قائد الثورة الاسلامیة الایرانیة:

أساس الصمود وحرکة النظام الاسلامی مبنی على صون الثقافة الاسلامیة

أکد سماحة آیة الله الخامنئی خلال استقباله أمس الخمیس رئیس وأعضاء مجلس خبراء القیادة فی ایران أن القضیة الثقافیة قضیة هامة لأن أساس الصمود وحرکة النظام الاسلامی مبنی على صون الثقافة الاسلامیة والثوریة وتعزیز التیار الثقافی المؤمن والثوری.

وأفاد موقع الحج نقلاً عن الموقع الاعلامی لمکتب قائد الثورة الاسلامیة الایرانیة أنه قال ذلک سماحة آیة الله السید علی الخامنئی خلال استقباله صباح أمس الخمیس، 6 مارس الجاری رئیس وأعضاء مجلس خبراء القیادة بالعاصمة الایرانیة طهران. وأشار قائد الثورة فی کلمته الى بعض حقائق العالم المعاصر وقام بشرح المهمات الرئیسیة للمسؤولین فی النظام الاسلامی فی هذه الظروف الحساسة والمعقدة مؤکداً أن "الواقعیة ورؤیة النقاط الایجابیة الکثیرة الى جانب بعض نقاط الضعف"، و"الاعتزاز بجیل الشباب المؤمن والثوری"، و"استثمار الطاقات الداخلیة والوطنیة الهائلة"، و"عدم الغفلة عن عداء الاعداء"، و"رسم حدود واضحة وشفافة مع جبهة الاستکبار"، و"عدم الخوف من العدو"، و"الاعتماد على الشعب وتعزیز الحرکة الجهادیة"، و"صون وتعزیز الوحدة الوطنیة"، و"الاهتمام بالثقافة الدینیة والثوریة"، و"تعزیز الحوار"، تعتبر من المسؤولیات الحساسة والمهمة لمسؤولی النظام فی مختلف المستویات. وفی مستهل اللقاء، أشار قائد الثورة الى المکانة الخاصة لمجلس خبراء القیادة فی أجهزة ومؤسسات النظام وقال: ان اجتماع علماء وشخصیات الشعب الایرانی فی جلسات مجلس خبراء القیادة یحظى على الدوام بالاهمیة الا ان هذه الاهمیة تتضاعف فی بعض المراحل ومن ضمنها المرحلة الراهنة. واشار سماحة آیة الله السید علی الخامنئی الى التطورات المهمة والمعقدة التی تشهدها المنطقة والعالم الیوم، معتبراً "مراجعة الذات والمسؤولیات" من ضمن مهمات المسؤولین فی هذه المرحلة مضیفاً انه فی مثل هذه الظروف ینبغی على جمیع ارکان النظام ومن ضمنه مجلس خبراء القیادة النظر برؤیة ابداعیة واساسیة لحقائق العالم. واستعرض قائد الثورة الاسلامیة بعض حقائق العالم المعاصر وقال: ان حدوث تطورات اساسیة فی المنطقة والعالم وظهور مؤشراتها فی مختلف المناطق ومنها شمال افریقیا واسیا واوروبا، هی احدى حقائق الیوم التی ینبغی رؤیة مؤشراتها ودراستها بدقة عبر رصدها. واشار آیة الله الخامنئی الى اختلال الهدوء الظاهری لجبهة الاستکبار والقوى التقلیدیة السائدة فی العالم، کحقیقة ثانیة، مضیفاً أن أحد مؤشرات اختلال هذا الهدوء الظاهری هی الازمة الاقتصادیة التی تعصف باوروبا وامیرکا حیث تلوح فی الافق مؤشرات افلاسهم الاقتصادی. واعتبر قائد الثورة الاسلامیة الایرانیة الفشل على الصعید الاخلاقی وسحق القیم الانسانیة وانکشاف الهویة الحقیقیة للحضارة الغربیة المبنیة على الهیومانیة، من المؤشرات الاخرى لاختلال الهدوء الظاهری لجبهة الاستکبار واوضح قائلاً: ان القتل والنهب والعنف والفساد والشهوات المنحطة کترویح زواج المثلیین والدعم الصریح للارهاب العنیف والهمجی فی المنطقة والاهانة الصارخة للمقدسات وکبار شخصیات الدین، تعتبر نماذج ملموسة اخرى لفشل الحضارة الغربیة فی القضایا الخلاقیة. کما اعتبر قائد الثورة الاسلامیة تداعی الهویة والرکائز العلمیة للحضارة الغربیة واحدة تلو أخرى والکراهیة العامة تجاه امیرکا وقوى الاستکبار الاخرى وانهیار سمعتهم الدولیة، من المؤشرات والحقائق الاخرى فی عالم الیوم مضیفاً أن صحوة الشعوب خاصة الصحوة الاسلامیة وبلوغ الصمود الاسلامی الذروة، حقیقة أخرى من حقائق الیوم فی العالم. واشار الى تموضع بعض الافراد امام عبارة "الصحوة الاسلامیة" واضاف: لقد تبین الان بان الصحوة نابعة من الاسلام تماماً ورغم انهم اطفأوها على الظاهر الا ان "روح الثقة بالذات والشعور بالهویة الاسلامیة" لم ولن تندثر