الملتقى العلمائی یدعو من سوریا لمکافحة الفکر التکفیری الوهابی

دعا الملتقى العلمائی الإسلامی العاشر الذی عقد فی دمشق أمس الاثنین 27 ینایر الجاری تحت عنوان "المسلمون بین التغریب والفکر التکفیری" إلى العمل على مکافحة الفکر التکفیری الوهابی المتشدد ومنع ترویجه وانتشاره فی أنحاء العالم الإسلامی

و أفاد موقع الحج أنه أشار الملتقى فی بیان صدر فی ختام أعماله إلى أن ما یجری الآن فی مؤتمر جنیف 2 من محادثات ومباحثات "لن تجد ثمرة حقیقیة على أرض الواقع من دون معالجة جذور الفکر التکفیری الآثم من أصولها وتجفیف منابعه ومن ثم مکافحة آثاره الوخیمة مع مرور الزمن" مشدداً على أن السوریین أنفسهم هم من یحددون مستقبلهم دون تدخل أو وصایة من أحد. ولفت البیان إلى أن "عناصر الشبه والقرب بین أفکار الخوارج القدیمة وأفکار التکفیر قائمة ومتکررة وثابتة وأن تباینت فی الإخراج والعبارة والسبب فی ذلک أن التکفیر واحد فی النوع وأن اختلف فی التفاصیل" مؤکداً أن العناصر التأسیسیة للتکفیر هی سیاسیة ترتبط بمجمل المصالح الاجتماعیة التی تجد فی فکرة التکفیر واسطة من وسائطها إلى التحقق تدفع أصحابها إلى اعتناق التکفیر باعتباره صوابا. وحذر البیان من خطورة ما یبث من فکر هدام لعقول أبناء الأمة یتعلق بأهل الشرائع السماویة الأخرى وخصوصا "المسیحیة من خلال عدد من الملحقیات الثقافیة فی سفارات دول بات معروفا منهجها وتوجهها" معتبراً أن نشر الفکر الهدام یأتی من إیمان "معتنقیه بعالمیة الفکر الوهابی السلفی ولذلک بدؤوا بإرسال البعثات التکفیریة والإرهابیة إلى کل بقاع العالم فأصبحت تلک الدول مصدراً لصناعة الإرهابیین والتکفیریین إضافة إلى کونها أکبر مصدر عالمی لتمویل تنظیم القاعدة والجماعات الإسلامیة المتطرفة الأخرى". وأکد البیان أن تلک الدول "تحارب منذ سنوات طویلة کل مظاهر الاعتدال الدینی حیث وجد وترعرع ونما" وکانت ومن خلال محافلها الدولیة والعامة والخاصة ومن خلال مناهجها التعلیمیة "تعلم أبناءها لغة التکفیر وکراهیة الآخر وتلقنهم ثقافة العنف والتطرف وأن کل من یختلف مع التفسیر الوهابی المقیت إما کافر أو منحرف ویجب علیه أن یتوب أو یقتل". وخلص البیان إلى القول إن "مسألة التکفیر أصبحت رکیزة أساسیة للفکر التکفیری ومصدرا لوجوده الذی یترافق مع القتل والعنف" مشیرا إلى حروب الوهابیین ضد مناطق المسلمین وخصوصا فی بلاد الحجاز حیث سیطروا علیها وأقاموا دولتهم إلى حد استباحة تلک المناطق ونهب ثرواتها وقتل سکانها وسبی نسائها وقتل رجالها دون تمییز وتخریب دورها وبنائها وإشعال النار فی مکتباتها". وکان وزیر الأوقاف السوری محمد عبد الستار السید أکد أهمیة فضح الفکر التکفیری الوهابی الذی یرمی إلى زرع الفتنة والفرقة بین صفوف أبناء الأمة وتحاول بعض الدول الغربیة الترویج له فی المنطقة بغیة السیطرة علیها. بدوره أکد أحمد بدر الدین حسون المفتی العام لسوریا أهمیة الوحدة والتعاضد بین المسلمین ونبذ مایفرق ویزرع الشقاق بینهم داعیا المسلمین إلى الاعتصام بحبل الله والوقوف صفا واحدا فی مواجهة أعداء الأمة. ولفت المفتی حسون إلى أهمیة نشر ثقافة المحبة والتآخی بین أبناء الأمة ومواجهة الفکر الوهابی التکفیری الذی یدعو للقتل والتکفیر مؤکدا "أن الفکر الوهابی التکفیری دمر کل المعالم التی تذکرنا بالرسول العربی الکریم محمد صلى الله علیه وسلم فهدموا مسجد حلیمة وبیت السیدة خدیجة وغیرها فی محاولة لمسح الذاکرة الإسلامیة". بدوره أشار رئیس اتحاد علماء بلاد الشام محمد توفیق البوطی إلى ضرورة تحصین أبنائنا من الاستغلال باسم الإسلام وغرس القیم السامیة للإسلام الوسطی ونزع أسباب الخلاف بین جمیع الأطیاف فی المجتمع وکل الأفکار الداعیة إلى الفتنة بین أبنائه لمواجهة الفکر التکفیری والظلامی لافتا إلى أن سوریا ستبقى عصیة على جمیع محاولات الاخضاع والتفتیت. المصدر : سانا