدل فی التحکیم من أهم مؤهلات التحکیم وانها ضرورة للتحکیم لأنها أمر بالإضافة الى انه فنی وقانونی فإنه أمر شرعی ایضاً. وأکد الکرخی ان المحکم یجب أن یکون لدیه حس لأن علم التجوید والتلاوة هی من علوم النغم یعنی الإحساس وان إحساس المحکم یجعله قادراً على تقییم المتسابق بشکل أفضل وهذا بالإضافة الى التخصص فی الفرع الذی یحضر المحکم لیحکم فیه فعلى سبیل المثال اذا کان یحکم فی التجوید یجب ان یکون لدیه العلم الکافی بهذا الفرع وما یحتویه من جزئیات. واستطرد قائلاً: ان المحکم یجب ان یکون على علم بأنواع القراءات لأن المتسابقین یأتون من مختلف الدول والبلدان حیث ان کل منهم یتبع قراءة خاصة وعلى سبیل المثال فی مسابقات قرآنیة أقیمت فی بغداد جاء أحد المتسابقین وقرأ القرآن بروایة "قالون" فلم یستطع أی محکم التحکیم. وتابع مبیناً ان المحکم یجب ان یکون ملماً بعلم الأنغام وان یکون على علم بالنغم وایضاً الوقف والإبتداء لأن هذه الفروع مهمة للتحکیم ومن مؤهلات التحکیم ولکن هنالک فروع أخرى ومنها التفسیر من الأفضل ان یعرفها المحکم ولکنها لیست فی نفس الدرجة من الأهمیة. وفیما یخص مؤهلات المتسابقین للمشارکة فی المسابقات الدولیة للقرآن الکریم قال المحکم الدولی للقرآن الکریم ان المتسابق فی الدرجة الأولى یجب ان یتمتع بالثقة بالنفس لأنها صفة مهمة للمشارکة فی المسابقة وخاصة إن کانت دولیة. وأضاف ان المتسابق یجب ان لا ینظر الى الفوز وان لا یجعله غایته الوحیدة من المشارکة فی المسابقة ویجب ان یعلم ان مجرد المشارکة فی المسابقة الدولیة للقرآن هی فوز بحد ذاتها. وأردف ان المتسابق یجب ان یکون مثقفاً فی التجوید والصوت لأنه مهما کان مثقفاً فی الفروع القرآنیة رفع مستوى المسابقة. ولدى تصنیفه للمسابقات الدولیة للقرآن الکریم من حیث المستوى قال الشیخ محمود الکرخی: ان مالیزیا هی الأولى بمسابقتها الدولیة التی تنظمها سنویاً وان هذه المسابقة هی الأفضل على مستوى العالم الإسلامی وذلک من حیث التأثیر الذی تترکه کما ان المسابقات الدولیة الأخرى ایضاً مهمة ولکنها تأتی من بعد مالیزیا. وحول توحید وثیقة التحکیم فی کل الدول الإسلامیة لیحکم المحکمون فی سائر الدول الإسلامیة على أساسها أوضح الکرخی: ان هذا الأمر تتم مناقشته فی کل المسابقات الدولیة لأن دائماً هنالک أحکام لم یشهدها المحکم فی لوائح تحکیم أخرى وهی أحکام خاصة بالدولة المضیفة نفسها. وأکد المحکم العراقی فی المسابقات القرآنیة ان هنالک مصطلحات ومفردات وتسمیات تستخدم فی بعض لوائح التحکیم غیر موجودة فی غیرها ولذلک فإن المحکمین القادمین من مختلف الدول لا یعرفون البعض من الأحکام المستخدمة فی وثیقة الدولة المضیفة وهذا أمر یصعب التحکیم کما ان هنالک بعض الحالات الواحدة التی تعرف بعناوین ومسمیات مختلفة فی الدول حیث ان فهمها صعب للمحکم مؤکداً ان توحید لوائح التحکیم یرفع کل هذه المشاکل وان توحید لوائح التحکیم سیکون أفضل للمحکم والمتسابقین. وحول مشارکة النساء فی المسابقات الدولیة للقرآن الکریم، بین الناشط القرآنی العراقی هذا ان مشارکة النساء فی المسابقات الدولیة للقرآن الکریم أمر ضروری وانا کنت ولازلت أحث علیه ومن الضروری إنشاء مسابقات قرآنیة خاصة بالنساء مطالباً بتنمیة قدراتهن فی مجال الحفظ. وبین ان حفظ القرآن الکریم ضرورة للمرأة لأن ذلک سینعکس على الأجیال التی تربی تحت أیدی هذه المرأة الحافظة للقرآن الکریم بحسب قوله مؤکداً ان حفظ النساء للقرآن الکریم سیؤدی الى تربیة جیل حافظ للقرآن ومن هنا تأتی أهمیة الإهتمام بتحفیظ القرآن الکریم للنساء. وحول التوقیت الأفضل لتنظیم المسابقات الدولیة للقرآن الکریم قال ان رمضان هو شهر القرآن الکریم وانه الشهر المفضل لتنظیم المسابقات الدولیة للقرآن مؤکداً انه من الأفضل ان تقام المسابقات القرآنیة فی رمضان واذا لم تتوفر إمکانیة ذلک فإنه من الأفضل ان تقام فی سائر المناسبات الدینیة الأخری لتتسبب المسابقة فی إحیاء المناسبة ومن أجل تعزیز فاعلیتها. وختم الشیخ محمود الکرخی حدیثه بالقول ان هنالک إهتماماً وافراً بفرعی الحفظ والقراءة فی المسابقات القرآنیة ولکننا لم نشهد هذا الإهتمام بالفروع الأخرى التی ترتبط بفحوى القرآن الکریم ومنها التفسیر مؤکداً ان هنالک قدرات ونخبة فی مجال التفسیر لم تحظى بفرصة مناسبة لتکشف عن طاقتها ولذلک یجب إضافة فرع التفسیر من أجل عرض هذه المواهب فی فرع التفسیر والبلاغة القرآنیة وغیرها من الفروع.