ابداً. واعتبر آیة الله الخامنئی نمو الصمود والحیویة الاسلامیة لدى الشعب الایرانی وروح المناداة بالاستقلال لدى هذا الشعب رغم مضی 35 عاماً على انتصار الثورة الاسلامیة، احدى الحقائق المهمة الاخرى فی عالم الیوم واضاف: ان الروح الثوریة مازالت نابضة فی الشعب الایرانی وما حدث فی مسیرات یوم 22 بهمن (11 شباط/فبرایر ذکرى انتصار الثورة الاسلامیة فی ایران) العام الجاری ظاهرة منقطعة النظیر ومؤشر لتاکید هذا الموضوع. وبعد اشارته الى بعض الحقائق المعاصرة، استعرض سماحته مهمات مسؤولی النظام الاسلامی فی الظروف الحساسة والمعقدة الراهنة، حیث لفت الى "التحلی بالواقعیة ورؤیة نقاط القوة الکثیرة الى جانب بعض نقاط الضعف" کمهمة اولى للمسؤولین وقال: الحقیقة هی ان الثورة الاسلامیة فی ایران وخلافاً للثورات الاخرى فی العالم ومع مضی اکثر من ثلاثة عقود على انتصارها مازالت نابضة وحیویة وتنادی بالاسلام والاستقلال والصمود الوطنی والتنمیة الداخلیة والعدالة وتسعى من اجل تحقیق هذه الاهداف الکبرى. واکد قائد الثورة على الاعتزاز بجیل الشباب المؤمن والثوری وتثمینهم، کمهمة ثانیة للمسؤولین واضاف: ان مکانة جیل الشباب الیوم أسمى من الجیل الاول للثورة لان شباب الیوم ورغم انهم لم یشهدوا انتصار الثورة والقضایا التی تلت ذلک وهم معرضون ایضاً لمختلف انواع المساوئ الناجمة عن الاجواء الافتراضیة والفضائیات لکنهم یتحلون بالایمان وصامدون فی الدفاع عن الثورة. واعتبر آیة الله الخامنئی الاهتمام بالطاقات الداخلیة والوطنیة الهائلة والاستفادة منها، مهمة اأخرى من مهام المسؤولین فی البلاد واضاف: لحسن الحظ ان مسؤولی البلاد ومن ضمنهم مسؤولی الحکومة الجدیدة مطلعون جمیعاً على الطاقات الداخلیة الهائلة ومؤمنون بضرورة استثمارها. واکد قائد الثورة الاسلامیة الایرانیة بان عدم الغفلة عن عداء الاعداء، یعتبر من المهمات الاخرى للمسؤولین فی البلاد واضاف: انه ما دام النظام الاسلامی والشعب الایرانی متمسکین بمبادئ الاسلام والثورة والاستقلال فان العدو لن یتخلى عن عدائه لذا لا ینبغی الغفلة عنه. واعتبر آیة الله الخامنئی تنفیذ سیاسات الاقتصاد المقاوم من المهمات الاخرى للمسؤولین واضاف: ان العدو رغم حقده الدفین عاجز عن مواجهة النظام الاسلامی والشعب الایرانی وبسبب هذا العجز فقد لجأ الى الحظر وهو یعلم جیداً بان أداة الحظر لم تجدیه نفعاً منذ بدایة الثورة الى الان. واعتبر "عدم الخشیة من العدو والتوکل على الله" من المهمات الاخرى للمسؤولین واضاف: ان اعداء الشعب الایرانی الیوم هم ضمن الاسوأ سمعة فی العالم، حیث باتت الادارة الامیرکیة الیوم معروفة على الصعید الدولی کلاعب فظ ومجرم ومنتهک لحقوق الانسان کما تعرف داخل امیرکا نفسها کنظام کاذب ومزیف وان ثقة الامیرکیین بادارتهم الیوم هی فی ادنى مستویاتها. واعتبر قائد الثورة "صون وتعزیز الوحدة الوطنیة" سواء الوحدة المذهبیة او القومیة فی البلاد مهمة اخرى لمسؤولی البلاد. واضاف سماحة آیة الله الخامنئی ان القضیة الثقافیة قضیة مهمة لان اساس الصمود وحرکة النظام الاسلامی مبنی على صون الثقافة الاسلامیة والثوریة وتعزیز التیار الثقافی المؤمن والثوری. واکد ضرورة تثمین الشباب المؤمن والثوری لانهم هم الذین یجعلون من صدورهم دروعا فی المخاطر واشار الى کثرة مثل هؤلاء الشباب فی الساحة الثقافیة والساحات الاخرى فی البلاد واضاف: ان من ینظرون الى هؤلاء الشباب بتشاؤم ویسعون لفرض العزلة علیهم لا یخدمون الثورة والبلاد. مؤکداً فی الوقت ذاته بان هؤلاء الشباب المؤمنین والثوریین لا ینعزلون ابداً. واوضح قائد الثورة بان المهمة الاخیرة للمسؤولین هی "بناء وتعزیز الحوار" وقال: ان القضایا التی ذکرت یجب أن تتبلور على اساس "الحوار والخطاب" والایمان العام بها والضرورة لهذا الامر هو طرحها بصورة منطقیة وعلمیة بلغة طیبة وبعیدا عن المبالغة فی الامور.